أعلن رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، المتحف الأكاديمي بالجامعة، وجمعية إشارة للفن، الجمعية غير الربحية التي تكرس جهودها لتسليط الضوء على الفن المعاصر من جنوب وغرب آسيا، عن تعاونهما لتقديم معرضين فرديين في ربيع العام المقبل للفنان الشهير أمار كانوار في كل من أبوظبي ودبي؛ حيث يُعتبر أمار أحد أبرز فناني الهند المعاصرين ويحفل رصيده بجوائز مرموقة ومشاركات بارزة في معارض عالمية مختلفة. وتستكشف أعمال أمار السياسات وصراعات القوى المختلفة والعنف وقيم العدالة من خلال أفلام شعرية وأعمال متكاملة متعددة الوسائط.
وستستضيف جمعية إشارة للفن عرض فيلم (Such a Morning) "صباحٌ كهذا"، من إنتاج عام 2017، في الفترة ما بين 20 يناير إلى 20 مايو 2020 ، فيما سيعرض رواق الفن العمل الفني (The Sovereign Forest) "الغابة السيادية" في الفترة ما بين 22 يناير إلى 30 مايو.
وتعليقاً على ذلك، قالت سميتا برابهاكار، رئيسة جمعية إشارة للفن: "نهدف إلى دعم الإبداعات والمواهب الفنية في جنوب آسيا وتبادل الممارسات الفنية المعاصرة. ومن خلال التعاون مع رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، تتسنى لنا فرصة المساهمة في الارتقاء بجمهور دولة الإمارات العربية المتحدة إلى آفاق فنية جديدة من الإبداع مع أعمال أمار كانوار، ما يسهم في تعريف الجمهور بالنتاجات الإبداعية لأحد أبرز الفنانين في جنوب آسيا. ويمثل عمل (Such a Morning) "صباحٌ كهذا" محطة مهمة في مسيرة أمار، إذ يقدم رؤية عميقة حول كيفية مواجهة التحديات المعاصرة. وبصفتنا عضواً حديث العهد في المشهد الفني المحلي بدولة الإمارات، يشرفنا التعاون مع رواق الفن في هذا العرض ونتطلع أن يكون الخطوة الأولى على طريق مسيرة من الشراكات المستقبلية الواعدة التي تساهم في إثراء ذائقة وثقافة جمهور الفن".
حول العمل الفني (Such a Morning) "صباحٌ كهذا" في جمعية إشارة للفن
هذا العمل عبارة عن فيلم طويل تم عرضه للمرة الأولى عالمياً خلال معرض ’دوكيومنتا‘ في دورته الرابعة عشر في مدينة أثينا اليونانية وكاسل الألمانية. وتدور أحداثه حول شخصيتين رئيسيتين تتصارعان مع عالم مليء بالهلوسة، في إشارة إلى التحديات المعقدة التي تهيمن على هذا العصر. ويطرح من خلاله الفنان أمار سؤالاً حول النهاية التي سنصل إليها بعد استنزاف جميع الحجج والبراهين والسبيل نحو إعادة ترتيب الأفكار والتفاعل من جديد.
ويتناول الفيلم حياة أستاذ رياضيات تقدم به السن يتخلى عن حياته المهنية ويركن إلى العزلة في عربة قطار مهجورة. حيث ينشئ مساحة مظلمة خاصة به يتأقلم فيها مع نفسه قبل أن يرخي الظلام الكامل بظلاله، ويبدأ الحياة في عالم مجرد من الضوء. وتبرز حينها العديد من الإمكانات الحسية المتواترة للعتمة والرؤية إذ يزيح كامل خيوط الضوء بالتدريج ليدخل عالماً ذاتياً مجهولاً. وتدور في مسار موازٍ قصة امرأة تظهر في سياق الفيلم وتقدم رواية بالتوازي مع قصة البطل. وفي هذه الأثناء يسجل البطل رؤيته ووجهات نظره في تقويم الظلام، عن طريق استكشاف 49 نوعاً من الظلام الذي يظهر كسلسلة من الرسائل التي يتم عرضها بجانب الفيلم.
وتمتد قصة أمار إلى أبعد من أحداث الفيلم، إذ يواصل الأستاذ كتابة رسائله في إطار مشروع بحثي وشراكات فنية وتعليمية وميتافيزيقية وسياسية متنوعة، تصبح نموذجاً لمشروع مستمر وجوهراً لسلسلة الرسائل التي ترافق الفيلم. وتم صنع ورق الرسائل يدوياً من قبل شيرنا داستور من أكاديمية نيروباما للورق في مدينة كولكاتا الهندية.
وتتضمن الرسائل السبع نصوصاً متعددة و17 مقطع فيديو و45 عرضاً ضوئياً. ولا تزال العربة التي تم إعدادها خصيصاً للفيلم موجودة في دلهي كمعلم تذكاري للمعلّم الذي رفض الامتثال إلى قوانين المجتمع وآثر اتخاذ مساره الخاص والهرب إلى البرية. ويحمل الفيلم مجموعة من العبر العميقة، منها البقاء والمثابرة، ويعرضها بأسلوب إبداعي يثري التفكير. كما يقدم منظوراً غنياً للجماهير يتيح لها التأمل في هذه الموضوعات المهمة من رؤية جنوب آسيوية مع التركيز على القضايا المرتبطة بالجماهير العالمية اليوم.
تم تحرير (Such a Morning)"صباحٌ كهذا" من قبل سميرة جين وتصويره بعدسة ديليب فارما مع تصوير إضافي من قبل رانجان باليت، فيما تولى سوريش راجاماني وجوليوس باسايومويت تسجيل الصوت وشيرنا دستور التصميم. وتم إنتاج الفيلم بدعم من متحف ’كيران نادار للفنون‘ في نيودلهي وشركة ’إيه كي إف‘ للإنتاج وغاليري ’مارينا غودمان‘.
أقيمت جمعية إشارة للفن بالشراكة مع السركال أفنيو.
حول العمل الفني (The Sovereign Forest) "الغابة السيادية" في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي
يعد هذا العمل الفني المتواصل قائم على الوسائط المتعددة ويتناول الجريمة والسياسة وحقوق الإنسان والأزمة البيئية من منظور إبداعي، نشأ من الصراع السياسي والبيئي في ولاية أوديشا الهندية الغنية بالموارد والتي يغلب عليها الطابع القبلي. وقد دأب أمار على مراقبة وتوثيق التدخلات الصناعية التي غيرت بشكل نهائي ملامح الولاية على مدار أكثر من عقد من الزمن، ما يجعل منه التزاماً طويل الأمد من قبل الفنان مع الناشط الإعلامي سودهير باتنايك والمصممة والمخرجة السينمائية شيرنا داستور.
ويستوحي العمل إلهامه من رحلة البحث عن الإجابات المحتملة على مجموعة من الأسئلة؛ مثل كيفية فهم الجريمة والصراع من حولنا، وماهية الأدلة، ومدى إمكانية استخدام الشعر كدليل في المحاكمة، وسبل رؤية حالات الاختفاء وإدراكها وفهمها وتذكرها، وطريقة البحث من جديد.
ويتألف الفيلم من أعمال متعددة تظهر بنسخ مختلفة، ويقوم في أساسه على فيلمين هما:(The Scene of Crime) "مسرح الجريمة" (2011)، وهو فيلم يوثق المناظر الطبيعية التي تم طمسها لتشييد المشاريع الصناعية؛ و(A Love Story) "قصة حب" (2010) عن تجربة الخسارة. وسيتضمن العمل 3 كتب كبيرة مصنوعة يدوياً، وهي (The Counting Sisters and Other Stories) "الأخوات الحاسبات وقصص أخرى" (2011) و (The Prediction) "التنبؤ" (1991–2012) و (The Constitution) "الدستور" (2012)، حيث يستعرض كل منها فيلمه الخاص. كما يتضمن خرافات محلية وقصصاً عن المحتجزين ودلائل ملموسة مثل شبكةٍ لصيد الأسماك وملابس مصنوعة من الأقمشة وبذور الأرز وورقة من نبات التنبول وصحيفة مرفقة بداخل الورق، حيث يدعو الزوار إلى تقليب الصفحات وقراءة هذه القصص. وفي معرض مجاور، سيتم كذلك تقديم عمل (The Listening Bench) "مقعد الإصغاء" (2013)، حيث يمكن للزوار الاستماع إلى مقطوعة صوتية من المشروع. وتنطلق فكرة (The Sovereign Forest) "الغابة السيادية" في جوهرها من موضوع أساسي بات مألوفاً ومحورياً في برنامج رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، وهو المناظر الطبيعية كإطار للتأمل واستكشاف الواقع الذي يعيشه الإنسان من الناحية الثقافية والملموسة.
وتم تحرير فيلمي (The Scene of Crime) "مسرح الجريمة" و(A Love Story) "قصة حب" من قبل سميرة جين والتصوير بعدسة ديليب فارما، فيما تولت شيرنا داستور تصميم المعرض والكتب وصنع الورق. وتم إنتاجه بدعم من مجموعة ’سامردوستي‘ في ولاية أوديشا ومتحف ’تيسيت بورنيميزا‘ للفن المعاصر في فيينا و’مركز جورج مومبيدو‘ للفنون في باريس وحديقة ’يوركشاير‘ للمنحوتات في المملكة المتحدة ومعرض ’دوكيومنتا‘ بدورته الثالثة عشر في كاسل و’بابلك برس‘ في نيودلهي.