إحصاء الماضي
إن تكوين صورة صحيحة عن النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط زيتطلب منا أولاً أن نجد المعلومات المتعلقة بهس
هذا ما يراه روبرت آلن، الأستاذ العالمي المتميز في التاريخ الاقتصادي في جامعة نيويورك أبوظبي، والذي يقود مشروعاً ضخماً لجمع البيانات من شأنه كشف الجوانب غير المروية من تاريخ النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط. فلطالما استخدم الأفراد في الماضي الأرقام لتوصيف دخلهم وأسعار مشترياتهم ومبيعاتهم وحجم التجارة وتعداد سكان المقاطعات وتقسيماتها الدينية والقومية، إلى جانب العديد من الأغراض الأخرى.
ويهدف آلن من خلال مبادرته البحثية التي تحمل عنوان زإحصاء الماضيس، إلى جمع هذه الأرقام لأول مرة على مستوى بلدان الشرق الأوسط، حيث سيتم نشر كافة البيانات التي سيتم جمعها على شبكة الإنترنت. وستتيح هذه المعلومات لآلن وفريقه المساعد المكون من طلاب أبحاث في جامعة نيويورك أبوظبي تعقب مسيرة اندماج منطقة الشرق الأوسط بالاقتصاد العالمي. ومن جهة أخرى، يهدف المشروع إلى حساب مقدار ربحية النشاطات التجارية التقليدية إلى جانب التكنولوجيا المعاصرة، وتقييم المشاريع التنموية بما فيها الري والسكك الحديدية وتحسين الطرق، إضافة إلى قياس الدخول الحقيقية ومعايير المعيشة. ويشير آلن، وهو مستشار سابق لدى البنك الدولي، إلى إن نتائج البحث ستوفر أرضيةً لتقييم نظريات أكثر عموميةً حول النمو والركود الاقتصادي في الشرق الأوسط.
ويضيف آلن: زنأمل أن نكشف عن بيانات متعلقة بتعداد السكان والصادرات والواردات ونفقات السفر وشحن البضائع عبر البر أو البحر والإنتاج في القطاعات القديمة والجديدة وأسعار الجملة للمنتجات والصادرات والواردات الرئيسية وأسعار التجزئة للبضائع الاستهلاكية الرئيسية، ورواتب العمال وغيرهم من أفراد المجتمعس. ويختتم آلن حديثه بالقول إن حجم الصادرات والواردات، على سبيل المثال، يعد أحد المؤشرات على الروابط التجارية بين الشرق الأوسط وسائر أنحاء العالم.