"نجح برنامج الزمالة في تحقيق هدفه الرامي إلى إنشاء بيئة بحثية نشطة متعددة الجوانب".
نظرة متجددة على التقاليد القديمة
أصدر الباحثون في جامعة نيويورك أبوظبي، خلال الأعوام القليلة الماضية، مجموعة كبيرة من الكتب والمقالات الأكاديمية حول التاريخ الديني والفكري والثقافي الغني في العالم العربي.
وتدرس هذه الأبحاث مجموعة من الموضوعات، تشمل الصقارة والفلسفة والشعر ودراسات النوع الاجتماعي وتاريخ النفط في المنطقة والمباخر، وقد ساهمت في تعزيز مكانة جامعة نيويورك أبوظبي كجهة رائدة عالمياً، ومساهِمة فاعلة في الدراسات الإنسانية حول منطقة الشرق الأوسط وعلاقاتها الجغرافية والتاريخية.
ومنذ عام 2014، قدم البرنامج 37 زمالة لكبار الباحثين والزملاء في مرحلة ما بعد الدكتوراه من جميع أنحاء العالم، ومن ضمنهم مجموعة من طلاب الدكتوراه في جامعة نيويورك في نيويورك. وساهم الباحثون، خلال هذه الأعوام، في إنتاج أكثر من 35 بحثاً وتنظيم أكثر من 20 فعالية أكاديمية، والتي استقبل العديد منها أكثر من 100 من الباحثين العالميين.
وأشار فوكينبرغ إلى أن قوة البرنامج تكمن في قدرته على تخطي حدود أبوظبي، وقال معلقاً: "تشمل أبحاثنا العديد من التخصصات التي تتضمن التاريخ والثقافة والتراث والمتاحف، بالإضافة إلى العديد من فروع العلوم الإنسانية".
وأضاف قائلاً: "لقد تلقينا أبحاثاً رائعة من باحثين شباب ومخضرمين من أهم الجامعات في مختلف أنحاء العالم".
ومن جهته، أوضّح مارتن كليمكيه، نائب العميد للسياسات والحوكمة الأكاديمية، والباحث الرئيسي المشارك في برنامج الزمالة: "يتم تكليف كل زميل باستضافة ورشة عمل مصغّرة يدعو خلالها خبراء رواد عالميين إلى أبوظبي للتعاون معه على مشروعه، وهي خطوة حققت نجاحاً بالغاً".
ويمكن لجميع الباحثين العاملين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية المشاركة في برنامج الزمالة، ولكن كليمكيه أشار إلى بروز موضوعات محددة خلال السنوات الخمس الأولى من البرنامج، مثل الثقافة الإسلامية المبكّرة والشعر البدوي وتاريخ وثقافة الصقارة ودراسات حول ريادة دول مجلس التعاون الخليجي ودراسات حول المتاحف والتراث. وتتعلق الموضوعات المطروحة بمناطق الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وغالباً ما ترتبط بمبادرات بحثية قائمة في أقسام الفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
ويتوقع كليمكيه أن يشهد البرنامج مزيداً من التعاون والترابط بين مواضيع الأبحاث في جامعة نيويورك أبوظبي، قائلاً: "تعدّ هذه الأبحاث بالغة الأهمية، كونها تسلط الضوء على العالم العربي بمختلف جوانبه، من تاريخه العريق وآدابه الغنية، وتراثه الثقافي والفني، وارتباطه الوثيق بالحضارات الأخرى في الماضي والحاضر".