أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي عن منح شركة "إنتل" الأمريكية العملاقة المتخصصة بمجال التكنولوجيا منحة مالية بقيمة 300 ألف دولار أمريكي لأحد بحوث الجامعة الرائدة في مجال الأمن السيبراني على مدى 3 سنوات. ويهدف البحث الذي يقوده أوزجور سنان أوغلو، العميد المساعد لكلية الهندسة بالجامعة، إلى اكتشاف طرق جديدة لتنفيذ عمليات اختبار آمنة على الشرائح الإلكترونية وإعدادها من قبل الشركات والمصنعين من الأطراف الثالثة.
ويتيح هذا البحث لشركات التكنولوجيا إمكانية تشفير البيانات الأمنية الهامة، مثل الأرقام المتسلسلة للشرائح الإلكترونية، وذلك باستخدام مفتاح سري يتم تحميله على كل شريحة على حدة. وبمجرد تشفير تلك البيانات، يمكن للشركات من الأطراف الثالثة اختبار وإعداد كل شريحة إلكترونية قبل بيعها للعملاء، ولكن دون أن تتمكن من الوصول إلى البيانات الأمنية المهمة.
واستناداً إلى نتائج هذا البحث، سيكون بمقدور مصممي الأجهزة ضمان عدم قدرة المهاجمين تطبيق الهندسة العكسية على أي من الشرائح التي يقومون بتصنيعها، وما يتيح للمستخدمين المصرح لهم فقط بالوصول إلى المعلومات على تلك الشرائح. بالإضافة إلى ذلك، يهدف البحث الذي يقوده أوزجور إلى إبراز الجدوى التجارية للعملية الجديدة عبر تقييم تقنيات التشفير منخفضة التكلفة وتعزيز دمجها ضمن سلسلة التوريد الخاصة بالشرائح الإلكترونية.
ويأتي الدعم المالي الذي توفره شركة ’إنتل‘ في أعقاب البحث الذي أجراه أوزجور وفريقه في ’مختبر التصميم والتميز‘ بجامعة نيويورك أبوظبي، والذي أفضى إلى إنتاج أول شريحة إلكترونية غير قابلة للاختراق على مستوى العالم. وتم الإعلان عن هذه الشريحة للمرة الأولى العام الماضي، وقد شكل ذلك اكتشافاً علمياً مهماً في مجال الأمن السيبراني.
يعد تطوير عملية التشفير الجديدة نقلة نوعية في مجال تصنيع وإنتاج الشرائح الإلكترونية. ويشكل الاعتراف الواسع الذي حصل عليه هذا المشروع حتى الآن مصدر فخر للفريق البحثي في ’مختبر التصميم والتميز‘. ويمثل الدعم القوي الذي توفره شركة ’إنتل‘ دليلاً واضحاً على الإمكانات الكبيرة التي ينطوي عليها هذا المشروع في مجال الأمن السيبراني وتأثيره على سلسلة التوريد الخاصة بالشرائح الإلكترونية. كما يبرهن على الجهود الحثيثة التي يبذلها فريقنا البحثي، ويسلط الضوء على الأبحاث المهمة التي تضطلع بها جامعة نيويورك أبوظبي. وأنا أتطلع قدماً للتعاون مع ’إنتل‘ في هذا المشروع المتميز.
ويعد ’مختبر التصميم والتميز‘ في جامعة نيويورك أبوظبي إحدى المراكز العلمية الرائدة في مجال الأمن السيبراني، حيث يقوم بتزويد المؤسسات الصناعية والأوساط الأكاديمية بمعلومات معمقة حول سبل تعزيز أمن وسلامة الأنظمة الحاسوبية. ولا تعود هذه المشاريع بالنفع على مصممي منتجات تكنولوجيا المعلومات ومصنعيها فحسب، وإنما على مستخدمي هذه المنتجات والخدمات والتي تضم شرائح إلكترونية، مثل السيارات والطائرات والهواتف الذكية والأجهزة الطبية.