The Exhibition

يضم هذا المعرض خمسة فنانين تأتي أعمالهم الفنية بمثابة أرشيف لدولة الإمارات العربية المتحدة، مستكشفين موضوعات النوع الاجتماعي والعولمة والرأسمالية والتنقّل والهجرة

في عملها الفني الذي يتخذ من الفيديو وسيطاً له، تستحضر فرح القاسمي في فيلمها أرشيفاً بديلاً لدولة الإمارات العربية المتحدة عبر شخصية قديمة من "الجن" تدعى «أم النار». متخذاً من تاريخ إمارة رأس الخيمة في حقبة ما بعد الاستعمار نقطة انطلاقٍ له، يستخدم عمل القاسمي لقطاتٍ موجودة على شبكة الإنترنت وكذلك التمثيل في الاستوديو والصور الوثائقية لطرح سياسة جسدية متحركة تتجاوز ثنائيات الحديث/التقليدي، الذكر/الأنثى، أو البشري/غير البشري. عبر دعوتنا إلى التأمل في تشابك الأشكال القديمة والجديدة من الحداثة الاستعمارية، يقترح عمل القاسمي مفهوم التناغم المتجسد كرد فعلٍ تقويضي محتملٍ لذلك

يُعدّ فيلم الفنان فيكرام ديفتشا بمثابة أرشيفٍ للعقود الآجلة المتفاوض عليها. يقدّم عمل «فيدو»، التي تُترجم إلى "منزل" باللغة المالايالامية، تساؤلاتٍ حول الهياكل التي يصممها ويشيّدها بعض المهاجرون تحسّباً لعودتهم الختامية إلى الهند. يوثّق هذا العمل تجربة عائلة مهاجرة من ولاية كيرلا الهندية تقيم حالياً في إمارة الشارقة، حيث يتفاوض أفراد العائلة حول المُثُل النموذجية لمنزلهم المستقبلي الطَموح والمزمع تشييده في كيرالا. يكشف عمل ديفتشا، وهو جزءٌ من مشروعٍ مستمر، كيف تتشكل المفاوضات حول تصميم المنزل باستخدام برنامج أوتوكاد من خلال التقاطعات المعقدة بين النوع الاجتماعي والطبقة والطائفة والعرق والهجرة. من خلال هذا العمل، يتمكّن المشاهد من إدراك اعتماد عملية تخيُّل منزل الفرد على مجموعة من المشاريع السياسية الإقصائية، وكذلك على إنشاءات العلاقات الوطيدة في الوقت ذاته

عمل منيرة القديري هو أرشيفٌ أدائي تم تصويره على ساحل أبوظبي ليربط بين تاريخ ما قبل النفط وما بعده في منطقة الخليج. يُعرَض الفيديو على خلفيةٍ من أنغام «البحري»، وهو شكلٌ موسيقي تقليدي يمارسه البحارة وغواصو اللؤلؤ للاستمرار في ظل ظروف العمل الصعبة في عباب البحر. في مقطع الفيديو الخاص هذا، تحتفظ القديري بهذه الموسيقى المؤرقة على خلفية رقصٍ متزامنٍ لأربع شخصيات نسائية يرتدين بدلات سباحة عاكسة للضوء. من خلال دمج لَمَعان كلٍّ من النفط واللؤلؤ، تمثّل هذه الأجساد بذلك الإغراءات المشتركة للتشابك الرأسمالي العالمي مع تواريخ التناغم الجسدي الذي نشأ سابقاً على مياه الخليج العابرة للحدود

تم اختيار «استوديوهات عجمان المستقلة» كجزء من عمل الفنانة آلاء يونس الأوسع بعنوان «دراخما» (2018)، هو عبارة عن أرشيف لصورٍ فوتوغرافية مُلتَقَطَة لأول استوديو تصوير تم إنشاؤه في إمارة عجمان الشمالية في دولة الإمارات العربية المتحدة. أنَتَج هذا الاستوديو العديد من أشهر المسلسلات التليفزيونية العربية منذ تأسيسه في عام 1975 والتي تنوّعت ما بين الدراما الإثارة والجريمة ومنها «لا يا ابنتي العزيزة» و«عم حمزة» و«وتوالت الأحداث عاصفة». شكَّلَت استوديوهات عجمان الخاصة مدينةً إنتاجية من حيث الحجم، واستقطبت ضمن كادرها طواقم التمثيل والإنتاج وأمهر الطهاة من دول عربية منها الأردن ولبنان ومصر وفلسطين واليمن. يسلّط المشروع الضوء على منطقة الخليج العربي كوجهة للهجرة، ونقطة انطلاق في الصناعة الإبداعية في المنطقة، ومحوراً مركزياً لإنتاج الثقافة العربية العابرة للحدود

يأتي فيديو آلاء إدريس بمثابة أرشيفٍ عاطفي تم تصويره في قرية خط الصغيرة التي تُجاورِ جبال الحجر، وتحيط بها مدافن حجرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. يركّز عمل إدريس على مدرسة عامة مهجورة، حيث أعادت إدريس تمثيل تجربتها كطالبة في التاسعة من عمرها. من خلال الحركة البطيئة والممنهجة عند تنقّلها عبر أطلال المدرسة وزواياها المختلفة، نشهد الفنانة منغمسة في تكسير مصابيح الهالوجين الكبيرة الحساسة على أسطح المدرسة المختلفة. من خلال هذا التحدي الظاهر، تجسّد إدريس رفضاً للمقولة العربية المأثورة "العلم نور". بدلاً من ذلك، تدعونا الفنانة إلى استجواب التشابكات التي تشوب المؤسسات التعليمية الحديثة ووسائلها التربوية