كشفت جامعة نيويورك أبوظبي عن  تفاصيل البرنامج الدراسي المكثف السنوي لشهر يناير 2018، والذي يتيح أمام طلاب الجامعة فرصة استكشاف المجتمعات والثقافات من خلال تجربة تعليمية تفاعلية تمتد لثلاثة أسابيع، ويشكل حلقة وصل تعزز ارتباط الطلاب بدولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من الوجهات العالمية الأخرى، ومنها فلورنسا ونيويورك وشانغهاي وغيرها. 

ويهدف هذا البرنامج التعليمي الفريد من نوعه إلى توسيع المدارك الفكرية للطلاب ودفعهم للتعلم خارج حدود جدران قاعات الفصول الدراسية؛  بما يسهم في دمج أساليب التعلم التجريبي، ويشكل كذلك حلقة الوصل التي تعزز ارتباط الطلاب بالمفاهيم المعاصرة في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط ومختلف الوجهات العالمية الأخرى. ويشرف على الدورات التعليمية عدد من أشهر الباحثين والكتّاب والفنانين والصحفيين والمحللين السياسيين فضلاً عن أساتذة متميزين من جامعة نيويورك؛ ليتعلم الطلاب المشاركون في البرنامج بشكل مباشر كيف يتغير العالم الذي نعيش فيه يومياً، ويختبرون التنوع الكبير الذي تتمتع به شبكة جامعة نيويورك العالمية.

ويقدم برنامج دراسات فترة يناير لعام 2018 أكثر من 80 دورة تعليمية لطلاب جامعة نيويورك أبوظبي عبر 23 دولة، ويركز على العالم العربي وخارجه؛ ومن بين الدورات التعليمية: الإبلاغ عن الكوارث قبل وقوعها لإنقاذ الأرواح؛ اللهجات العربية: اللهجة المحلية الإماراتية؛ الأطفال والشباب والتنمية المستدامة للمدن العالمية؛ لغة الأعمال؛ والأرستقراطيين وغيرها من الدورات الدراسية المتخصصة، والتي تم تصميمها جميعا بحيث يتوجه الطالب بتركيزهم إلى خارج قاعات الجامعة لاكتساب خبرات ميدانية بهدف تعزيز تواصلهم مع البيئة المحيطة. 

وتعليقاً على ذلك، قالت كارول براندت، نائب عميد التعليم العالمي والتوعية بجامعة نيويورك أبوظبي: "يعد البرنامج الدراسي المكثف لشهر يناير مختبر تعليمي وتربوي فريد من نوعه، يسهم فيه عدد من أبرز أساتذة الجامعة، حيث يشهد البرنامج الذي يتم إعداده بدقة جهود الطلاب في سبيل تطبيق النظريات على أرض الواقع من خلال أبحاث مكثفة وزيارات ميدانية. يتعلم الطلاب من خلال البرنامج قراءة مختلف البيئات الطبيعية والإنسانية سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو المنطقة أو العالم بأسره، وذلك كله كجزء من العملية التعليمية التي يخوضونها في الجامعة."

وستركز دورة "الإبلاغ عن الكوارث قبل وقوعها لإنقاذ الأرواح"، التي تشرف عليها محررة جريدة "نيبالي تايمز" كوندا ديكسيت، على الارتقاء بدور وسائل الإعلام من الاقتصار على تغطية الكوارث بعد وقوعها إلى إطلاق التحذيرات المبكرة للكوارث التي من المؤكد وقوعها. ويمكن لذلك أن يكشف ببطئ عن حالات الطوارئ مثل التغيرات المناخية، أو الأحداث المفاجئة مثل الزلازل. وسيتم تنظيم الدورة التعليمية لتتضمن زيارة ميدانية إلى نيبال حيث يتمكن الطلاب من مراقبة آثار التغيرات المناخية وتبعات الزلزال الذي ضرب المنطقة في عام 2015، وتحليل آلية التغطية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الدولية، والتحدث إلى علماء المناخ والزلازل وكتابة مقالات صحفية ستكون بمثابة أمثلة جيدة على الإبلاغ عن الكوارث قبل وقوعها.

ويقدم أستاذ أول اللغة العربية ناصر إسليم، دورة "اللهجات العربية: اللهجة المحلية الإماراتية" التي تستكمل البناء على معرفة الطلبة المسبقة باللغة العربية الفصحى، وفي ذات الوقت تعرفهم بالملامح الفريدة للهجة المحلية الإماراتية. وتقام الدورة بمدينة العين، حيث يلتزم الطلاب بالتحدث باللغة العربية فقط طوال مدة الدورة التي تمتد لثلاثة أسابيع، ما يمنحهم فرصة  المزج بين اللغة العربية الفصحى مع اللهجة الإماراتية وذلك خلال إقامتهم مع العائلات الإماراتية في مدينة العين، مما يجعل هذه الدورة بوابة للتعرف على الحياة الاجتماعية والثقافية، والتراث العربي الخاص بمنطقة الخليج.

 وتركز دورة "الأطفال والشباب والتنمية المستدامة للمدن العالمية"، والتي يقدمها هيروكازو يوشيكاوا، أستاذ العولمة والتعليم في جامعة نيويورك شتاينهاردت والأستاذ بجامعة نيويورك ونائب مدير مركز "جلوبال تايز فور تشيلدرن" بجامعة نيويورك، والذي ساعد في وضع أهداف التنمية المستدامة، على هدف جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة. وستتطرق هذه الدورة التعليمية إلى الابتكارات العالمية في مجال تعزيز استدامة المدن للأطفال والشباب الذين يمثلون مستقبل المجتمعات المستدامة؛  فضلاً عن استعراض الابتكارات الحضرية في مجال الاستدامة. وسيتيح العمل الميداني في الهند فرصاً متميزة لمراقبة البرامج وعقد الاجتماعات مع موظفي المؤسسات غير الحكومية وغيرهم من قادة المناطق الحضرية، مع استكمال المناقشات الطلابية. 

وستلعب دورة "لغة الأعمال"، التي يقدّمها الدكتور فرانك لونتز، مستشار السياسات الأمريكي وخبير استطلاعات الرأي، دوراً مهماً في تعريف الطلاب بالآلية الفاعلة لتحديد وتطبيق لغة الأعمال وأساليب الاتصالات في ظروف حقيقية. وستركز هذه الدورة التعليمية على دراسة وشرح الكلمات والسمات البصرية ومقاطع الفيديو التي من شأنها تغيير الطريقة التي يفكر بها الناس، وأساليبهم المعتمدة للتفاعل والتصرّف. وستتضمن الدورة زيارات رموز دبلوماسية رائدة، منهم سعادة يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة. ومع التركيز على التفاعل بين الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، ستتطرق الدورة التعليمية لاستكشاف الإشارات اللفظية والبصرية التي تحدد ملامح الاتصالات المؤسسية والرأي العام. وسينصبّ التركيز على الأسس العملية، وقواعد الاتصالات العامة في الحياة الواقعية والعالم الحقيقي - مع دراسات حالة حديثة. وستتسم الدورة التعليمية بقدر كبير من التفاعل والمعلومات، وتتضمن عروضاً تقديمية لنخبة من الخبراء العالميين كل في مجاله.

ويقدم كانشان تشاندرا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك، دورة "الأرستقراطيين" التي تعتمد على التاريخ والعلوم السياسية وعلم الإنسان والأدب لمحاولة الإجابة عن بعض التساؤلات مثل: كيف تنوّعت مصائر الأرستقراطية بعد تأسيس الديمقراطية؟ وكيف تؤثر هذه الثروات المتفاوتة على السياسات الديمقراطية؟ وسيركز النصف الأول من الدورة التعليمية في أبوظبي على الأسئلة المفاهيمية والنظرية، وإجراء مقارنة بين المملكة المتحدة، وزامبيا، واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب آسيا والشرق الأوسط. وسيتضمن النصف الثاني من الدورة ندوة في الهند، حيث شهدت الأرستقراطية تراجعاً سياسياً كبيراً دون أن يؤدي إلى اختفائها، لتعود إلى الظهور مجدداً في الآونة الأخيرة.

ومن جانبه، قال ريتشارد هيندلر، الأستاذ قانون الأعمال المشارك بجامعة نيويورك ستيرن: "تتيح طبيعة برنامج دورة يناير المكثفة للطلاب فرصة التفاعل بشكل معمق في الموضوعات التي يدرسونها والمواد التي يتناولونها كجزء من دراستهم. وهذا العمق لا يسهم فقط في الاستكشاف الشامل للموضوعات التي اختارها الطلاب، بل كذلك يساعدهم على التعرف على الدراسة العملية وما تتضمنه من منحنى مختلف عن الدراسة النظرية. ويوفر البرنامج المكثف أيضاً منصة يتعاون من خلالها الطلاب بشكل وثيق مع أساتذتهم داخل وخارج قاعات الدراسة." ومن المقرر أن يقدم ريتشارد إحدى دورات برنامج شهر يناير المكثف، وهي دورة "القانون في ريادة الإعمال" التي تهدف إلى إعداد الطلاب للتعامل مع الطبيعة المترابطة لمؤسسات الشركات الناشئة العالمية والبيئة القانونية المحيطة بذلك.

يمكن الاطلاع على المجموعة الكاملة من دورات برنامج دراسات فترة يناير على الموقع الإليكتروني لجامعة نيويورك أبوظبي هنا.