أبرز النقاط:
- التسلسل الجيني الجديد والمحدّث، والذي نُشر اليوم في دورية نيتشر كوميونيكشينز، يساعد العلماء على استكشاف السمات الجينية لهذا المحصول الغذائي الهام، فضلاً عن مساعدة مربي المحاصيل على إيجاد جينات جديدة لتطوير أصناف مستحدثة ومحسنة من نخيل التمر
- التسلسل الجيني يوفر الشفرة الوراثية الكاملة للكائن الحي ويُساهم في تكوين كافة الجينات الخاصة به
- الباحثون يتمكنون من قراءة أكثر من 772 مليون حرفاً جينياً من الرمز الجيني لنخيل التمر باستخدام التكنولوجيا الجديدة للجزيء الواحد في الوقت الفعلي
- التسلسل الجديد يعتبر أكثر التسلسلات الجينومية المتوفرة حالياً اكتمالاً لهذا النوع من الأشجار المثمرة
- العلماء ينجحون باستخدام هذا التسلسل من تحديد الجينات الخاصة بلون الثمرة ومحتوى السكر في أشجار نخيل التمر
نجح باحثو مركز الجينات الوراثية والأنظمة الحيوية في جامعة نيويورك أبوظبي، بالتعاون مع زملائهم من مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية في جامعة الإمارات، وغيرها من المؤسسات الشريكة، في تطوير مجموعة محسنة من الجينومات الخاصة بنخيل التمر باستخدام تكنولوجيا التسلسل طويل القراءة. ومن شأن هذا التطور الحاصل للنسخ الحالية من الجينوم أن يساعد على مواصلة البحوث وإثراء ممارسات الإكثار الخاصة بهذا المصدر الغذائي الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالإضافة إلى ذلك، حدّد الباحثون الجينات والطفرات المؤدية إلى تغير اللون ومستويات السكريات الرئيسية في ثمرة نخيل التمر، بما فيها الجينات الخاصة بإنزيم الانفرتيز الذي يحلل السَكَرُوز إلى جلوكوز وفركتوز. وجرى تحديد الجينات الخاصة بلون هذه الثمرة ومعدلات السكر فيها بواسطة دراسات ارتباط الجينوم الواسعة. علماً بأنّ هذه التكنولوجيا استخدمت من قبل لتحديد جينات الأمراض المهمة لدى البشر، وهذه هي المرة الأولى التي تطبق فيها على أشجار نخيل التمر.
وتعتبر الموارد الجينومية الخاصة بأشجار نخيل التمر قليلة مقارنة بكونها واحدة من أقدم الأشجار المثمرة المستزرعة في العالم، بالرغم من مكانتها كواحدة من أهم المحاصيل المثمرة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. الأمر الذي أدّى، إلى جانب الفترات الطويلة الفاصلة بين أجيالها، إلى الحد من الدراسات الجينومية المبتكرة حول هذه الأنواع المعمرة. وأشار العلماء في الورقة البحثية الصادرة في دورية ’نيتشر كوميونيكشينز‘، تحت عنوان "تحديد سمات ثمار نخيل التمر باستخدام دراسات الجينوم المرتبط الواسعة"، إلى أنهم نجحوا في إنتاج مجموعة محسنة وأكبر بنسبة 18% وأكثر التصاقاً من مجموعات جينومات نخيل التمر الحالية. وأتاح هذا التسلسل الجينومي طويل القراءة، مقترناً بإمكانية الوصول إلى اثنتين من أضخم مزارع نخيل التمر الناضجة في دولة الإمارات العربية المتحدة، للباحثين الفرصة لإجراء دراسات الجينوم المرتبط الواسعة على هذه الفصيلة من الأشجار. وكنتيجة لذلك، نجح الباحثون في دراسة موضع تحديد الجنس الذي سبق تحديده والجينات الخاصة بكلّ من لون الثمرة وأشكال مستويات السكر فيها.
ويُشار إلى أنّ عملية تعزيز تسلسل الجينوم الخاص بنخيل التمر وأول عملية لتحديد جينات هذه الشجرة المثمرة بواسطة تكنولوجيا دراسات ارتباط الجينوم الواسعة كانت نتيجة لجهد عالمي مشترك بقيادة كلّ من مركز الجينات الوراثية والأنظمة الحيوية في جامعة نيويورك أبوظبي ومركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية في جامعة الإمارات، إلى جانب باحثين آخرين من الولايات المتحدة وسويسرا وفرنسا والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والمكسيك.