ويفتتح رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي يوم الثلاثاء 1 مارس معرض "تكوين عذري: رامين حائري زاده وركني حائري زاده وحسام رحمانيان" للثلاثي الفني الإيراني المقيم في الإمارات، رامين حائري زاده وركني حائري زاده وحسام رحمانيان. ويشتهر الثلاثي بتقديم مجموعة من المشاريع والعروض واللوحات والرسوم المتحركة المتميزة والسريالية، والتي تم عرضها عالمياً في العديد من فعاليات البينالي والمتاحف الكبرى؛ مثل بينالي ليفربول، وسيدني، وتورنتو، ومتحف زيورخ، ومعهد الفن المعاصر في بوسطن، ومتحف برشلونة للفن المعاصر، والمشروع القادم في غاليري هايوارد في لندن. ويعمل الفنانون الثلاثة في أول معرض فردي مؤسسي لهم في الإمارات على ابتكار أجواء عامة تعكس طريقة تطور الأعمال الفنية من خلال علاقات الفنان مع الآخرين. ويمثّل معرض "تكوين عذري" خلاصة 13 عاماً من العيش والعمل المشترك كفنانين في دبي، حيث يولّد مشهداً ونسيجاً من الأفكار والحوارات المتطورة باستمرار مع مساهمين وفنانين وغيرهم من زوار منزلهم.
كما يشهد خريف 2022 معرض عن الفن الحديث في الخليج خلال القرن الماضي. يُقام المعرض بتقييم الدكتورة عائشة ستوبي، التي تم تعيينها مؤخراً في منصب القيّمة الفنية للجناح العماني الأول في بينالي البندقية، ويستند إلى سنوات من البحث وتتبع الفترة السابقة لعصر ازدهار المنطقة في أوائل ومنتصف القرن العشرين حتى عام 2008. ويروّج المعرض، من خلال تحليل تاريخ الفن الحديث في الخليج لأول مرة، لمناقشات واسعة النطاق حول الروايات الأكثر شمولاً والمرتبطة بالحداثة المقارنة والحركات الفنية في المنطقة، ويلعب دوراً رئيسياً في تسليط الضوء على تاريخ الفن في منطقة الخليج العربي. وتشتهر الدكتورة عائشة ستوبي بكونها مؤرخةً فنيةً وقيّمةً على المعارض، حيث نشرت وحاضرت على نطاق واسع حول فنون الحداثة في دول جنوب العالم، مع اهتمام خاص بحركات الفن الحديث في شبه الجزيرة العربية.
وتشرف القيمة مايا أليسون على عمل تركيبي جديد للفنان الإماراتي المخضرم محمد أحمد إبراهيم صمم خصيصاً للجناح الوطني لدولة الإمارات 2022 في بينالي البندقية. وسيحتضن المعرض، تحت عنوان "محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب"، عملاً تركيبياً مكوناً من عدة منحوتات بحجم الإنسان مصنوعة بأسلوب نحتي مجرّد ومتناغم مستمد من الأشكال الطبيعية والعضوية، تأتي مستوحاة من العلاقة الوطيدة التي تربط الفنان ببيئته المحلية في مسقط رأسه، خورفكان – تلك المدينة التي تحيطها الجبال على الساحل الشرقي من إمارة الشارقة في دولة الإمارات. ويُعد إبراهيم أحد الفنانين التجريبيين الرائدين في الإمارات وعضواً مؤثراً في مجموعة مهمة من الفنانين التجريبيين والمفاهيميين الذين تولّوا قيادة طليعة الفنون البصرية في الإمارات منذ الثمانينيات.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت مايا أليسون، المديرة التنفيذية لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي: "تسرّني رؤية الخطط الواعدة للاحتفال بعام 2022 وبناء تاريخ فني ملموس ومرئي، والبحث في الممارسات الفنية الآخذة في الازدهار خارج إطارات عالم الفن التقليدي. ويُعدّ محمد أحمد إبراهيم فناناً تجريبياً مخضرماً من محيط المراكز الحضرية في المنطقة؛ بينما تُظهر الأبحاث المتميزة للدكتورة عائشة ستوبي ازدهار المجتمعات الفنية في جميع أنحاء الخليج العربي الحديث، حيث ينشأ معظمها كمجموعات مستقلة غير رسمية، والتي يجري تتبعها في معرضها عن الفن الحديث في الخليج والذي سيفتتح في خريف 2022 برواق الفن. ولطالما أُعجبتُ بعمق وتطور أعمال هؤلاء الفنانين، الذين نالوا تقدير واحترام زملائهم منذ فترة طويلة، ليصبحوا الآن جزءاً من تاريخ الفن العالمي الحديث".
وأضافت: "كما تختبر منيرة الصايغ، القيّمة الفنية على المعرض المقام في معهد الشرق الأوسط للفنون - واشنطن العاصمة، برفقة الفنانين المقيمين في الإمارات الذين اختارتهم للمعرض، الازدهار الفني الملموس في سياق المشهد الفني في الإمارات حالياً. ويتضمن هذا المشهد الفني فنانو معرض ربيع 2022، لذا أتطلع إلى الترحيب بعشاق الفن لاستكشاف وجهات النظر الجذرية الجديدة في الممارسات الفنية ضمن معرض "تكوين عذري: رامين حائري زاده وركني حائري زاده وحسام رحمانيان"، وللثلاثي الذي شكّل مجتمعهم الفني في الإمارات مصدر إلهام لهم. وفي الختام، يشكل دعم عمل الباحثين مثل عائشة ستوبي والقيّمة الفنية منيرة الصايغ والممارسات الفنية لرامين وركني وحسام، ركيزةً رئيسيةً لمهمة رواق الفن في تشجيع عمل الفنانين وتنميته، وتوثيق الرحلة التي قادت المنطقة للوصول إلى الازدهار الفني الحالي".
ويقيم رواق الفن حالياً معرض "حداثات: ومضات من إيران وتركيا والهند من مقتنيات مجموعة آبي ويد غراي في جامعة نيويورك"، حتى 5 فبراير. ويتحدى المعرض روايات الفن الحديث المتمحورة حول الغرب من خلال المنحوتات واللوحات التاريخية من فترة الستينيات. كما يتضمن المعرض الأرشيفات الشخصية لآبي ويد غراي، مما يوضح كيف استفاد الفنانون من تراثهم، إلى جانب تناولهم للخطابات العالمية لمواضيع الحداثة الرئيسية.