أصدرت المكتبة العربية في جامعة نيويورك أبوظبي مؤخراً كتابين ضمن سلسلة المكتبة العربية للناشئة، الأول بعنوان "إنّ الأمرَ لَغَيرُ ما نشتغل به: مختاراتٌ من كتاب ابن الملك والناسك"، والثاني بعنوان "بَوْحُ المَرجان في اختيار الخُلّان: مُختارات عن الصداقة في الأدب العربي". ويمكن تحميل الكتابين مجاناً عبر الموقع الإلكتروني للمكتبة العربية.
وقد تم نشر هذه الكتب ضمن سلسلةَ المكتبة العربية للناشئة، وهي مبادرة من المكتبة العربية التابعة لمعهد جامعة نيويورك أبوظبي، في سياق اهتمامها بتقديم أفضل مختارات من الأدب العربي الكلاسيكيّ وجعلها بمتناول الشباب. وتمنح هذه السلسلة فرصةً للغوص في التراث الأدبيّ العربيّ وإعادة تأويله في سياقٍ ثقافيّ يتماشى مع العالم المعاصر.
ويتولّى تحرير كتب السلسلة العربيّة للناشئة التابعة للمكتبة العربيّة كلٌّ من بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وإيناس خنسه أستاذة الأدب العربي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهدى فخر الدين أستاذة في جامعة بنسلفانيا، الولايات المتّحدة، ولوسي تايلور عضو دار النشر في جامعة نيويورك.
ويستند كتاب "إنّ الأمرَ لَغَيرُ ما نشتغل به: مختاراتٌ من كتاب ابن الملك والناسك" إلى عددٍ من أقدم المخطوطات العربيّة لـكتاب بلوهر وبوذاسف، حيث جمع المحرّران بلال الأرفه لي (الجامعة الأميركية في بيروت، لبنان) وكيريل ديميترييف (جامعة سانت أندروز، المملكة المتّحدة) مختاراتٍ شيّقة تحفّز القرّاء على الانخراط في الصور الرمزيّة والأفكار التصويريّة والجوانب المختلفة للأمثال. ويتضمّن رسوماتٍ للفنّان ورد الخلف تعزّز الأبعاد الجماليّة للنصّ. وقد دعمت الأكاديميّة العربيّة الألمانيّة للشباب في العلوم والعلوم الإنسانيّة تحرير هذا الكتاب ونشره، وحظي الكتاب أيضًا على منحةٍ من قبل الوزارة الألمانيّة الاتّحاديّة للتعليم والبحث.
أما كتاب "بَوْحُ المَرجان في اختيار الخُلّان: مُختارات عن الصداقة في الأدب العربي"، فيتميز بضمه لاختيارات شعرية ونثرية حول مفهوم الصداقة في سياقاته الاجتماعية والنفسية والأخلاقية من وجهات نظر مختلفة، ويتألف من أحد عشر محورًا جمعها بلال الأرفه لي وإيناس خنسه (الجامعة الأميركيّة في بيروت) من ثلاثة من كتب للأدب العربي الكلاسيكي: الصداقة والصديق للأديب والفيلسوف أبي حيّان التوحيدي، وتهذيب الأخلاق للفيلسوف والمؤرِّخ أبي عليّ مسكويه، وترجمة الكاتب في أدب الصاحب المنسوب للأديب والشاعر أبي منصور الثعالبيّ. ورافق الرسّام التشكيليّ محمود الداود النصوص برسومات تأويليّة تجريدية وتصويرية.
وفي هذا الصدد، قال فيليب كينيدي، المحرر العام للمكتبة العربية التابعة لمعهد جامعة نيويورك أبوظبي: "للأدب العربي قيمة وجدانية كبيرة، فهو يحمل رمزية ودلالة لعمق التاريخ وعراقة الحضارة العربية. ولطالما أولت جامعة نيويورك أبوظبي اهتماماً كبيراً بالتراث الثقافي، إذ يأتي اصدار هذه الكتب في إطار التزام المكتبة العربية في جامعة نيويورك أبوظبي بتقديم التراث الأدبيّ العربيّ الغني في سياق معاصر وصيغة مُبسَّطة تناسب القُرّاء العرب من الشباب اليافعين، ليصبح التراث العربي جزءاَ من هويتهم، ولغتهم، وحياتهم اليومية".