كشف بحث جديد نُشر مؤخراً بإشراف فريق دولي من الباحثين بقيادة العميد المساعد للبحوث وبرامج الدراسات العليا في قسم العلوم بجامعة نيويورك أبوظبي، ورئيس برنامج علم الأحياء والأستاذ المشارك في علم الأحياء بيرجورجيو بيرسيبال وأستاذ الكيمياء الزائر جينارو إسبوزيتو، عن قدرة الأجسام النانوية، وهي أجزاء الأجسام المضادة التي تشترك في قدرتها على الارتباط بالمستضدات المسؤولة عن تحفيز الاستجابات المناعية، على تثبيط تكاثر فيروس SARS-CoV-2.
ودرست أبحاث أخرى إمكانية توجيه الأجسام النانوية ضد الجزء السطحي من بروتينات الشوكة لمنع دخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة، وسعى إسبوزيتو وبيرسيبال وزملاؤهم لتحديد أهداف محتملة أخرى لتطوير الأجسام النانوية التي يمكن استخدامها في تشخيص المرض وربما علاجه.
وقد كشف الباحثون عن إنتاج أجساماً نانوية مضادة لبروتين Nsp9 غير البنيوي في فيروس SARS-CoV-2، وهو مكون رئيسي لمعقّد النسخ المتماثل الضروري لتكاثر الفيروس، ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة أدفانسد بيولوجي تحت عنوان التحليل القائم على الرنين المغناطيسي النووي للأجسام النانوية لبروتين Nsp9 في فيروس SARS-CoV-2 يكشف عن استراتيجية محتملة مضادة لمرض كوفيد-19. وأظهرت المقايسات المناعية أن اثنين من هذه الأجسام النانوية 2NSP23 و2NSP90 يتفاعلان بشكل خاص مع بروتين Nsp9 المنقّى المؤشّب وبروتين Nsp9 الذاتي في لعاب مرضى كوفيد-19. بينما أظهر تحليل الرنين المغناطيسي النووي المدعوم بالديناميكا الجزيئية أن بروتين Nsp9 يتميز ببنية مركبة قليلة البلمرة، وأن كلا الجسمين النانويين يعملان على تثبيت البروتين بشكله الرباعي ويحددان الحواتم على البنية الرباعية.
وتعليقاً على الموضوع، قال بيرسيبال: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى دور الأجسام النانوية 2NSP23 و2NSP90 كمثبطات محتملة لبروتين Nsp9، ما قد يكبح نشاط فيروس SARS-CoV-2 من خلال تكوين جسيم Nsp9 رباعي مستقر لا يدعم التكاثر الفيروسي".
ومن جهته، قال إسبوزيتو: "نعتقد أن دراستنا تكشف دور بروتين Nsp9 كهدف جديد للأدوية، ما قد يكون بديلاً مناسباً لتطوير مقاربات جديدة مضادة للفيروسات على صعيد التشخيص والعلاج على المدى الطويل".