اكتشف فريق من العلماء بقيادة فريق من الباحثين في جامعة مونتريال كوكباً بحجم كوكب الأرض خارج النظام الشمسي. وتشير البيانات الأولية إلى احتمال حدوث الظواهر البركانية على سطح الكوكب LP 791-18 d إلى درجة تماثل تلك التي يشهدها آيو، أحد أقمار كوكب المشتري، وهو أكثر الأجرام الفضائية في المجموعة الشمسية من حيث النشاط البركاني . يتضمن فريق العمل عالم الأبحاث محمد على ديب من مركز جامعة نيويورك أبوظبي للفيزياء الفلكية والأجرام والكواكب.
وقد كان للبيانات التي جمعها القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة لمهمة «TESS» التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومنظار "سبيتزر" الفضائي وعدد من المراصد الأرضية دور أساسي في اكتشاف الكوكب ودراسته. قاد الدكتور محمد علي ديب جهود الأبحاث المتعلقة بدراسة مدارات مجموعة الكواكب، وتحقق من استقرارها على المدى البعيد ومن ضعف احتمال وجود أجرام أخرى خفية بذات الحجم ضمن المجموعة، بناء على عدم رصد أي تذبذب في مدارات الكواكب المعرّفة حالياً.
"يشكّل اكتشاف كوكب بحجم الأرض ضمن المنطقة الصالحة للحياة وذو نشاط بركاني محتمل خطوة مهمة بالنسبة لجهود البحث عن حياة خارج المجموعة الشمسية، وتتمثّل الخطوة التالية في دراسة الكوكب بمنظار جيمس ويب الفضائي للتعرف على مكوّنات غلافه الجوي".
يصف الباحثون كيفية اكتشاف الكوكب ودراسته في ورقة بحثية نشرتها دورية نيتشر بعنوان "عبور كوكب معتدل المناخ بحجم الأرض وذو تسخين مداري أمام نجم من فئة M6". اكتشف الكوكب في مداره حول نجم من فئة الأقزام الحمراء على مسافة حوالي 90 سنة ضوئية في ضمن مجموعة "كريتر" الجنوبية. يقدّر حجم الكوكب الجديد بحجم كوكب الأرض تقريباً ويفوقه من حيث الوزن. تضم المجموعة المعنية كوكبان آخران وهما LP 791-18 b و LP 791-18 c. وخلال دوران الكوكب المكتشف حديثاً في مداره، يمر بالقرب من الكوكب LP 791-18 c الأكبر حجماً مما يؤدي إلى تغيير شكله بفعل تأثير الجاذبية واحتكاك مكوناته الداخلية منتجاً ارتفاعاً في الحرارة وظواهر بركانية على سطحه.
كما أشارت الدراسة أيضاً إلى أن الكوكب LP 791-18 d مقيّد مدّياً أي أن له جهة تواجه نجم المجموعة دائماً بينما تبقى الجهة الأخرى في ظلام دائم. ومع احتمال حدوث الظواهر البركانية، فإن القيد المدّي الذي قد يساهم في تشكيل غلاف جوي يعتبر عاملاً إضافياً يزيد من احتمال تكثّف الماء في الجهة المظلمة من الكوكب. يهتم العلماء بهذا الجانب لما تحمله استدامة المياه السائلة من أهمية كونها من العناصر الضرورية لاستيطان أي كوكب.
أدرج الكوكب LP 791-18 c مؤخراً ضمن قائمة الرصد لمنظار جيمس ويب الفضائي لوكالة الفضاء الأمريكية، وتشير ورقة البحث الأخيرة إلى أهمية إدراج الكوكب LP 791-18 d في ذات القائمة للتحقق من أهليته كموقع صالح للحياة.
ووفقاً للباحث محمد علي ديب: "يشكّل اكتشاف كوكب بحجم الأرض ضمن المنطقة الصالحة للحياة وذو نشاط بركاني محتمل خطوة مهمة بالنسبة لجهود البحث عن حياة خارج المجموعة الشمسية، وتتمثّل الخطوة التالية في دراسة الكوكب بمنظار جيمس ويب الفضائي للتعرف على مكوّنات غلافه الجوي".