أعلن باحثون في جامعة نيويورك أبوظبي عن تطوير فحص جديد لكوفيد-19 وهو عبارة عن ضماد لاصق يستغل خواص جزيئات الذهب النانوية لرصد الأجسام المضادة في الدم، و المرتبطة بالإصابة بالفيروس.
ينتج جهاز المناعة الطبيعي أجساما مضادة لدى الإصابة بعدوى سارس-كوف-2، ومنها الغلوبولين المناعي م (IgM) والغلوبولين المناعي ج (IgG)، فيمثل الجسمان مؤشراً حيوياً على العدوى يستدل به على الإصابة وبالتالي يمكننا مراقبة انتشار الأوبئة وتاريخها. وتمثل الضمادات المبتكرة وسيلة رخيصة وسهلة الاستعمال ويمكن تعديلها بسرعة للكشف عن العديد من الأمراض لدى تفشي الأوبئة، لما تتميّز به من قدرة على رصد بصمة الاستجابة المناعية الخاصة بفيروسات ناشئة محددة.
"يمثّل هذا الفحص وسيلة بسيطة ودقيقة لرصد وجود أجسام الغلوبولين المناعي م و ج المضادة لسارس-كوف-2، ويوفر لمستخدميه معلومات مهمة حول استجابة المريض للعدوى. ونطمح لاستغلال هذه التقنية لتطوير الضماد وتعديله للكشف عن العدوى بمختلف الفيروسات. نخطط ايضاً لدمج تقنية الإبر المصغرة التي تتحلل تلقائياً في الضماد مما سيمكّن المستخدم من تنفيذ الفحص في خطوة واحدة".
ولدى الاستعمال، يغطي الضماد موقع وخز طرف الإصبع بإبرة كما هو معتاد، وحينها تبدأ الآلية المبتكرة بالعمل حيث يحتوي الضماد على جزيئات صنعت بتقنية النانو بحجم واحد من المليار من المتر. لهذه الجزيئات شكل محدد بدقة متناهية بحيث تلتصق بالأجسام المضادة (الغلوبولين المناعي م و ج ) التي يطلقها جهاز المناعة لمحاربة فيروس سارس-كوف-2 تحديداً باستثناء غيرها. ولدى التصاق الأجسام المضادة بالضماد يتغير لونه ليشير بذلك إلى وضع المريض ويحدد الإصابة من عدمها بل وإلى مرحلة استجابة جهاز المناعة سواء كانت في المراحل الأولى أم اللاحقة، ويحدث كل ذلك خلال دقائق من وضع الضماد.
"نهدف إلى المساهمة في تطوير أدوات تشخيصية متقدمة لمساعدة المرضى على إدارة حالتهم الصحية، مما يعزز قدراتنا على مكافحة الأمراض المعدية والسيطرة عليها على نطاق عالمي".
وبانخفاض تكلفة الضماد الجديد الصالح للاستعمال مرة واحدة، فإن هذا الابتكار يمثل فرصة لنشر الفحص الطبي على أوسع نطاق في المنازل والمنشآت العامة والمناطق النائية التي تفتقر إلى مراكز الفحص الطبي المتقدمة.
يرأس فريق الأبحاث الأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية والهندسة الحيوية الدكتور محمد قسايمة، الذي وصف خطوات البحث وإختراع الضماد الجديد في ورقة نشرتها دورية الأنظمة المصغرة وهندسة النانو (Microsystems and Nanoengineering).
ووفقاً لأحد كاتبي البحث، عالم الأبحاث الدكتور محمدين دليورمان الذي شارك في مجموعة العمل: "يمثّل هذا الفحص وسيلة بسيطة ودقيقة لرصد وجود أجسام الغلوبولين المناعي م و ج المضادة لسارس-كوف-2، ويوفر لمستخدميه معلومات مهمة حول استجابة المريض للعدوى. ونطمح لاستغلال هذه التقنية لتطوير الضماد وتعديله للكشف عن العدوى بمختلف الفيروسات. نخطط ايضاً لدمج تقنية الإبر المصغرة التي تتحلل تلقائياً في الضماد مما سيمكّن المستخدم من تنفيذ الفحص في خطوة واحدة".
وكما صرّحت إيمان بوعمر التي شاركت في كتابة البحث بصفتها مشاركة سابقة في مجموعة العمل: "نهدف إلى المساهمة في تطوير أدوات تشخيصية متقدمة لمساعدة المرضى على إدارة حالتهم الصحية، مما يعزز قدراتنا على مكافحة الأمراض المعدية والسيطرة عليها على نطاق عالمي".
وتعقيباً على ذلك قال الدكتور محمد قسايمة: "ومن الجدير بالذكر أن للفحوصات الفورية للعدوى الفيروسية دور حيوي في منع انتشار العدوى والأوبئة مستقبلاً، لما توفره من إمكانية الكشف المبكر. ولدى تطبيق هذا النوع من الضمادات على نطاق واسع وتسخير الهواتف الذكية في نقل وعرض البيانات ، يمكن للسلطات والهيئات الطبية تجميع خرائط تحدد مواقع المصابين حتى قبل ظهور أي أعراض. ولدى الاستجابة السريعة لعزل المصابين وعلاجهم يمكننا كبح الوباء بفعالية عالية ومنع انتشاره على نطاق واسع".