أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي عن عزمها تخزين مجموعة من أهم البيانات العلمية التي يجري جمعها عبر المراصد الفضائية، وذلك لدى المركز الوطني للبيانات بالجامعة، والذي يعد أول موقع في دولة الإمارات العربية المتحدة يعمل على تخزين وأرشفة ومعالجة مجموعة منتقاة من أهم البيانات العلمية المُرسلة من مختلف المهمات الفضائية.
وسيعمل المركز على تخزين نتائج الرصد الخاصة بـ "مرصد ديناميكا الشمس" ومهمة "كيبلر" الفضائية، والتي تنطوي على أهمية كبيرة فيما يتعلق بإجراء أبحاث الفيزياء الشمسية والفلكية. وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد قامت بإتاحة هذه البيانات العلمية للاستخدام والاطلاع العام كجزء من سياستها، ولكن تبقى الحاجة قائمة للاستعانة بالبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة بغرض تحليل هذه البيانات محلياً.
وبالإضافة إلى ذلك، سيعمل "المركز الوطني للبيانات" على إيجاد قدرة استيعابية ملائمة لتوفير الدراسات السابقة لمهمات الفضاء المرتبطة بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (المقرر إطلاقه عام 2020)، والمسبار "سولار أوربيتر" والقمر الصناعي TESS (المقرر إطلاقهما عام 2019). كما يتمثل أحد أهم أهداف المركز طويلة الأمد في التحضير والاستعداد لمهمة "بلاتو PLATO"، التي أقرتها وكالة الفضاء الأوروبية في يونيو 2017، ومن المقرر أن تنطلق في العام 2026.
وسيحمل "بلاتو PLATO" على متنه 26 تليسكوباً بهدف إجراء بحث فضائي واسع النطاق عن كواكب صالحة للحياة ومشابهة للأرض خارج مجموعتنا الشمسية، وذلك بغرض استكشاف كواكب مشابهة للأرض تدور حول نجوم مشابهة لشمسنا وتبعد عنها مسافة ملائمة لتسمح وجود الماء على سطحها، الأمر الذي يعطي إشارة مهمة لكون هذه الكواكب صالحة للحياة.
وستزود وكالة الفضاء الأوروبية مجموعة من مراكز البيانات في العالم بنتائج الرصد الخاصة بمهمة "بلاتو PLATO"، بما فيها "مركز البيانات الوطني" في دولة الإمارات، وذلك بهدف تقديم المساعدة للعلماء المتخصصين في البحث حول إمكانية وجود كواكب أخرى في الفضاء مشابهة لكوكبنا.
وبهذا الصدد، قال شرافان هاناسوج، الباحث الرئيسي الشريك لدى "مركز علوم الفضاء" في جامعة نيويورك أبوظبي: "لا يمكن لعلوم الفضاء أن تتقدم دون الاستعانة بتقنيات المقاييس عالية الجودة. وتساعد المراصد الفضائية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في تقديم بيانات قيمة يمكن استخدامها لإحراز العديد من الإنجازات العلمية الهامة. ونحن نأمل أن تساعد سهولة الوصول إلى هذه البيانات في دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم أبحاث علوم الفضاء في المنطقة".
وغالباً ما تتوفر البيانات الفضائية للاستخدام والاطلاع العام عبر شبكة الإنترنت، لكنها تتطلب وجود بنية تحتية وتقنيات حاسوبية عالية المستوى ليجري الوصول إليها وتحليلها عن بعد. وسيتيح مخزّن البيانات المحلي ضمن جامعة نيويورك أبوظبي تسهيل الوصول إلى مجموعات البيانات، والتي قد تبلغ أحجاماً كبيرة للغاية تصل إلى عدة تيرابايت من البيانات. كما يسعى "مركز علوم الفضاء" لاستضافة ورش عمل دورية للمستخدمين المهتمين بتعلم كيفية الوصول واستخدام هذه القواعد. وإلى جانب ذلك، سيساعد وجود الخبراء المحليين في التعامل مع متطلبات التحميل الخاصة مثل التراكيب غير المألوفة والنسخ ذات البيانات التفصيلية.
ومن المقرر أن يبدأ العمل ضمن "المركز الوطني للبيانات" عام 2018، ويتطلع الباحثون في جامعة نيويورك أبوظبي قدماً للتعاون مع المؤسسات والمعاهد الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز وصول المستخدمين إلى قواعد البيانات تلك.