استضافت جامعة نيويورك أبوظبي الفعالية الافتتاحية لإطلاق مركز التصميم السلوكي المؤسساتي، وهو المؤسسة الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستطبق أحدث الرؤى العلمية من أبحاث العلوم الاجتماعية السلوكية لتعزيز عملية وضع السياسات العامة.
وشهدت الفعالية حضور أكثر من 70 شخص وتضمنت العديد من مقاطع الفيديو المسجلة مسبقاً بمشاركة متحدثين رفيعي المستوى من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى خبراء من مختلف أنحاء العالم في مجال العلوم الاجتماعية السلوكية، بمن فيهم سعادة المهندس حمد علي الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي؛ وكاس سنستين، أستاذ الاقتصاد بجامعة ستانفورد ومؤسس ومدير برنامج الاقتصاد السلوكي والسياسة العامة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد؛ وآل روث الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2012.
وسيتم الإشراف على المركز من قبل المدراء ورواد الأبحاث أستاذي شبكة جامعة نيويورك أبوظبي العالمية للاقتصاد في قسم العلوم الاجتماعية جون وودرز ونيكوس نيكيفوراكيس؛ بالإضافة إلى أستاذي الاقتصاد المساعدين في جامعة نيويورك أبوظبي، أوليفييه بوشيه وإرنستو روبن.
وتعليقاً على افتتاح المركز، قال نيكوس نيكيفوراكيس، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك أبوظبي والمدير المشارك لمركز التصميم السلوكي المؤسساتي: "يهدف المركز الجديد إلى تطوير الشراكات مع المجتمع المحلي لتعزيز كفاءات العلوم الاجتماعية السلوكية في حكومة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة والمساهمة في تصميم سياسات ذات أسس علمية".
تتخصص العلوم الاجتماعية السلوكية في دراسة الجوانب المعقدة والمتنوعة للسلوك البشري، فبدلاً من الاعتماد على نماذج الاقتصاد الكلاسيكي التي تفترض اتبّاع البشر لمناهج منطقية بالكامل، يستخدم هذا المجال رؤى وتحليلات من العلوم السلوكية، بما فيها علم النفس والعلوم المعرفية، لفهم السلوك البشري والتنبؤ به بشكل أفضل.
كما صرّح جون وودرز، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك أبوظبي والمدير المشارك لمركز التصميم السلوكي المؤسساتي: "يتمثل الهدف الشامل للمركز في تطوير نماذج تجريبية للسلوك البشري واستخدام هذه النماذج لتحسين الرفاهية الاجتماعية عبر السياسة العامة والتصميم المؤسسي الذي يعالج العديد من التحديات الحكومية، ضمن مجالات متنوعة مثل تحسين النتائج الصحية أو زيادة الإيرادات من مبيعات الأصول العامة".
وأضاف الأستاذ نيكيفوراكيس: "علينا تصميم السياسات والإجراءات التي تتناول المشاكل الاجتماعية بنفس الأسلوب المنهجي الذي يتبعه العلماء حول العالم لتطوير لقاح ضد فيروس كوفيد، حيث يتعين تشخيص أسباب العلة، وتصميم العلاجات بغرض اختبارها وتطبيق أفضلها على نطاق واسع. وفيما يتعلق بتصميم السلوك المؤسساتي، علينا دراسة البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي ستخضع للسياسة الجديدة، وذلك من خلال جمع المعلومات وتحليلها بدقة".
وبالإضافة إلى أبحاثه العلمية المتطورة، سيلعب المركز دوراً محورياً في تعزيز كفاءات العلوم الاجتماعية السلوكية من خلال تطوير الشراكات مع الجهات الحكومية، بما يتضمن تقديم دورات جديدة لتدريب المواهب المحلية وتخطيط برامج التعليم التنفيذي لموظفي الحكومة والقطاع الخاص.
ومن جهته، قال آل روث، أستاذ الاقتصاد بجامعة ستانفورد الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2012: "لا تقتصر عملية تصميم السوق على خبراء الاقتصاد فحسب، بل تحتاج لتضافر الجهود".
وتأتي هذه الخطوة بما ينسجم مع رؤية الجامعة الطموحة في أن تصبح واحدة من أبرز الجامعات البحثية على مستوى العالم، بهدف التعامل مع التحديات الكبرى على الصعيدين المحلي والعالمي. كما ينسجم استخدام أبحاث العلوم الاجتماعية السلوكية لمعالجة المشكلات الواقعية مع أهداف الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي، والتي تتمثل في بناء بيئة أعمال عالمية منفتحة وفعالة ومتكاملة وتحقيق نقلات نوعية في كفاءة سوق العمل، بالإضافة إلى إعداد قوى عاملة بمهارات وإنتاجية عالية.
ويجمع المركز أعضاء هيئة التدريس من جميع أنحاء شبكة جامعة نيويورك أبوظبي العالمية، ليعمل بشكل مباشر مع صناع السياسات في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الخبراء العالميين في مجال الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع والأعصاب وغيرهم من الخبراء في العلوم الاجتماعية والسلوكية، لتأسيس مركز معترف به عالمياً للعلوم الاجتماعية السلوكية ووضع السياسات العامة في أبوظبي.
لمزيد من المعلومات حول مركز التصميم السلوكي المؤسساتي الرجاء الضغط هنا.