توصلت دراسة جديدة، بقيادة محمد علي ديب، الباحث في مركز جامعة نيويورك أبوظبي للفيزياء الفلكية والجسيمات والكواكب، إلى اكتشاف ضخم حول وجود نمطين مداريين مختلفين للغاية لاثنتين من مجموعات الأجسام العابرة لمدار نبتون ذات الأسطح والألوان المتباينة. ويُمكن مقارنة المعلومات التي تم اكتشافها مع نماذج النظام الشمسي لتوفير تحليلات دقيقة جديدة حول خصائصه الكيميائية في مراحله المبكرة. وإضافة إلى ذلك، يُمهد هذا الاكتشاف الطريق لتعزيز فهمنا حول تشكّل حزام كايبر، والذي يُعد منطقة تقع خلف كوكب نبتون وتتكون من الأجسام المتجمدة والصخور، فضلاً عن كونها مصدراً لبعض المذنبات.
وأشار العُلماء في الورقة البحثية، التي نشرتها المجلة الفلكية تحت عنوان "نُدرة الأجسام العابرة لمدار نبتون شديدة الاحمرار في القرص المتفرق"، كيف تعمّقوا في التكوين الكيميائي لهذه الأجسام من أجل فهم التاريخ الديناميكي لحزام كايبر. وبحسب ألوان أسطحها، تكون الأجسام العابرة لمدار نبتون إمّا "قليلة الاحمرار" (ويُشار إليها غالباً بالرمادية) أو شديدة الاحمرار (ويُشار إليها غالباً بالحمراء). واكتشف العلماء بعد إعادة تحليل مجموعة من البيانات التي تم جمعها في عام 2019 بأنّ الأجسام العابرة لمدار نبتون الحمراء منها والرمادية تختلف للغاية من حيث أنماطها المدارية. وبعد بعض العمليات الحسابية الإضافية، توصل الباحثون إلى أنّ مجموعتي الأجسام هاتين تشكّلتا في موقعين مختلفين، الأمر الذي أدى إلى انقسامها إلى أنواع مختلفة من حيث المدارات والألوان.
وكان قد جرى تصميم عدة نماذج للنظام الشمسي لتسليط الضوء على رحلة تشكل حزام كايبر، غير أنّ هذه النماذج تقتصر على دراسة أصل بنيته المدارية أو ألوانه كُل على حدة وليس بشكل متزامن.
وحول هذا الموضوع، قال علي ديب: "يُمكننا، بالاستفادة من المزيد من البيانات، تطوير نماذج أكثر تفصيلاً للنظام الشمسي، ما يُتيح لنا فرصة الكشف عن العديد من الرؤى الجديدة حول النظام الشمسي وكيفية تغيّره على مدى الزمن".