كشفت جامعة نيويورك أبوظبي عن قيام فريقها من الباحثين بقيادة باس روكرز، مدير مركز التصوير العصبي في جامعة نيويورك أبوظبي، بإجراء دراسة للتغيرات في الدماغ التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين المهارات البصرية. وتعاون فريق الباحثين لإجراء الدراسة مع مشروع براكاش، الذي يجمع الجهود الإنسانية والعلمية لمساعدة الأطفال المصابين بالعمى القابل للشفاء على استعادة البصر في المناطق الريفية في الهند. وتوصل الباحثون إلى أن التغيرات في مسارات المادة البيضاء التي تربط الخلايا العصبية في أجزاء مختلفة من الدماغ مرتبطة بتحسن الوظائف البصرية.
وأجرى الفريق دراسة على العديد من المسارات ليجدوا أن تلك التي تشارك في أداء الوظائف البصرية عالية المستوى، مثل التعرف على الوجوه، هي فقط من أظهرت ارتباطاً مباشراً في تحسين الوظيفة البصرية. ووجد الباحثون أن مقدار التغيرات في المسارات البصرية الخلفية، وخصوصاً في الجسم الثفني الخلفي، توقعت بشكل كبير مقدار التحسن السلوكي. وتمثل هذه الدراسة نتيجة جديدة تحدد موقع حدوث التغيرات الدماغية المسؤولة عن التحسن السلوكي.
وأكد الباحثون من خلال الورقة البحثية التي حملت عنوان" لدونة المادة البيضاء بعد جراحة الساد عند المرضى المكفوفين خلقيا"، والتي نُشرت في صحيفة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، أن جراحة الساد تؤثر بشكل أكبر على الوظيفة البصرية ولدونة الدماغ إذا تم إجراؤها في سن مبكرة، وأن عملية التعافي تظل ممكنة، حتى لو تم إجراء العملية الجراحية للعين في وقتٍ لاحق في سن المراهقة.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأعصاب تحافظ على قدر كاف من اللدونة في سن المراهقة بعد الفترة الأهم في تطور الرؤية، ما يمكّن المرضى من تجاوز مشكلة التطور البصري غير الطبيعي بشكل جزئي، ويساعد على تحديد مواقع التغيرات العصبية التي تستند إليها عملية التعافي عند اليافعين المكفوفين. وبعبارة أخرى، يوجد حيز زمني أوسع مما كان يُعتقد سابقاً يمكن خلاله للعمليات الجراحية لاستعادة البصر أن تكون خطوة مهمة في تحسين الإدراك البصري من خلال تغيير اللدونة الهيكلية للدماغ. وسلّطت الدراسة الضوء على تعريف مواقع التغيرات العصبية المرتبطة باستعادة البصر، والتي بمقدورها أن توجّه تطوير العلاجات التي تهدف لتحفيز اللدونة العصبية من خلال التداخلات السلوكية والجراحية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال روكرز: "توصل فريقنا إلى نتائج جديدة يمكنها أن تجعلنا نعيد النظر بالحدود المعروفة للعمليات الجراحية لاستعادة البصر، ما يهيئ الفرصة لاستخدام هذه العمليات على نطاق أوسع، حيث جعلت العديد من حالات العمى قابلة للشفاء في مناطق مختلفة من العالم. كما يقدم عملنا أدلة تدعو المجتمع العلمي لإعادة تقييم الفترة الأهم لتطور الرؤية عند المراهقين".