نجح فريق من الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي، بقيادة رئيس برنامج الكيمياء الأستاذ علي طرابلسي، في تطوير أطر عضوية تساهمية نانونية، وهي بوليمرات عضوية بلورية تم تعديلها بالببتيدات بهدف علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو النوع الأكثر عدوانية لسرطان الثدي. وتتيح الببتيدات للأطر العضوية التساهمية إطلاق حمولتها من الدواء ضمن البيئة الحمضية للورم، ما يضمن وصول تراكيز كبيرة من الدواء مباشرة إلى موقع الورم، وبالتالي زيادة فعالية العلاج مع خفض تأثيره على الأنسجة السليمة.
وتوفر طريقة تقديم العلاج هذه منهجية جديدة لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي ينمو وينتشر بشكل أسرع من أشكال سرطان الثدي الأخرى، وينذر بعواقب أسوأ على المرضى، فضلاً عن توافر خيارات أقل لعلاجه.
وتوفر طريقة تقديم العلاج هذه منهجية جديدة لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي ينمو وينتشر بشكل أسرع من أشكال سرطان الثدي الأخرى، وينذر بعواقب أسوأ على المرضى، فضلاً عن توافر خيارات أقل لعلاجه.
تم استخدام الببتيدات سابقاً في توصيل العلاجات الهدفية، إلا أن اقترانها بالأطر العضوية التساهمية يمثّل منهجية مبتكرة في هذا المجال. وذكرت الورقة البحثية بعنوان "الأطر العضوية التساهمية المعدلة بببتيدات cRGD للعلاج الكيميائي الدقيق لسرطان الثدي الثلاثي السلبي" المنشورة في مجلة أيه سي إس المواد التطبيقية والواجهات ACS_AMI، وصفاً لعملية تصميم أطر عضوية تساهمية نانونية مفعّلة بالألكينات ومعدّلة كيميائياً باستخدام ببتيدات RGD (ألكاين - أطر عضوية تساهمية نانونية - cRGD). وتم تصميم هذا التركيب لاستهداف إنتغرين αvβ3 الموجودة بنسب عالية في خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي. إن الأطر العضوية التساهمية النانونية متوافقة حيوياً وتم تصميمها لتتفكك بشكل انتقائي في الظروف الحمضية، ما يسمح بالإطلاق الدقيق والمحدد للدوكسوروبيسين، وهو عامل علاج كيميائي مدمج ضمن الأطر العضوية التساهمية النانونية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت فرح بن يطو، الباحثة الرئيسية ضمن الفريق: "توفر منهجيتنا المبتكرة باستخدام الأطر العضوية التساهمية المعدلة بالببتيدات طريقة موجهة لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي. ومن خلال التركيز على البيئة الحمضية للأورام، يمكننا إيصال العلاج الكيميائي بدقة أكبر في الموضع المناسب، ما يسهم في تقليل الآثار الجانبية وتحسين نتائج المرضى. وتتيح الببتديات دخول الدواء إلى الخلايا السرطانية لإطلاق تأثيراته العلاجية في المكان المناسب تماماً".
ويحظى هذا البحث بأهمية كبيرة في دولة الإمارات، نظراً لارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي فيها. وتمتلك أنظمة تقديم الدواء الحالية العديد من السلبيات، بما فيها التوزع غير المحدد وتقلبات في مستويات الدواء في البلازما والإطراح السريع، إضافة إلى الآثار الجانبية على الأنسجة السليمة. وتشير نتائج البحث في أنبوب الاختبار وعلى الجسم إلى أن العضوية التساهمية تحمل قدرات استهداف دقيقة، وترسي معياراً جديداً لعلاجات السرطان المخصصة.
وبدوره قال الأستاذ علي طرابلسي: "ابتكر بحثنا طريقة أفضل لمقاومة أصعب أشكال سرطان الثدي". وأضافت فرح بن يطو: "يسهم تقديم منهجية موجهة لعلاج سرطان الثدي في سد الفجوة القائمة ضمن أبحاث إيصال الدواء، وتشكل خطوة هامة باتجاه تطوير علاج مخصص لمرض السرطان يتميز بفعاليته وانخفاض تأثيره السلبي على صحة المرضى".