أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي عن توقيع شراكة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات بهدف دعم مساعي مركز أبحاث المياه التابع للجامعة في مجالات الأمن المائي والاستدامة.
ويُعد مركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبوظبي منصة ابتكارية متعددة التخصصات تبحث في مجالات تحلية ومعالجة المياه وتكنولوجيا الأغشية المبتكرة وغيرها من القضايا الاجتماعية الكفيلة بتحويل المعارف العلمية إلى باقةٍ من الحلول العملية.
وتهدف الشراكة الجديدة إلى تعزيز تفاعل طلاب الجامعة للمساهمة في التطورات المتواصلة في أبحاث المياه، فضلاً عن توعيتهم حول مسألة إدارة المياه التي تكتسب أهمية خاصّة بالنظر إلى مناخ الإمارات الصحراوي ومحدودية مواردها من المياه العذبة.
وتعتزم المؤسستان الاشتراك في استضافة سلسلة من الندوات الإلكترونية المُتاحة أمام الجمهور العام، والتي تتناول أبرز المواضيع والتحديات المتعلقة بالمياه. ومن ناحيتها، تنضم شركة مياه وكهرباء الإمارات إلى المجلس الاستشاري المتخصص والتابع لمركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبوظبي، والذي يضم باقةً من أبرز الخبراء المختصين في المجالات المماثلة، حيث يتسنى لهم تبادل الخبرات والمعارف والتعاون لمواجهة التحديات التي يزخر بها عالمنا المعقد.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال السيد عثمان آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات: "نحن فخورون للغاية حيال تقديم الدعم لمركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبوظبي، المختص بإجراء الأبحاث عالمية المستوى بالاعتماد على أهم الابتكارات الإماراتية. وتعمل شركتنا على تنفيذ برنامج استراتيجي لإنتاج المياه بواسطة تقنية التناضح العكسي منخفضة الانبعاثات الكربونية، والكفيلة بالفصل بين عمليتي إنتاج المياه والكهرباء وتحويل عمليات تحلية المياه في أبوظبي نحو نظام أكثر استدامة وكفاءة. وتعمل شركة مياه وكهرباء الإمارات بموجب هذه الشراكة على مشاركة خبراتها والمساهمة في تطوير محتوى تعليمي تفاعلي، إلى جانب دعم جهود البحث والتطوير المتقدمة التي يُجريها المركز في مجال تكنولوجيا أغشية التناضح العكسي المصنعة في الإمارات، وإلهام طلاب جامعة نيويورك أبوظبي ليكونوا الجيل المقبل من مبتكري وقادة جهود الإنتاج المستدام للمياه الصالحة للشرب".
ومن جانبها، قالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: "أنا متحمسة للغاية حيال تأسيس هذه الشراكات مع أبرز الأطراف الفاعلة في الإمارات. وتُعد المهمة الرئيسية لمركز أبحاث المياه، الذي أطلقناه مؤخراً، في مجال الاستدامة والأمن المائي عاملاً رئيسياً في مساعي تحسين مجتمعاتنا في جميع أنحاء الدولة. ويُمكن للاتفاق الجديد مع شركة مياه وكهرباء الإمارات أن يدعم هذه الجهود إلى جانب تحويل عملية تحلية المياه نحو اعتماد الممارسات الأكثر استدامة. وبينما تمضي جامعتنا قُدماً في اعتماد المزيد من الممارسات المستدامة داخل الحرم الجامعي وخارجه، ستؤثر هذه الشراكة إيجاباً على كفاءة وانتشار أبحاث المياه في الإمارات والمنطقة والعالم ككل، فضلاً عن دورها في تعزيز العمل الجماعي لإحداث التغيير المطلوب في أكثر القضايا البيئية إلحاحاً".
وأشارت منظمات عالمية مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى أنّ واحداً من كُلّ ثلاثة أشخاص في العالم لا يحصل على فرص الوصول إلى مياه الشرب الآمنة. ويسعى مركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبوظبي إلى مواجهة هذا التحدي من خلال تطوير إطار عمل بحثي وتعليمي فريد يهدف إلى الارتقاء بأبحاث المياه المتكاملة والتصدي لتحديات المياه في المنطقة وخارجها. ويدعم المركز جميع جهود البحث والتطوير متعددة التخصصات والتي تشهدها التكنولوجيات المتعلقة بالمياه والعمليات البيئية وسياسة المياه بما ينسجم مع استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036 ورؤية الدولة لتحقيق الازدهار والاستدامة.
ومن ناحيتها، اعتمدت شركة مياه وكهرباء الإمارات تكنولوجيا التناضح العكسي منخفضة الانبعاثات الكربونية لتحلية المياه، كما تُدير حالياً عملية تطوير محطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي، والتي ستكون الأضخم من نوعها في العالم بمجرد اكتمالها في عام 2022، مع إنتاجية تصل إلى 200 مليون جالون يومياً لتلبية احتياجات ما يزيد عن 3,500 أسرة. كما أعلنت الشركةً عن تطوير محطتي المرفأ 2 وشويهات إس 4 لتحلية المياه منخفضة الانبعاثات الكربونية، واللتين من المقرر أن تُنتجا 150 و70 مليون جالون من المياه يومياً، على الترتيب.
وبدوره، قال نضال هلال، أستاذ الهندسة ومدير مركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبوظبي: "تُعاني الإمارات من شُح المياه بسبب الزيادة المتواصلة في الطلب، خصوصاً بسبب عوامل مثل التنمية التجارية والحضرية المستمرة والتطور الصناعي والنمو السكاني. وستحتاج الدولة إلى المزيد من إمدادات المياه الصالحة للشرب على مدى العقدين المقبلين لتتمكن من مواصلة هذه الوتيرة التنموية. ويُمثل تأمين هذه الإمدادات بالاعتماد على حلول تحلية مياه البحر والمياه الجوفية ومعالجة مياه الصرف الصناعية والمنزلية تحدياً كبيراً للغاية. ونشعر بعميق الامتنان لشركة مياه وكهرباء الإمارات لقاء الدعم الذي تُقدمه لتمكيننا من مواصلة أبحاثنا المبتكرة والضرورية للتوصل إلى استراتيجيات إدارة مياه فعّالة ومستدامة في الإمارات".
وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة مياه وكهرباء الإمارات وجامعة نيويورك أبوظبي أعلنتا أيضاً عن جائزة سفير المياه التي سيجري انتقاء الفائزين بها من الطلاب الإماراتيين في جامعة نيويورك أبوظبي خلال مسابقة سنوية.