في خطوة استثنائية ورائدة أعلن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC) ومستشفى ياس- مدينة خليفة بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي (NYUAD) وتحديداً مركز الدماغ والصحة عن شراكة رائدة لتطبيق طرق متقدمة في التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بهدف تشخيص مرض التصلب المتعدد (MS) بشكل أسرع وأكثر دقة، وهو ما يمثل خطوة بارزة في مجال الابتكار الصحي الذي تقوده دولة الإمارات العربية المتحدة.
على مدار العامين الماضيين، ركزت تلك الشراكة على ترجمة أبحاث جامعة نيويورك أبوظبي المتقدمة في التصوير بالرنين المغناطيسي إلى الممارسة السريرية والتطبيقية العملية ، مما يحسن رعاية المرضى ويسرع من أداء ونتائج التجارب السريرية. حيث قدم باحثو مركز الدماغ والصحة (CBH) في جامعة نيويورك أبوظبيNYUAD تحليلات متقدمة لتجربة PHOMS السريرية في مستشفى ياس، حيث تم تتبع التغيرات الدماغية المرضية في الدماغ بمرور الوقت لتقييم سلامة وفعالية علاجات التصلب المتعدد الجديدة، بما في ذلك العلاج بالضوء خارج الجسم والمعروف باسم (Extracorporeal Photopheresis - ECP).
كما مكّن هذا التعاون من اختبار وحدة فلير ستار FLAIRstar، وهي أداة متقدمة في التصوير بالرنين المغناطيسي تتيح تحديد نمط خاص داخل التغيرات المرضية في الدماغ من خلال إبراز الأوعية الدموية الدقيقة. حيث يُمكن هذا المؤشر شديد الحساسية الأطباء من تأكيد تشخيص التصلب المتعدد بسرعة ودقة أكبر، وفق أحدث إرشادات ماكدونالد McDonald 2024 الدولية، مع تقليل الوقت بين الاستشارة الأولية وبدء العلاج، مما يتيح للمرضى البدء في العلاج بشكل أسرع.
"من خلال تعاوننا مع جامعة نيويورك أبوظبي، نجمع بين الخبرة السريرية وأحدث أساليب التصوير بالرنين المغناطيسي المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة لرعاية مرضى التصلب المتعدد. أدوات مثل FLAIRstar وLAMINATE تُسهم بالفعل في تحسين دقة التشخيص، وتسريع العلاج، وتعزيز نتائج المرضى بشكل عام".
ومن خلال مشروع لامينيت LAMINATE الذي تدعمه الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، تُطبق تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي التي تم تطويرها في جامعة نيويورك أبوظبي ويتم تطبيقها الآن في مستشفى ياس- مدينة خليفة، مما يوفر للأطباء رؤية أوضح لتغيرات الدماغ ويدعم تحسين رعاية المرضى، مع الحفاظ على جميع البيانات بأمان داخل دولة الإمارات ،الأمر الذي يضمن خصوصية المريض.
وبخصوص هذا التعاون قال الدكتور ليف بريليف، استشاري طب الأعصاب في مستشفى ياس- مدينة خليفة: "من خلال تعاوننا مع جامعة نيويورك أبوظبي، نجمع بين الخبرة السريرية وأحدث أساليب التصوير بالرنين المغناطيسي المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة لرعاية مرضى التصلب المتعدد. أدوات مثل FLAIRstar وLAMINATE تُسهم بالفعل في تحسين دقة التشخيص، وتسريع العلاج، وتعزيز نتائج المرضى بشكل عام".
وأضاف البروفيسور أسامة عبد الله، فيزيائي التصوير بالرنين المغناطيسي في مركز الدماغ والصحة بجامعة نيويورك أبوظبي: "يُعد هذا نموذجاً مثالياً على رحلة "من المختبر إلى سرير المريض".حيث يركز عملنا في جامعة نيويورك أبوظبي على دفع حدود ما يمكن أن يُظهره التصوير بالرنين المغناطيسي. ومن خلال الشراكة مع الخبرة السريرية لعيادة ياس ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية، أصبح بإمكاننا التحقق من هذه الاكتشافات وتطبيقها في بيئة واقعية، مما يخلق منظومة قوية للابتكار الطبي هنا في أبوظبي".
ويؤكد هذا التعاون التزام جميع الأطراف بدمج الابتكار المحلي مع أبحاث التصوير بالرنين المغناطيسي ذات المستوى العالمي لمعالجة الحالات العصبية المعقدة، وتعزيز دور الإمارات في الارتقاء برعاية المرضى وتحقيق التميز السريري.