رصد فريق من الباحثين ظهور تكيّفات غير متوقعة لأسماك الشعاب المرجانية في الخليج العربي، المياه الأكثر دفئاً على وجه الأرض، مما يساعدها على البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة المرتفعة.
واكتشف الفريق الذي يقوده جون بيرت، الباحث الرئيسي المشارك في مركز مبادلة لأبحاث مناخ وبيئة الخليج العربي، وجايكوب جوهانسن، أستاذ الأبحاث المشارك في معهد هاواي لعلم الأحياء البحرية، تكيّفات في نظام التمثيل الغذائي وفي قدرات السباحة التي تساعد الأسماك على الحياة في ظروف الخليج العربي. وقد فوجئ الباحثون بأن هذه التطوّرات لم تتبع التنبؤات النظرية الرائدة التي توقّعت تقلّص حجم الأسماك بسبب نقص الأوكسجين الأيضي، وبدلاً من ذلك، حافظت هذه الأسماك على إمدادات الأوكسجين وبالتالي على مستويات نشاطها، حتى لدى ارتفاع الحرارة.
ومن المتوقع أن يؤثر ارتفاع حرارة المحيطات بشكل كبير على الحياة البحرية وقطاع صيد الأسماك، مما قد يؤدي إلى الإضرار بالنظم البيئية بأكملها والهياكل الاقتصادية التي تعتمد عليها. وتتوقع النماذج العلمية الحالية أنه بحلول عام 2050، يمكن أن تتقلص أحجام أسماك الشعاب المرجانية بنسبة تتراوح من 14 إلى 39 في المئة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن تغيّر المناخ. تتحدّى نتائج الدراسة وجهة النظر السائدة بأن محدودية إمدادات الأكسجين لدى الأسماك الأكبر حجماً هي السبب الرئيسي لانتشار الأسماك الصغيرة في المياه الدافئة - في ظاهرة تسمّى "تقلّص الأسماك". ولم يرصد الباحثون هذه الظاهرة في فصائل الأسماك موضوع الدراسة، مما يشير إلى تأثير عوامل أخرى. تقترح الدراسة نظرية جديدة مفادها أن الانخفاض في أحجام الأسماك واستمرار وجودها في المحيطات التي تزداد دفئاً قد يرتبط بشكل أوثق بالعلاقة بين مقدار الطاقة التي تحصل عليها الأسماك ومقدار الطاقة التي تحتاج إليها فعلاً.
نشرت مجلة نيتشر كوميونيكيشنز ورقة بعنوان "أسباب وعواقب ارتفاع درجة حرارة المحيطات على انخفاض حجم الأسماك في الشعاب المرجانية الأعلى حرارة في العالم"، قارن فيها الباحثون نوعين من الأسماك: "لوتجانوس إهرنبيرغي" و سكولوبسيس غانام"، التي تعيش في الخليج العربي ذو المياه الدافئة، بأسماك من نفس العمر تعيش في خليج عمان القريب ذو الظروف الأقل حرارة وقسوة. وعلى وجه التحديد، حدّد الباحثون صفات أسماك الخليج العربي التي تمكّنها من البقاء في هذه المنطقة حيث تصل الحرارة إلى أعلى المستويات المتوقعة للعديد من الشعاب المرجانية الاستوائية حول العالم بحلول عام 2100 للعديد من الشعاب المرجانية الاستوائية حول العالم.