انطلق المؤتمر الافتتاحي لرابطة طلاب الطب والعلوم الصحية في جامعة نيويورك أبوظبي، والذي يُنظّمه طلاب الطب والصحة في جامعة نيويورك أبوظبي، السبت الماضي (6 أبريل)، حيث ألقى المؤتمر الضوء على أهم التحديات والفرص التي ترسم ملامح مستقبل قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربيّة المتحدة.
وشهد المؤتمر مشاركة ما يزيد عن 100 طالب في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا من 10 جامعات في الإمارات، بالإضافة إلى خمسة استشاريين وثمانية متحدثين و30 ضيفاً رفيع المستوى. وشملت قائمة كبار المتحدثين في المؤتمر كلاً من سعادة الدكتورة مريم محمد مطر، مؤسسة ورئيسة ’جمعية الإمارات للأمراض الجينية‘؛ والسيدة مي فيصل جاسم محمد الدوسري، مديرة مركز الابتكار الصحي في هيئة الصحة بدبي، والدكتورة زينب خزعل، مديرة استراتيجية السياسات والمعايير في دائرة الصحة - أبوظبي.
يعد مؤتمر رابطة طلاب الطب والعلوم الصحية ثمرة لشغف ورؤية ومهارات قيادية رائعة أبداها طلاب جامعة نيويورك أبوظبي على مدار عام ونصف بهدف إطلاق هذه المبادرة الرائعة وغير المسبوقة. واليوم، نشهد تعاون متميز بين الطلاب والمستشارون من 10 مؤسسات تعليمية وصحية بدولة الإمارات من خلال هذا المؤتمر، وذلك للمساهمة في تحسين مستقبل الرعاية الصحية في الدولة. إن النموذج الذي يقدمه مؤتمر رابطة طلاب الطب والعلوم الصحية للتعاون المؤسسي يفتح آفاقاً جديدة للحياة الجامعية، وأدعو جميع الطلاب المشاركين إلى الاستفادة من النتاج الفكري الاستثنائي الذي يقدمه مجتمع جامعة نيويورك أبوظبي للجميع.
ومن جانبها، أكدت سعادة الدكتورة مريم محمد مطر خلال المؤتمر أن المحور الرئيسي لقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات هو الوقاية، وأشارت إلى حرص الإمارات على الاطلاع على أحدث الأبحاث العالمية في مجال الجينوم بهدف زيادة المعرفة بأنماط الجينات، وذلك سعياً إلى تعزيز قدرة لدولة للتعامل مع الأمراض غير المعدية، حيث قالت: "تستند الخطط المستقبلية لدولة الإمارات في مجال الصحة إلى مبدأ الوقاية والتدخل المبكر، وقد أثبتت استراتيجيتنا الوقائية أنها الأفضل لدولة حديثة العهد مثل الإمارات لديها تعداد سكاني كبير من الشباب".
وأضافت: "تسعى الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية إلى خلق جيل صحي وأكثر سعادة بحلول عام 2071، وذلك بالتماشي مع "مئوية الإمارات 2071" والتي تهدف إلى الارتقاء بدولة الإمارات لتصبح الأفضل في العالم".
وتسعى "رابطة طلاب الطب والعلوم الصحية" لأن تغدو منصةً رائدة للتطوير المهني عبر تعزيز التواصل بين الطلاب من مختلف التخصصات، بما في ذلك الهندسة الطبية الحيوية، والطب والعلوم، والسياسات الصحية، والصحة العامة. ويتم تحقيق ذلك من خلال إقامة شراكات مثمرة بين كيانات القطاعين العام والخاص في الإمارات مثل المستشفيات ومعاهد البحوث والهيئات الحكوميّة وغيرهم، وذلك بما يسهم بنهاية المطاف في الارتقاء بالآفاق والفرص المهنية المُتاحة أمام أعضاء الشبكة.
ويندرج هذا المؤتمر ضمن أجندة فعاليات "رابطة طلاب الطب والعلوم الصحية" التي تُعتبر المبادرة الأولى من نوعها التي تهدف إلى تأسيس شبكة متعددة الأجيال والتخصصات تجمع بين طلّاب الطب والصحة في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا من مختلف الجامعات بدولة الإمارات.
بهذه المناسبة، قالت تامي جيورجيفا، وهي من خريجي دفعة عام 2019 وأحد مؤسسي "رابطة طلاب الطب والعلوم الصحية": "اتخذنا القرار بإطلاق هذه المبادرة بعد أن رصدنا وجود فرصٍ محدودة جداً للتواصل بين طلاب الجامعات في أبوظبي؛ وأدركنا جيداً أن الافتقار لهذا التواصل البنّاء والمثمر يتسبب بضياع الكثير من الإمكانات والفرص التي ننشد جميعاً اغتنامها، وخاصة من خلال هذه المبادرات الفريدة".
بدوره، قال ألفارو يانيز، مؤسس مشارك في الشبكة: "لقد أردنا منذ البداية توفير منصةٍ مبتكرة لتعزيز التواصل والترابط بين الطلاب من مختلف التخصصات وتشجيعهم على تبادل المعارف والخبرات والأفكار، بالإضافة إلى المساهمة في تنمية وتطوير الجيل الجديد من خبراء ومتخصصي الرعاية الصحيّة في دولة الإمارات وشتّى أنحاء العالم".
بدورها، قالت حلا عاقل، وهي أيضاً خريجة دفعة 2019 وأحد مؤسسي الشبكة: "لقد لعب المؤتمر الافتتاحي لشبكة طلبة الطب والصحةدوراً مهماً في تعزيز تواصل وتفاعل جميع الطلاب مع أكثر من 100 زميل وخبير متخصص بالرعاية الصحية، بالإضافة إلى تقديم رؤىً فريدة ومتعمّقة حول الإمكانات والفرص المستقبلية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارات".
تأسست "رابطة طلاب الطب والعلوم الصحية" في نوفمبر 2018 على يد ثلاثة من طلاب السنة النهائيّة في جامعة نيويورك أبوظبي وهم: تامي جيورجيفا، وألفارو يانيز، وحلا عاقل، وذلك بهدف فتح المجال أمام خريجي الطب وعلوم الصحة من مختلف الجامعات في الإمارات للتواصل ضمن شبكةٍ واحدة ومتابعة تبادل المعلومات والخبرات خلال مسيرتهم المهنية. وقد قام لغاية اليوم 28 طالباً من ثماني جامعات بتأسيس شبكة طلابيّة خاصة بهم لخريجي الطب وعلوم الصحة، وذلك وفق توجيهات مؤسسي الشبكة في جامعة نيويورك أبوظبي.