مرشدات ملهمات

تغلّبت نوف خان على العديد من العقبات لتصل إلى النقطة الّتي تستعدّ فيها لخوض أكبر مغامرة أكاديميّة لها حتّى الآن، فقد درست الإماراتيّة من العين علم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي، وأصبحت مساعدة بحثيّة في مختبر سادلر أدبلي بجامعة نيويورك أبوظبي بعد تخرجها في عام 2021، وهي تستعد الآن لمرحلة الدكتوراه.

تضمنت التحديات التي واجهتها نوف ثقتها بنفسها، ولكنها تغلبت عليها بفضل الدور الحاسم لامرأتين قويّتين في جامعة نيويورك أبوظبي اللواتي شجّعنها في مسيرتها المهنيّة.

واجهت نوف التي تعيش الآن في مدينة أبوظبي، صعوبة في مادّة "أساسيّات العلوم" في بداية مشوارها الجامعي. كما واجهت تحفظاً من بعض الأقارب لدى التحاقها بكلّيّة مختلطة، حيث أصبحت باحثة جامعيّة بعد عام.

وكما تقول نوف التي تعتبر أول جامعية في أسرتها: "لقد تطلّب إقناعهم الأمر الكثير، لكنّ ذلك لم يكن التحدّي الأكبر... لم يكن المستوى الأكاديمي في مدرستي صارماً بقدر منهج البكالوريا الدوليّة (IB) أو برنامج التنسيب المتقدّم (AP)".
تقول إنها نشأت في بيئة لم تتعرّض فيها إلى مفهوم التمثيل وأهميته، ولكن كلّ ذلك تغيّر عندما التقت نوف بالدكتورة فاطمة عبداللّه، نائب المستشار الأوّل ونائب الرئيس الأوّل للاستراتيجيّة والتخطيط في جامعة نيويورك أبوظبي، وتقول إنّ الدكتورة فاطمة هي مرشدة ذكيّة وقويّة علّمتها رسالة مهمّة: "كلّ شيء ممكن." وتقول نوف: "أعلم حتماً أنّني كنت سأبقى دون هدف إلى الآن لولا وجود مرشدة إماراتية".

 "أعلم حتماً أنّني كنت سأبقى دون هدف إلى الآن لولا وجود مرشدة إماراتية".

نوف خان، مساعدة أبحاث في جامعة نيويورك أبوظبي

خلال دراستها الجامعيّة، حظيت نوف بدعم امرأة مؤثّرة أخرى، وهي أستاذة علم الأحياء كيرستن أدبلي. وتصف نوف موقفاً ملهماً: "رسبت في إحدى أهمّ الدورات الأساسية لمواصلة تخصّص العلوم، فقابلت الأستاذة كيرستنّ لطلب الانسحاب من الدورة، ولكنها رفضت الفكرة قائلة: 'بالتأكيد لا، الإصرار والمرونة هما من أهمّ صفات العلماء'. أدركت حينها أنني كنت بحاجة إلى مضاعفة الجهد فقط".
الآن، كباحثة محترفة، تبحث نوف تأثير الملوّثات البيئيّة على تطوّر الكبد والاستجابة للإجهاد في سمك الزرد، وهو كائن ذو جينوم مشابه للجينوم البشريّ بنسبة 70 بالمئة.

وبما أنها درست علم السموم خلال مرحلة البكالوريوس، فقد ركّزت على جين معيّن لفهم كيفيّة تأثير الإجهاد الخلويّ على التطوّر والمرض. وركّزت لاحقاً على مرض الكبد الدهنيّ وآليّاته الجزيئيّة. تقول نوف بهذا الصدد: "يعدّ مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ من أكثر الأمراض انتشاراً في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، خاصّة مع ارتفاع معدّلات السمنة والملوّثات البيئيّة الناتجة عن التلوّث الصناعيّ".
منذ البداية، شاركت نوف في تأليف أوراق بحثيّة، بما في ذلك واحدة في عام 2024 بفضل مشروع تعاوني ناجح حول تقنيّات تصوير قطرات الكبد الدهنيّة مع الدكتور آندي كوكس من جامعة ملبورن ومعهد بيتر ماك لأبحاث السرطان. في أواخر عام 2025، تتوجّه إلى أستراليا للانضمام إلى مختبره لمواصلة أبحاث الدكتوراه.

تعترف نوف بأنّها تستصعب فكرة بلوغها الثلاثين من العمر بحلول الوقت الّذي تكمّل فيه الدكتوراه، في حين أنّ بعض أصدقائها سيكونون متزوّجين ولديهم أطفال. لكنها تذكرت ندم والدتها على ترك التعليم العالي، الأمر الذي حسم الأمر بالنسبة لها. "كان عليّ أن أكون صادقة مع نفسي من حيث أهدافي وتطلعاتي... وشعرت أنّ بقية الأمور ستكون بخير، وعدا عن ذلك فالثقافة الإماراتيّة تتغيّر، وباتت تشجّع النساء على متابعة التعليم العالي".

على الرغم من نشأتها في عائلة محافظة نسبيّاً، فقد دعم والدا نوف طموحاتها الأكاديميّة - خاصّة والدتها. في الواقع، عندما التحقت نوف بجامعة نيويورك أبوظبي، بدأت والدتها رحلتها الأكاديميّة الخاصّة، متّجهة إلى كلّيّة أخرى لدراسة علم النفس.
 

تشمل طموحات نوف الآن قيادة مجموعة أبحاث أكاديمية أو صناعيّة في مختبرها الخاصّ، وتقول بهذا الشأن: "ما يحفّزني حقّاً هو المساهمة في تقدّم مجال علم الأحياء التطوّريّ بأيّ شكل من الأشكال، فلطالما أردت أن يكون لبحثي معنى".

ومع اقتراب يوم المرأة الإماراتيّة، يشمل تأثير نوف تشجيع الآخرين على الانخراط في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيّات، كونها تمثّل صورة الشابّة الإماراتيّة التي تشق طريقها الخاص متحدية التصوّرات التقليديّة، وتضيف قائلة: "أحترم ليس فقط النساء الإماراتيّات اللّواتي سبقنني، ولكن أيضاً اللّواتي يأتين بعدي، ويواجهن جميع التحدّيات والعقبات. آمل فقط أنّه مهما كان ما سيأتي، ستشعر النساء بالقدرة على تبوء أي منصب، أو الدخول في أيّ مجال يهمهن. أتمنى حقاً أن يمهد جيلي الطريق للجيل التالي، تماماً مثل الجيل الّذي سبقه. أن رؤية شغفهن وطموحهن وسماع قصص رحلاتهنّ أمر مهمّ للغاية".
 


مكتب الشؤون العامة والاتصالات

يهدف مكتب الشؤون العامة والاتصالات في جامعة نيويورك أبوظبي إلى تعزيز التواصل والعلاقات مع الجمهور، بما في ذلك أعضاء وسائل الإعلام. يعمل مكتب الشؤون العامة والاتصالات بالتعاون الوثيق مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والإدارات في جميع أنحاء الجامعة، وينسق الهوية البصرية لجامعة نيويورك، ويساعد على مشاركة القصص حول طلاب جامعة نيويورك، وأعضاء هيئة التدريس، والفرص التعليمية.

تواصل معنا

ميسون مبارك
مديرة الشؤون العامة والاتصالات
البريد الإلكتروني: maisoon.mubarak@nyu.edu