نفذ فريق من الباحثين بقيادة الأستاذة المساعدة في علم النفس أندريا فيال (جامعة نيويورك أبوظبي) بالتعاون مع أستاذ علم النفس أندريه سيمبيان (جامعة نيويورك) والمرشحة للدكتوراه ميليس مرادأوغلو والأستاذ المشارك في التسويق والإدارة جورج نيومان (جامعة ييل) بحثاً يوضّح دور التركيز على الذكاء المتفرّد في ترسيخ "بيئة تنافسية ذكورية"، وهي بيئة تتسم بكونها غير رحبة وفي غاية التنافسية، مما يثبط مشاركة النساء ويؤثر على تطورهم المهني.
وفي البحث الذي نشرته دورية علم النفس تحت عنوان "التركيز على الذكاء المتفرّد يرسّخ ثقافة التنافس الذكوري"، ركّز الباحثون على نتائج ثلاث دراسات سابقة أجراها علماء في الولايات المتحدة الأمريكية تناولت أفراداً في مراحل مختلفة من مساراتهم المهنية في تسع جامعات ذات تركيز قوي على الأبحاث، وعينات من العاملين غير المختصين من منصة "التركي الميكيانيكي" لآمازون. أظهرت الدراسة وجود علاقة قوية بين انطباع المشاركين حول الأهمية التي يوليها مجال أو مؤسسة ما للذكاء المتفرّد، وشعورهم بوجود بيئة تتسم بالتنافسية الذكورية. وقد بدت هذه العلاقة بشكل أوضح لدى المشاركات من النساء.
إضافة إلى ذلك، أشار البحث إلى وجود علاقة بين البيئات التنافسية الذكورية وانخفاض الشعور بالاهتمام والانتساب إلى بيئة العمل، وقد رصد الباحثون ارتفاع الشعور بعدم الأهلية بين العالمات مقارنة بنظرائهن من العلماء. أما بالنسبة للأفراد من غير ذوي الاختصاص، فقد ساهم تخفيض مستوى التنافسية الذكورية في تقليص الفارق بين الجنسين في مستويات الاهتمام والانتماء في المؤسسات التي تركز على الذكاء المتفرّد، مما قد يشير إلى احتمال وجود وسائل فعالة لمعالجة هذا الخلل، وفقاً للقائمين على البحث.
وكما صرحت الأستاذة أندريا فيال: "تشير نتائج البحث إلى سبب آخر لنبذ الأفكار النمطية عن الذكاء المتفرّد وعن تأثيرها السلبي، فهي ترتبط ببيئة عمل سلبية تثبط تطور النساء وتقدمهن. تشير النتائج إلى إمكانية جعل بيئات العمل أكثر إشراكاً من خلال دعم ثقافة تشجع تبادل الآراء والانفتاح بدلاً من اعتماد الممارسات التي تكافئ المنافسة والهيمنة الفكرية".
واختتم الباحثون دراستهم بقولهم أن التركيز على الذكاء المتفرّد يقود الأفراد إلى وصف بيئات العمل بأنها تتسم بصراع على السيطرة الفكرية. وبما أن النساء أكثر حساسية تجاه هكذا بيئات سلبية، فإن بيئات العمل التي تثمّن الذكاء المتفرّد عادة ما تواجه اختلالاً في تمثيل الجنسين نظراً لما تحمله من سمات محبطة.