حقائق موجزة:
وجد فريق دولي من الباحثين، الذي استضافته ودعمته جامعة نيويورك أبوظبي، أن أسماك الشعاب المرجانية الصغيرة التي تعيش في أعلى المسطحات المائية من حيث درجة الحرارة بقاع جنوب الخليج العربي أقل تنوعًا ووفرة من تلك التي تعيش على الشعاب المتواجدة في درجات حرارة أقل.
بحثت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" الأسماك المخفية في الخليج العربي وبحر عمان، وربطت التنوع والإنتاجية المتدنية لهذا النوع من الأسماك في الخليج العربي بدرجات الحرارة.
أجرى فريق دولي من الباحثين، استضافته ودعمته جامعة نيويورك أبوظبي، دراسة على أسماك الشعاب المرجانية المخفية (وهي أسماك صغيرة تعيش في القاع وتقع في قاعدة شبكات الشعاب المرجانية الغذائية) في الخليج العربي وبحر عمان، حيث أظهرت الدراسة أن الشعاب المرجانية المتواجدة في البيئات الأكثر حرارة في الخليج العربي أثرت سلبًا على تنوع وإنتاجية هذه الأسماك المهمة. وعمل الفريق البحثي على الدراسة بقيادة سيمون براندل من مركز أبحاث الجزيرة والمرصد البيئي " CRIOBE " في فرنسا، وجايكوب جوهانسن الأستاذ البحثي المساعد في معهد هاواي لعلم الأحياء البحرية (عالم الأبحاث السابق في مختبر علم الأحياء البحرية بجامعة نيويورك أبوظبي).
وجاءت هذه الدراسة مع استمرار تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري، وما يترتب عليها من آثار يجب مراعاتها، بما في ذلك التغيرات التي تطرأ على المجتمعات البيولوجية في البيئات الحيوية مثل الشعاب المرجانية.
ونشرت الدراسة التي عمل عليها براندل وجوهانسن وفريقهم في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" بعنوان: "الظروف البيئية القاسية تقلل من التنوع البيولوجي وإنتاجية أسماك الشعاب المرجانية"، حيث جرى استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات لمقارنة السمات العضوية والتنوع وإنتاجية أسماك الشعاب المرجانية في أكثر الشعاب المرجانية سخونة وتطرفًا في مياه الخليج العربي مع تلك التي تعيش في بحر عمان.
ويعد الخليج العربي هو أعلى المسطحات المائية من حيث درجة الحرارة على مستوى العالم، حيث ترتفع درجات الحرارة في كل صيف لتتجاوز الدرجات التي تعيش فيها الأسماك في مناطق استوائية أخرى. ويعد بحر عمان المجاور أكثر اعتدالا في حرارته مقارنة بمياه الخليج، وتعليقاً على ذلك قال جون برت الأستاذ المشارك في علم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي: "إن ارتفاع درجات الحرارة يجعل هذه المنطقة مختبراً طبيعيًا مفيدًا يعزز معرفتنا بتأثير المناخ القاسي على وظائف الأسماك وتنوعها".
ونشرت الدراسة أن المجتمعات السمكية التي تم العثور عليها في الخليج العربي كانت أقل تنوعاً بنصف النسبة وأقل وفرة بنسبة 25% مقارنة بالمجتمعات الموجودة في بحر عمان، وذلك على الرغم من أوجه التشابه الكبير في الغطاء المرجاني الحي. والمثير للدهشة أن هذا الاختلاف لا يبدو مرتبطًاً بنسبة تحمل درجات الحرارة العالية للأسماك المخفية الموجودة.
وتشير الدراسة إلى أن الاختلافات في الفرائس وحالة الجسم في الأنواع الموجودة في كلا الموقعين، تظهر أن درجات الحرارة العالية في الخليج العربي تمثل بيئة صعبة للغاية لهذه الفقاريات البحرية الصغيرة. وبينما تتطلب المياه الساخنة طاقة أكبر، فإن مجموعة متميزة وأقل تنوعًا من الفرائس الموجودة في الخليج العربي قد تجعل من الصعب على هذه الأسماك الصغيرة تلبية متطلباتها النشطة.
والأهم من ذلك، فإن انخفاض مستوى التنوع والوفرة للأسماك المخفية يضعف إلى حد كبير الدور الوظيفي الفريد لهذه الكائنات.
وأضاف جايكوب جوهانسن: "إن النتائج التي توصلنا إليها من خلال هذه الدراسة، تسلط الضوء على التهديد الوشيك الذي يواجه أسماك الشعاب المرجانية المخفية، ويبرز دورها الأساسي في عمل هذه الشعاب ووجودها، حيث تكافح هذه الكائنات البحرية الصغيرة الخارجية الحرارة - أي تكون مصادرها الداخلية الفسيولوجية للحرارة صغيرة نسبياً لذا تعتمد على مصادر الحرارة البيئية - للتعويض عن احتياجاتها للنمو بأن تتكيف مع درجات الحرارة القصوى، حيث يمكن أن تؤدي الظروف البيئية القاسية كما كان متوقعًا في نهاية القرن الحادي والعشرين، إلى تعطيل بنية هذه المجتمعات وبالتالي إنتاجية الشعاب المرجانية في الخليج العربي وخارجه".