لجأ الباحثون في مركز علوم الفضاء في جامعة نيويورك أبوظبي بقيادة أستاذ الأبحاث المساعد شرافان هاناسوغي إلى رصد حركة السوائل تحت سطح الشمس من خلال الموجات الصوتية التي يتم توليدها على مستوى سطح الشمس وتنتشر داخلها ومن ثم تعود مرة أخرى على السطح. وتسمى عملية تصوير الجزء الداخلي من الشمس باستخدام الموجات الصوتية بعلم الذبذبات الشمسية (هيليوسيسمولوجي). وقد كشفت أبحاث الفريق عن أنماط غير متوقعة لحركة السوائل تتعارض مع المفاهيم والنظريات التقليدية التي نعرفها عن الشمس ونماذج المحاكاة.
ولا تزال ديناميكية ما يحدث تحت سطح الشمس لغزاً للعلماء على الرغم من مرور عقود منذ بداية رحلات استكشاف النظام الشمسي. وتساءل الباحثون عما إذا كانت عملية الحمل الحراري وهي العملية التي تتحرك خلالها السوائل لنقل الحرارة من باطن الشمس إلى خارجها، لها دور رئيسي في دفع الشمس للدوران حول نفسها. ويصعب على العلماء رصد حركة السوائل كونها تحدث تحت سطح الشمس، كما لا يمكن محاكاة هذه الظاهرة في أي مختبر نظراً لقسوة ظروفها مثل ارتفاع الضغط والحرارة.
ويقدم هاناسوغي وفريقه من خلال الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس أدفانسيز" العلمية بعنوان "اقتصار نطاق اضطرابات الشمس على المناطق الاستوائية، وكبح وصول الاضطرابات على نطاق أوسع" نموذجاً جديداً يفسر علم الذبذبات الشمسية وينظر إلى دراسة حركة السوائل الداخلية في الشمس بشكلٍ مختلف عما نعرفه. وبعد رصد البيانات الخاصة بحركة السوائل داخل الشمس، تم مقارنتها مع بيانات المحاكاة العددية المتوقعة حسب المفاهيم والنظريات السائدة لتفسير انتقال الحرارة من مركز الشمس إلى سطحها.
أظهرت نتائج النموذج الجديد أنماطًا تختلف عن المحاكاة العددية المحددة مسبقاً، حيث أوضحت الدراسة أن حركة السوائل تتم على نطاق صغير ويقتصر وجودها فقط حول منطقة خط الاستواء، في حين أظهرت المحاكاة العددية أن حركة السوائل تكون على نطاق أوسع بعيداً عن خط الاستواء. وتعد هذه النتائج في غاية الأهمية لما لها من تأثير على تقديراتنا للطبيعة الديناميكية للعمليات الأساسية داخل الشمس.