- يشكّل توسّع "المنطقة الميتة" تهديداً للموائل البحرية والتوازن البيئي الدقيق لمنظومة لأحياء والتركيبة الكيميائية لمياه البحر
- يعتبر الارتفاع السريع لدرجة حرارة مياه الخليج وشمالي بحر العرب في الفترة الأخيرة من أهم مسببات تدني مستويات الأوكسجين في مياه تلك المنطقة
- يساهم موسم الأمطار الصيفي في تفاقم هذه الظاهرة ولو جزئياً
نشر مركز النماذج الأولية لمقاربات المناخ في جامعة نيويورك أبوظبي دراسة جديدة توضح تأثير ارتفاع حرارة المياه في شمال البحر العربي والخليج على مستويات الأوكسجين كونه من أهم مسببات انخفاض مستوى الأوكسجين في المياه للجزء الشمالي من بحر العرب.
وقد نشرت دورية بايوجيوساينسز العلمية تلك الدراسة بعنوان "ارتفاع الحرارة السريع المحلي: المسبب الرئيسي للانخفاض الأخير لمستويات الأوكسجين في مياه شمال بحر العرب"، التي توثق التدني الخطير في مستويات الأوكسجين في طبقات المياه القريبة من سطح البحرمؤخراً، مما يسبب توسع "المنطقة الميتة" التي تتميز بانخفاض مستوى الأوكسجين إلى الحدود الدنيا، كما تحدد التغيرات في درجات الحرارة وتتناول مسببات ارتفاعها. تكوّن فريق العمل من الباحثين زهير الأشقر ومايكل ميهاري ومحمد الأزهر ومارينا ليفي وشيفر سميث، الذين اتبعوا أسلوب النمذجة لهذه الدراسة فوصلوا إلى نتيجة تفيد بأن الأرتفاع السريع المحلي للمياه القريبة من سطح البحر قد أنتج انخفاضاً ملموساً في مستويات الأوكسجين، كما أن موسم الأمطار الصيفي يساهم في هذه الظاهرة بشكل محدود.
وعدا عن دورها في تراجع الأوكسجين في الطبقات العليا من مياه البحار، فإن هذه التغيّرات تنتج بيئة خصبة للطحالب البحرية من فصيلة نوكتيلوكا سينتيلانس، على حساب الدياتومات التي كانت تعتبر فصيلة الأحياء المائية الأكثر انتشاراً في المنطقة والمصدر الغذائي الأهم للأسماك، كما رصد الباحثون علاقة بين ارتفاع حرارة مياه الخليج وعدد من الظواهر الخطيرة كالتغيرات البيئية والكيميائية ومنها ظاهرة إبيضاض المرجان.
وكما صرح عالم الأبحاث الرئيسي للدراسة زهير الأشقر: "تؤكد الدراسة توسع منطقة تدني مستويات الأوكسجين في بحر العرب على مدى العقود الماضية بسبب التغير المناخي محلياً، وقد تؤدي هذه التغيّرات السريعة إلى انكماش الموائل البحرية بل وحتى اختفاؤها بالكامل بالنسبة للفصائل البحرية الأكثر حساسية لمستويات الأوكسجين بما فيها معظم الأسماك، حيث أن اتساع مثل هذه المناطق يدفع الأسماك إلى مناطق أخرى والاقتراب من سطح البحر في مواقع تعرضها لخطر الصيد بشكل مستمر".
يجمع مركز النماذج الأولية لمقاربات المناخ في جامعة نيويورك أبوظبي عدداً من الباحثين والعلماء من عدة مجالات علمية يعملون على شتى المواضيع المترابطة كنظريات المناخ والنمذجة الحاسوبية والرصد المباشر بهدف الوصول إلى فهم أعمق للعمليات الأساسية للأنظمة الطبيعية وتطوير نماذج ذات دقة عالية لرصد المناخ. للتعرف على بعض نشاطات المركز، تفضلوا بزيارة موقعهم الإلكتروني.