أقامت جامعة نيويورك أبوظبي أول فعالية تخرج حضورياً منذ عامين لتكريم خريجي دفعة عام 2022. وقد شهد الحضور تخرج 364 طالباً وطالبة من 85 دولة يتحدثون أكثر من 115 لغة، حيث تُعد هذه الدفعة من الخريجين الأكبر منذ تأسيس الجامعة في عام 2011.
انعقدت الفعالية بحضور معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، ومعالي الدكتور عبيد الحيري الكتبي، رئيس مجلس مجموعة Dr. O، وسعادة محمد عبدالجليل الفهيم، الرئيس التنفيذي لمجموعة الفهيم، وعدد من المسؤولين والسفراء في دولة الإمارات العربية المتحدة. وافتتحت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، مراسم التخرج إلى جانب أندرو هاملتون، رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، الذي سيتنحى عن منصبه في يونيو العام القادم، بعد ثماني سنوات من توليه هذا المنصب.
وشهد الحدث مشاركة مجموعة من المتحدثين البارزين، بمن فيهم إلين ستوفان، وكيلة قسم العلوم والبحوث في معهد سميثسونيان، والنحات العالمي الشهير أنيش كابور.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت ستوفان: "أود أن أهنّئكم على هذا الإنجاز الشخصي المهم. وربما عندما قررتم الإنضمام قبل سنوات إلى جامعة نيويورك أبوظبي، لم يكن لديكم تصور واضح عما يخبئه لكم المستقبل وكيف سترسم هذه السنوات ملامح حياتكم. فقد ساعدتكم التجارب التي مررتم بها والأصدقاء الذين تعرفتم عليهم والأساتذة الذين كانوا مصدر إلهام لكم على اكتشاف أفضل ما فيكم. ورغم أنه لم يكن لأحدكم أن يتخيل تزامن سنوات الدراسة الجامعية مع أزمة صحية عالمية ستغير كل شيء وستجعل كل شيء أكثر صعوبة، إلا أنكم نجحتم في تخطي جميع العقبات. وها أنتم ذا، تحصلون على التكريم الذي تستحقونه، وتشاركون زملائكم وعائلاتكم هذه اللحظات السعيدة التي ستفخرون بها طوال حياتكم".
ومن جانبه، قال كابور: "أنصحكم بالعمل في مجال ما يتناسب مع أحلامكم، مجال خارج عن المألوف، وهي خطوة لا تتطلب جهداً منكم بقدر ما تتطلب الشجاعة. أحثكم على المضي قدماً لاستكشاف العالم واستكشاف ما هو في أعماقكم، وأخيراً أود أن أشكركم".
وتضمنت الفعالية هذا العام توزيع عدد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك منحة ألفريد بلوم للفنون الليبرالية العالمية التي يتم تقديمها للمرة الأولى وجائزة بيانو المقدمة من جامعة نيويورك أبوظبي وجائزة القيادة العالمية وجائزة الخريج المتميز، فضلاً عن مراسم تسليم الشعلة.
ويتم تقديم منحة ألفريد بلوم للفنون الليبرالية العالمية، البرنامج الذي يستمر لمدة أربعة أعوام، لطالب من السنة الأولى يتشارك مع نائب رئيس الجامعة رؤيته في بناء عالم شامل ومسالم، ويلتزم بتحقيق قيم التواصل بين الثقافات.
وبدوره، قال هاملتون: "وصيتي لكم هي أن تواصلوا المسار الذي اخترتموه لأنفسكم، فقد اتبعتم مساراً صعباً. وحيثما استقرت بكم هذه المغامرة، فاعملوا على تحسين المجتمع الذي يضمكم، بشتى الطرق الصغيرة والكبيرة، ليصبح أكثر رحبة وعدالة وعالمي المنظور وتنوعاً وتفاعلاً. إن فعلتم ذلك، فسيكون تأثيركم في العالم كخريجي جامعة نيويورك عميقاً".
بينما قالت ويسترمان: "لقد تميزت رحلتكم الدراسية بعدد من الطرق، كما أثرت فيكم وفي كل من شهدها". وما تخرجكم اليوم إلى نتيجة كل جهودكم وعزيمتكم ومثابرتكم، فها نحن اليوم نحتفي بإنجازاتكم، وقد جعلتم من هذا الحلم واقعاً. عايشتم بأنفسكم صعوبة التغيير والتكيف مع الظروف وضرورة التضحيات لأجل أهدافكم، فوضعتموها نصب أعينكم. ومن خلال كل ذلك، تحققت رسالة جامعة نيويورك أبوظبي، التي تمثل أحد مبادئ هذه الدولة، ألا وهي أن تسخير الجهود الممكنة بما فيه مصلحة العالم أمر ممكن فعلاً".
وألقى بريان ووترمان، الأستاذ المساعد في كلية الآداب والنائب السابق للعميد في مجال التطوير الأكاديمي الجامعي في جامعة نيويورك أبوظبي، كلمة وداعية. كما ألقى يوسريل نورهدايات، أحد طلاب دفعة عام 2022، كلمة بالنيابة عن دفعة الخريجين. حيث يختص نورهدايات، الأندونيسي الأصل، في مجال الأبحاث الاجتماعية والسياسة العامة، بالإضافة إلى تخصص تكميلي في مجال المسرح. كما قدمت خريجة الهندسة المدنية الإماراتية حصّة العبّاس كلمة ترحيبية موجزة.
وقال نورهدايات: "بالنسبة لنا فإن جامعة نيويورك أبوظبي بمثابة حلم أصبح حقيقة، ولكننا لم ننته بعد، وستستمر جهودنا لنثبت للجميع أننا بقدر المسؤولية، وأننا سنبقى عند حسن ظنهم. ومنذ اليوم، فإن مسؤوليتنا قد تضاعفت تجاه أولئك الذين وثقوا بنا وساندونا، فهذه اللحظة تشكل بداية جديدة لا غير، وسنمضي قدماً بنفس الآمال والمبادئ سعياً للأفضل. إنكم يا زملائي في دفعة 2022 تشكلون مجموعة تتميز بالحماس والمثابرة والطيبة والمرونة، وبينما أرجو أن تبقوا كذلك، لا تنسوا أبداً أن تكونوا مستعدين للاستكشاف وللتطور الشخصي".
ويتكون المجتمع الطلابي في جامعة نيويورك أبوظبي من 1834 طالباً من جنسيات ولغات وأديان ومستويات اقتصادية واجتماعية متنوعة، قادمين من مدارس ثانوية متوزعة في مختلف أنحاء العالم.
وتعتمد الجامعة، منذ تأسيسها، شروط قبول تعد واحدة من الأكثر صرامة في العالم، حيث تم قبول أربعة بالمائة فقط من المتقدمين من دفعة عام 2022 بعد خضوعهم لاختبار معياري يتوافق مع معايير أبرز مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة.
وتميز طلاب دفعة 2022 خلال سنواتهم الدراسية الأربع بتفوقهم في الأنشطة الأكاديمية والاجتماعية، حيث شاركوا في أندية طلابية ومجموعات رياضية ونجحوا في إقامة علاقات طيبة مع مجتمع أبوظبي. وحصل أربعة وثمانون في المائة من الخريجين على تدريب داخلي واحد على الأقل خلال مسيرتهم الأكاديمية في مؤسسات إقليمية رائدة، بما في ذلك كليفلاند كلينك أبوظبي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية ومتحف اللوفر أبوظبي وبنك أبوظبي التجاري، بالإضافة إلى بعض المؤسسات العالمية المرموقة، مثل شركة أمازون وجامعة كولومبيا وشركة ديلويت وجولدمان ساكس ومايكروسوفت وبرايس ووترهاوس كوبرز ومنظمة اليونيسيف.
وتلقى الطلاب عروض عمل من مؤسسات محلية وعالمية كُبرى، بما في ذلك أكسنتشر وأمريكان إكسبرس وبروسيبيينت وجولدمان ساكس وسيتي بنك وباين آند كومباني ومجلس استثمار خطة المعاشات التقاعدية الكندية وشركة بي بي. وجاءت عروض الدراسات العليا من مجموعة من المؤسسات، بما في ذلك معهد كارولنسكا وكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة جورج واشنطن وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وجامعة أكسفورد والمعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ وجامعة أوتاوا وكلية لندن الجامعية وأكاديمية ينشينج وجامعة ستانفورد.
وتتمحور رؤية جامعة نيويورك أبوظبي، التي تأسست في عام 2011، حول الارتقاء إلى مصاف أبرز الجامعات البحثية على مستوى العالم ومواجهة أبرز التحديات المحلية والعالمية. ومنذ ذلك الحين، افتتحت الجامعة ما يزيد عن 80 مختبراً ومشروعاً و20 مركزاً بحثياً متميزاً بإشراف نخبة من رواد الفكر. ونجح الباحثون والكتاب والفنانون في جامعة نيويورك أبوظبي بالمشاركة في نشر أكثر من 5,000 ورقة بحثية ومقال وكتاب، إلى جانب إطلاق أكثر من 450 عملاً إبداعياً.
وتحتل جامعة نيويورك المرتبة 26 عالمياً في تصنيفات تايمز للتعليم العالي لعام 2022، والمرتبة 42 في قائمة مؤسسة كيو إس لتوظيف الخريجين لعام 2022. وتستند جميع التصنيفات إلى سجلات التسجيل والبرامج في جميع فروع جامعة نيويورك، بما في ذلك جامعة نيويورك أبوظبي.