أشارت دراسة بحثية جديدة أصدرتها جامعة نيويورك أبوظبي إلى أن الشعاب المرجانية تعتمد على قدرتها الخاصة بالحفاظ على سلامة تجمعات الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات على سطحها والتي تعرف بالميكروبيوم.
وكان الغموض قد أحاط لسنوات عديدة حول تجمعات البكتيريا فوق سطح الشعاب المرجانية، ولكن بقيت آلية الاستفادة من هذه التجمعات والحفاظ عليها غير معروفة، وبالتعاون مع فيليب شميت كوبلين من معهد "هيلمهولتز" بميونيخ، اكتشفت الدراسة البحثية للبروفيسور شادي أمين، الأستاذ المساعد في قسم علم الأحياء بجامعة نيويورك أبوظبي، أن الشعاب المرجانية - وبالرغم من أنها كائنات حية ثابتة قادرة على تغيير محيطها عبر إنتاج جزيئات فريدة، فإنه يمكنها المساعدة في تجنيد بكتيريا ميكروبيوم سليمة، ومحاربة بكتيريا الميكروبيوم الطفيلية.
ويتشابه ارتباط صحتنا بالحفاظ على سلامة ميكروبيومات الأمعاء، بما تمتلكه الشعاب المرجانية من قدرة على مقاومة الأمراض عبر الحفاظ على سلامة بكتيريا الميكروبيوم على سطحها. وللمرة الأولى على صعيد الأبحاث في هذا المجال، أشارت الدراسة إلى أن الشعاب المرجانية محاطة بسحابة من الجزيئات التي تتركز بشكل متنوع حول المرجان، وتساعد على تكوين تجمعات بكتيريا الميكروبيوم التي تعيش على سطحه. وتكمن أهمية نتائج هذا البحث في تأثيرها الواسع النطاق، حيث ترتبط تجمّعات هذه البكتيريا بشكل وثيق مع الحالة الصحية للشعاب المرجانية حول العالم سواء من ناحية سلامتها أو إصابتها بالأمراض.
ومن خلال فحص عينات تم جمعها من 18 مستعمرة للمرجان تتوزع على امتداد ساحل أبوظبي، اكتشف الباحثون المشاركون في الدراسة أن مرجان "أكروبورا" (Acropora) والمرجان المخي الأخدودي (Platygyra) يحتويان على بكتيريا وجزيئات أيضية على سطحهما، والتي تختلف في طبيعتهما عن أنماط البكتيريا المنتشرة في المياه المحيطة. وتم تحديد هذه الجزيئات على أنها جاذبات كيميائية ومضادة للبكتيريا، أو جزيئات ناقلة للإشارة، ما يشير إلى قدرتها على المساهمة في تكوين تجمعات البكتيريا على أسطح المرجان. وتوضح نتائج الدراسة وجود جزيئات محددة من نواتج عمليات الأيض حول الشعاب المرجانية والتي يمكنها أن تساعد في الاستفادة من البكتيريا المفيدة أو الحماية من البكتيريا الطفيلية.
وعلاوة على ذلك، اكتشف الباحثون وجود سمات محددة للجزيئات الأيضية على سطح المرجان لتحديد مدى سلامته أو إصابته بأمراض تُنذر بتحوله إلى اللون الأبيض، وهو اكتشاف يمكن أن يساعد في التكهن بإمكانية إصابته بالأمراض.