تمكن فريق من الباحثين الدوليين في جامعة نيويورك أبوظبي من استكشاف الخصائص الضوئية الفلورية لضفادع اليقطين البرازيلية (Pumpkin toadlets) (الاسم العلمي: Brachycephalus ephippium)، وهي ضفادع صغيرة سامة تمتاز بألوانها الزاهية وتنتشر في الغابات الاستوائية البرازيلية على شواطئ المحيط الاطلسي، وذلك بعد إجراء مجموعة من الدراسات عليها.
ويمكن رؤية هذه الضفادع بشكلٍ يومي خلال موسم التزاوج أثناء تجوّلها في أرجاء الغابة، حيث تقوم بإصدار أصوات طنين ناعمة بحثاً عن رفيق للتزاوج. حيث حرص الفريق بقيادة ساندرا جوت، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة نيويورك أبوظبي، على دراسة سبل التواصل الصوتية لهذه الضفادع صغيرة الحجم.
وعند اكتشاف الفريق أن ضفادع هذه الفصيلة ليست قادرة على سماع نداءات التزاوج المُرسلة إليها، قام بالبحث عن إشارات بصرية بديلة يمكن للضفادع استخدامها للتواصل بدلاً من ذلك، وحين قام الفريق بتعريض الضفادع لمصدرٍ ضوئي من الأشعة فوق البنفسجيّة UV))، أصبحت ظهور ورؤوس تلك الضفادع تتوهج بشدة وعلى نحوٍ غير متوقع.
ونشر الفريق ورقة بحثية جديدة في مجلة "ساينتفيك ريبورتس"، والتي تُظهر أن أنماط الوهج الضوئي كانت ناتجة عن صفائح وأنسجةٍ عظمية تتوضع مُباشرة تحت جلدٍ رقيق للغاية.
ويمتاز الهيكل العظمي الكامل للضفدع بخصائص توهجية فلورية، ولكن هذا الوهج الضوئي يكون ظاهراً بوضوح من الخارج فقط حينما تكون طبقة أنسجة الجلد فوق العظام رقيقة للغاية (بسماكة حوالي 7 ميكرومتر). وكان افتقار البشرة للخلايا الصبغيّة الداكنة، التي تمنع مرور الضوء، والسماكة الرقيقة جداً للجلد، هو ما سمح للضوء فوق البنفسجي بالنفاذ، مما ساعد بالتالي على توليد الوهج الضوئي الفلوري في الأنسجة العظمية للجمجمة، لينعكس هذا الوهج بعد ذلك مرة أخرى من عظام الضفدع، ليبدو من قِبل الناظر إليه على هيئة أنماط مضيئة باللون الأبيض المائل للزرقة، وذلك عند تعريضها لضوء الأشعة فوق البنفسجية.