أعلن فريق دولي من العلماء يضم الدكتور محمد علي ديب، باحث في مركز جامعة نيويورك أبوظبي للفيزياء الفلكية والجسيمات والكواكب، عن دراسة مفصلة للكوكب الخارجي العملاق شديد الحرارة واسب-76ب (WASP-76b)، نشرته دورية نيتشر العلمية.
استخدم الفريق الذي تقوده جامعة مونتريال جهاز مارون أكس (MAROON-X) لمنظار مرصد جيميناي نورث (Gemini-North)، لرصد أحد عشر عنصراً كيميائياً وتحديد وفرتها في الغلاف الجوي للكوكب، ومنها عناصر صخرية لم يحدد العلماء إلى الآن وفرتها في الكواكب الغازية العملاقة في نظامنا الشمسي كالمشتري وزحل. تساهم معرفتنا بالعناصر الكيميائية في بناء صورة واقعية لمراحل تشكّل الكواكب وتطورها، فهي تروي تاريخ الكوكب من حيث المكونات ودخول أي عناصر خارجية عليها لاحقا. ونظراً لوجود عناصر كيميائية غير اعتيادية، فإن فريق الأبحاث يؤمن بأن الكوكب قد ابتلع فيما مضى كوكباً أصغر يشبه كوكب عطارد.
"إن هذه الدراسة هي الأولى التي درست وفرة عناصر كالنيكل والمغنيسيوم والكروميوم بدقة عالية ضمن كوكب غازي عملاق. وبسبب اختلاف مقاديرها عما توقعناه فإننا نعتقد بأن هذا الكوكب قد ابتلع كوكباً أصغر يشبه عطارد من حيث التكوين الكيميائي".
يدور كوكب واسب-76ب حول نجمه الضخم في كوكبة برج الحوت التي تبعد عن الأرض بحوالي مسافة 634 سنة ضوئية، وتفوق الحرارة على سطحه 2000 درجة مئوية نظراً لقربه من نجمه المحلي حيث تقل عن المسافة بين عطارد والشمس بمقدار 12 مرة. تحت هذه الظروف، تتبخر العناصر التي تشكل الصخور على كوكب الأرض، كالمغنيسيوم والحديد، وتصعد إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي لواسب-76ب حيث يمكن رصدها. اكتسب العلماء من خلال هذه الدراسة معلومات غير مسبوقة حول وفرة العناصر الصخرية في الكواكب الغازية الأقل حرارة كالمشتري، حيث تتكثف وتهبط إلى الأسفل بعيدا عن أعين الأجهزة العلمية.
كما اكتشف الباحثون أن رصد العناصر في الغلاف الجوي حتى للكواكب شديدة الحرارة تعتمد على الحرارة بشكل كبير. تحدد حرارة التكثف لأي عنصر وجوده كغاز في الطبقات العليا للغلاف الجوي أو تكثفه كسائل وهبوطه إلى الطبقات السفلى. وفي حالته الغازية، يلعب العنصر دوراً في ترشيح الضوء فيمكن للعلماء رصده. أما العناصر المتكثفة فلا يمكن للعلماء رصدها فلا تلعب أثراً في تقاريرهم، مما يشكل سبب عدم رصد عناصر أخرى كالتيتانيوم والألمنيوم.