نجح فريق من الباحثين من جامعة نيويورك أبوظبي في تطوير نوع جديد من الأغشية الهجينة ذاتية التنظيف مما يمثل نقلة نوعية في مجال تقنيات تحلية المياه.
وفي تقنيات تحلية المياه الأعلى كفاءة حالياً، تعتبر الأغشية نقطة ضعف نسبة لكونها معرضة للتلوث وتراكم الترسبات، مما يؤدي إلى انخفاض أداء الأغشية وضرورة استبدالها، فتلجأ منشآت التحلية إلى التنظيف الكيميائي ذو التأثيرات البيئية السلبية.
نجح فريق من الباحثين في مختبر المواد الذكية بجامعة نيويورك أبوظبي ومركز المواد الهندسية الذكية، بقيادة الأستاذ بانجه نعوموف وعالم الأبحاث إعجاز أحمد، وبالتعاون مع زملاء من معهد تقنية الأغشية في إيطاليا، في تطوير غشاء هجين فريد من نوعه يتضمن البلورات العضوية الحرارية المدمجة في البوليمرات الحرارية، وهي فئة جديدة من المواد الديناميكية ذات خاصية التمدد أو الحركة حسب حرارتها.
وقد استغل الباحثون خواص هذه البلورات الدقيقة والأغشية التقليدية المسامية، لتطوير غشاء "ذكي" قابل للتحور عن طريق التعديل الذاتي لقطر المسامات والخواص السطحية وفقاً لدرجة الحرارة، حيث تتفاعل البلورات على سطح الغشاء مع ارتفاع درجة الحرارة، مما يتسبب بإزالة الملوثات المترسبة من على سطحه. ووجد الباحثون أن هذا التفاعل زاد من تدفق المياه المحلاة بنسبة تزيد عن 43 بالمائة مقارنة بعملية التناضح العكسي، كما زادت من العمر التشغيلي للغشاء بفترة طويلة.
وقد نشرت دورية نيتشر نتائج البحث بعنوان «الأغشية الهجينة الديناميكية الذكية ذات القدرة على التنظيف الذاتي».
إن قدرة الأغشية الهجينة للتنظيف الذاتي وتقليل التلوث قد تساهم في رفع كفاءة تقنيات تحلية المياه وفي توفير كميات أكبر من المياه العذبة. وبينما يعاني أكثر من ثلث سكان العالم حالياً من نقص المياه الصالحة للشرب، وهي نسبة من المتوقع أن تصل إلى خمسين بالمئة بحلول عام 2025، تعتمد بلدان المناطق الجافة كالشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تقنية تحلية مياه البحر بالأغشية لسد حاجتها من المياه العذبة.
يجري العمل على هذا الابتكار في ظل رئاسة جامعة نيويورك أبوظبي شبكة المناخ الجامعية التي تضم عدداً من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف إلى تفعيل الحوارات وورش العمل والفعاليات العامة ورسم السياسات العامة وتفعيل دور الشباب في الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف وما بعد ذلك.