أريامان دولاكيا

ومع ذلك، فإنّ شهادتي في الهندسة بالتأكيد زوّدتني بالقدرة على اجتياز هذا التحدّي، فالهندسة مجال صارم، وقد علّمني الانضباط، وإدارة الوقت، وتحديد الأولويّات، وهي مهارات لا تقدّر بثمن في مجال رأس المال الاستثماريّ نظراً لسرعة التطوّرات ووتيرة العمل. والأهمّ من ذلك، فقد عزّزت لديّ الهندسة عقليّة حلّ المشاكل، ممّا سمح لي بتفكيك القضايا المعقّدة والتعامل معها بسهولة نسبيّة.
وعدا النواحي الأكاديمية، فقد غيرتني بيئة جامعة نيويورك أبوظبي. ليس فقط بسبب شهادتي الجامعية، بل من حيث خلفيات أقراني الّذين شكّلوا طريقة تعاملي مع العالم ودفعوني للنظر في وجهات نظر متعدّدة مثل كيفيّة التعامل مع المستثمرين، وتحديد أولويات اتّخاذ القرارات، والتشكيك في الافتراضات مثل التحقق من فوائد الاستثمار في مجال ما، وتحفيز الإبداع من حيث إيجاد حلول فريدة للتحدّيات؛ وكلها مهارات ضروريّة في مجال رأس المال الاستثماريّ.
بينما قدّمت لي الدراسة أساساً قويّاً، أتي التأثير الحقيقيّ من تجربتي خارج مقاعد الدراسة. دعني أضعها بهذه الطريقة: كنت جزءاً من فريقين رياضيّين: الكريكيت وكرة القدم، ولعبت حوالي 100 مباراة إلى جانب زملاء من أكثر من 20 دولة. هؤلاء الزملاء أصبحوا أصدقاء، وغالباً ما كانت محادثاتنا تتعمّق في الثقافة والقيم والتجارب الشخصيّة.
من المدهش كم يمكنك أن تتعلّم من المحادثات البسيطة. وبالمثل، ساعدني مجتمع جامعة نيويورك أبوظبي بشكل عام، الأندية مثل فيوليت فينتشرز، وزملاء الدراسة، والأساتذة، والموظّفين، في تطوير فهمي لريادة الأعمال والمفاوضات وجمع التبرّعات ونظام رأس المال الاستثماريّ، وقد عزز كل ذلك الأساس التقنيّ الّذي وفّرته الدروس.
أعمل الآن في مجال علاقات المستثمرين في بيكو كابيتال، وهي شركة رأس مال استثماريّ مقرّها دبيّ.
آمل أن أخلق إرثاً يذكر. مهنيّاً، أطمح إلى بناء شيء ذي معنى، سواء كمؤسّس أو كمستثمر، يذكر بعد رحيلي بوقت طويل. شخصيّاً، أريد أن أسافر حول العالم، وأكمل على الأقلّ تحدّياً واحداً من تحديات أوزاكي 8، وقد أكتب نصاً سينمائياً".