تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله)، وبحضور الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سمو الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية، أطلقت جامعة نيويورك أبوظبي اليوم دراسة "مستقبل صحي للإمارات"، حيث كشف باحثي جامعة نيويورك أبوظبي و المركز الطبي بجامعة نيويورك عن سعيهم إجراء الدراسة الأولى من نوعها والتي تهدف لبناء مستقبل صحي أفضل بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيتم إجراء الدراسة بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين في أبوظبي، منهم مستشفى زايد العسكري وشركة أبوظبي للخدمات الصحية ومدينة الشيخ خليفة الطبية وبنك الدم في أبوظبي وبنك الدم الإقليمي في العين وجامعة الإمارات وجامعة زايد وجامعة خليفة. ومن المقرر أن يشارك بالدراسة 20 ألف متطوع من مواطني دولة الإمارات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً.
وتُعد دراسة "مستقبل صحي للإمارات" دراسة علمية تسعى إلى تمكين مجموعة واسعة من العلماء والباحثين المختصين من فهم الأسباب الأساسية وراء أكثر العوامل المؤثرة على الصحة العامة في الوقت الراهن. وتهدف الدراسة إلى تحديد العوامل المسببة لتسجيل سكان دولة الإمارات واحداً من أعلى معدلات الأمراض المتعلقة بنمط الحياة في العالم، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري.
وسيتمكن المهتمين بالمشاركة في الدراسة من التسجيل من خلال زيارة مراكز التقييم الخاصة بالدراسة، وهي بنك الدم في أبوظبي وبنك الدم الإقليمي في العين. وعقب التسجيل في الدراسة، ستتم متابعة صحة المشاركين على مدار عدة سنوات، من خلال مجموعة من الاستبيانات عبر الانترنت بالإضافة لزيارات إلى مراكز التقييم الطبية الخاصة بالدراسة. كما سيتم جمع عينات وإجراء عدد من الفحوص الخاصة بهدف تجهيز مجموعة شاملة من البيانات، وستجرى المتابعة بشكل دوري بغرض دعم إجراء دراسة طويلة المدى وتحقيق أعلى درجات الكفاءة البحثية. كما ستتضمن الدراسة البحث في عدد من العوامل المهمة مثل نمط الحياة والمورثات الجينية والبيئة.
وبهذا الصدد، قال الدكتور راغب علي، مدير فريق البحث لدراسة ’مستقبل صحي للإمارات‘، ومدير أبحاث الصحة العامة في جامعة نيويورك أبوظبي: "تعد دراسة مستقبل صحي للإمارات هي المرة الأولى التي تتاح لنا فيها الفرصة لفهم أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السمنة والسكري والقلب في دولة الإمارات. وبناء على نتائج الدراسة، سنسعى إلى إيجاد حلول للوقاية من تفشي هذه الأمراض في المستقبل."
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالله النعيمي، رئيس قسم الأمراض الباطنية واستشاري أمراض القلب في مستشفى زايد العسكري: "ستساعدنا هذه الدراسة على ضمان نمط حياة صحي أفضل للأجيال المستقبلية بدولة الإمارات. إن هذه المبادرة غاية في الأهمية وتعد أحد مفاتيح بناء مستقبل صحي للمجتمع الإماراتي."
ومن المتوقع أن تلعب هذه الدراسة التي تم التحضير لها منذ عام 2014 دوراً مهماً كمنصة عالمية للمعلومات العلمية والبحثية، لما تضمه من جهوداً كبيرة تهدف لبناء مستقبل أكثر صحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.