لمحة عن فنان
طارق الغصين، أستاذ الفنون البصرية
بعدسة طارق الغصين، بتكليف من مهرجان أبوظبي 2017. صورة تشكل جزءاً من التشكيلة الفنية لمجموعة أبوظبي للموسيقى والفنون. تجمع أعمال طارق بين المناظر الطبيعية، والصور الذاتية، والتفاعل مع الفضاءات التي يقوم بتصويرها.
تحمل جدران مكتب الفنان العالمي طارق الغصين في جامعة نيويورك أبوظبي مجموعة من الصور المطبوعة التي تشكل جزءاً من المشروع البصري الحالي الذي يعمل عليه، والمستوحى من القصة الصحفية التي قرأها الغصين منذ عدة سنوات حول الجزر الـ214 في إمارة أبوظبي. وُتظهر الصور الفنان الغصين خلال زيارته لجزيرة سقطرى، متوغلاً في مناطق تعشيش طيور الغاق، التي تقطن منطقة الخليج العربي وتُعد من الأنواع المُهددة بالانقراض، بكل سلاسة حتى ليبدو أن الطيور غير ملاحِظة لوجوده بينها. وجاءت زيارة الغصين للجزيرة في إطار بعثة من زمؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنونس أتاحت له التقاط المجموعة الأولى من الصور. وهو يبحث حالياً عن مزيد من الدعم ليقوم بزيارة أخرى للجزيرة بغرض إكمال مشروعه الفني.
وحملت أعمال الغصين على مدار السنوات ميزة استثنائية تمثلت في دمجه الفريد بين حضوره الذاتي في المناظر الطبيعية والتفاعل مع المساحات التي يصورها، لتأتي النتيجة على شكل صور مركبة تتيح له إيصال أفكاره بأسلوب استثنائي. وبهذا الصدد، قال الفنان طارق الغصين: زأجد متعة حقيقية في العمل على الربط والمزج بين أنماط الصور المركبة والتوثيقية والتصوير الذاتي. كما أعمل على إضافة لمساتي الشخصية ضمن الفضاءات التي أقوم بتصويرها، إذ كانت هذه هي المنهجية التي اتبعتها قبل أن أبدأ العمل بمشروع زالصوابرسس.
ويُعد زالصوابرس أحدث مشاريع الغصين التصويرية، والذي يقدم من خلاله استكشافاً بصرياً لمجمع الصوابر السكني الشعبي الذي شيدته الحكومة الكويتية في ثمانينات القرن الماضي بتصاميم مستوحاة من أعمال المهندس المعماري الكندي الشهير آرثر إركسون. وكان هذا المجمع قد وفر مساكن للعائلات الكويتية ذات الدخل المنخفض، والتي بدورها عمدت لاحقا إلى تأجيرها للمغتربين الوافدين. وعلى مدار عقود من الزمن، شهد المجمع حالة متزايدة من الفوضى ما دفع الحكومة لإصدار قرار بإخلائه منذ عامين. هذا وعمل الغصين على زيارة المجمع المهجور عدة مرات لتوثيقه بالصور، وجمع خلال هذه الزيارات عدداً من المقتنيات التي تركها وراءهم سكان المجمع من ذوي الجنسيات المختلفة والعديدة، والتي شكلت فيما بعد جزءاً من سجل تصويري أكبر لتلك المقتنيات المنسية. هذا وأقيم معرض زالصوابرس ضمن معرض زثيرد لاينس في دبي في الفترة بين نوفمبر 2017 حتى فبراير 2018 .
تشير الملصقات على الأبواب أن السلطات أمهلت السكان 3 أيام لإخلاء منازلهم؛ إلا أنه وبعد مرور سنتين على هذا القرار، ما يزال السكان يعودون إلى منازلهم ليجلبوا منها المزيد من مقتنياتهم. وأكثر ما أثار انتباهي وإعجابي ضمن هذه الفضاءات العديدة هو تعدد الجنسيات والخلفيات الدينية التي كانت تعيش معاً بتناغم وتآلف على مقربة كبيرة من بعضهاس.
وإلى جانب سعيه الدؤوب للحصول على الدعم اللازم لإنهاء مشروعه في سقطرى، فقد انتدب الغصين من قبل متحف زجوجنهايم أبوظبيس لتقديم سلسلة من جلسات التصوير الحية ضمن موقعه المميز في جزيرة السعديات.