احتفلت جامعة نيويورك أبوظبي اليوم بتخريج الدفعة الثالثة من طلابها حيث تم تسليم الشهادات لـ 135 طالباً من 59 دولة تميزوا بإنجازاتهم، وشغفهم الفكري، وروح المبادرة التي يتحلون بها. وقد أقيم الحفل في حرم الجامعة على جزيرة السعديات بأبوظبي بحضور حوالي 1,300 شخص وتحت إشراف كل من أندرو هاملتون، رئيس جامعة نيويورك، وألفريد بلوم، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي.
ومنحت الجامعة سعادة يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، جائزة القيادة العالمية نظراً لجهوده في دعم الجامعة وسعيه إلى تحقيق بيئة عالمية مسؤولة، وعادلة، وسلمية. وألقى سعادته كلمة أمام الخريجين، وأعضاء هيئة التدريس، والزملاء، وكبار الشخصيات الحاضرة، ومن بينهم سعادة خلدون المبارك عضو مجلس أمناء جامعة نيويورك، مطالباً الخريجين بتبني القيم الإماراتية، قائلاً: "لقد جئتم إلى هنا من كل أرجاء العالم، وكانت دولة الإمارات وطناً لكم خلال السنوات الأربع الماضية، وأؤكد أنها ستبقى دائماً وطناً لكم. وأينما ذهبتم بعد تخرجكم، اتخذوا من هذا المجتمع ومن الدروس التي تعلمتموها هنا بوصلةً تهديكم السبيل في كل الأوقات. لقد أصبح عالمنا أكثر ترابطاً وتداخلاً، وأنتم خير مثال على ذلك."
وأضاف العتيبة: "اليوم ستحملون معكم مسؤولية الدفاع عن القيم التي اكتسبتموها هنا، وهي ذات القيم التي ستقود دفة هذا العالم نحو المزيد من التقدم، وهي التفكير الابتكاري، والتسامح، واحترام الآخر، وحسن التعايش، وثقافة الأمل. وإذا ما سنحت لكم الفرصة للمشاركة في إرساء قواعد المستقبل بناء على تلك المبادئ، فستتمكنون من قيادة هذا العالم في الاتجاه الصحيح، بل وأكثر من ذلك، ستكتبون الفصل التالي من تاريخ البشرية."
وقال أندرو هاملتون، رئيس جامعة نيويورك: "تجسد جامعة نيويورك أبوظبي المعنى الحقيقي للانفتاح، وإتاحة الفرص، والتفاؤل في ظل عالم هو بأمسّ الحاجة إلى هذه القيم. سواء كنتم تخططون للبقاء في أبوظبي بعد التخرج أو الانتقال إلى مكان آخر، فأنتم ستخوضون رحلة جديدة وشيّقة. وكخريجي جامعة نيويورك أبوظبي، فأنتم على أتم الجاهزية للتألق وإحداث تأثير في أي محيط تتواجدون فيه."
ومن جهته، قال ألفريد بلوم، نائب رئيس جامعة نيويورك ابوظبي: "في ظل عالمنا المترابط، يتحتم على المؤسسات التعليمية تثقيف الطلاب ليس فقط من خلال تزويدهم بالأسس التحليلية والفكرية والأخلاقية، التي تعد العناصر الأساسية التقليدية للتعليم الجامعي الممتاز، إنما أيضاً يتوجب عليها تطوير قدرتهم على حل وبناء جسور التفاهم والتواصل والأهداف المشتركة عبر هذا العالم المفكك. وإذا لم تتمكن المؤسسة التعليمية من تعزيز هذه القيم التي تعد شرطاً أساسياً للتعاون والسلام العالمي، فإنه من غير المحتمل أن تقوم أي مؤسسة اجتماعية أخرى بذلك. ونحن فخورون للغاية بتخريج طلاب يتمتعون بهذه الصفات ويوظفونها في المناصب القيادية التي سيشغلونها في المستقبل."
وخلال الحفل، تم تقديم جائزة الخريج المتميز لمعالي شمة بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، تقديراً لمساهماتها البارزة في المجتمع ودعمها المستمر للجامعة، وقد كانت معاليها ضمن الدفعة الأولى من خريجي جامعة نيويورك أبوظبي.
بدورها، قالت معالي شمة المزروعي: "كوني خريجة جامعة نيوريورك أبوظبي، فبإمكاني أن أجزم بكل ثقة أن خريجي هذه الجامعة قادرون على التحدي، والتكيف، وإنهاء ما بدأوه بنجاح، وهم قادرون أيضاً على استيعاب الواقع، والإيثار من أجل سعادة الآخرين. إنّ أكثر ما يميز خريج جامعة نيويورك أبوظبي، أنه لا يبرح حقل التعلم ولا يترك ميدان العمل ورحلة التساؤل والاستكشاف."
وخلال فترة الأربع سنوات، نجح خريجو دفعة عام 2016 في المجالين الأكاديمي واللامنهجي. وتشمل أبرز إنجازاتهم الأكاديمية الحصول على منحة "رودس" الدراسية، ومنحة "فولبرايت" الأمريكية التي تُمنح للطلبة المتميزين، ومنحة "ينشينغ" من أكاديمية ينشينغ بجامعة بكين، وجائزة خدمة رئيس جامعة نيويورك. وقد أجرى الخريجون أيضاً أبحاثاً عالمية المستوى، وقاموا بمئات الدورات التدريبة في أبرز شركات العالم، وقاموا بابتكار أعمال فنية ومسرحية ذات أهمية على الصعيد الإقليمي.
وتوجهت ليان أبو ياسين (21 عاماً) التي حصلت على شهادة في علم الاقتصاد إلى زملائها الخريجين قائلة: "كانت رحلتنا في جامعة نيويورك أبوظبي رحلة فريدة من نوعها. فقد سافرنا، وتعلمنا، وعشنا. نحن كبرنا لكي نصبح مهندسين يدركون كيفية التصرف، وعلماء يكتبون الموسيقى، وفنانين يعرفون كيف يقومون بتجارب في المختبر. نحن نترك جامعة نيويورك أبوظبي مستعدين للسير في جميع الاتجاهات وإيجاد طريقنا. تخطت تجاربنا المشتركة حدود البلدان والثقافات وستساعدنا على إحداث تغيير حقيقي في العالم."
وكخطوة قادمة، سيلتحق العديد من الخريجين بكليات دراسات عليا حيث تم قبولهم لاستكمال مسيرتهم العلمية في تخصصات متعددة تشمل الفيزياء النظرية، والقانون، والكتابة الإبداعية، والاقتصاد، والهندسة، والعلاقات الدولية، واللغة العربية، وعلم الاجتماع، والطب الحيوي من مؤسسات عالمية بما في ذلك جامعة كامبريدج، وأكسفورد، وكلية لندن الجامعية، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة براون، ومعهد كاليفورنيا للفنون، والمعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، وجامعة كولومبيا، ومدرسة ستوكهولم للاقتصاد، وكلية الفن بمعهد شيكاغو.
ومن جهة أخرى، سيبدأ العديد من الطلاب الآخرين بمسيرتهم المهنية، حيث سيبقى حوالي ثلث العدد في دولة الإمارات، في حين سيسافر الآخرون إلى دول العالم بهدف الاستفادة من المنح التعليمية، والعمل في شركات ناشئة مبتكرة، ومؤسسات مالية كبرى، ومعارض فنية، وشركات بحوث اجتماعية.
ومن جهته، قال الطالب الإماراتي شخبوط الكعبي (23 عاماً) الذي حاز على شهادة بكالوريوس في الدراسات السينمائية والإعلام الحديث والعلوم السياسية: "لا أزال أذكر يومي الأول في جامعة نيويورك أبوظبي، كنت أشعر بأنني شخص غريب على الرغم من أنني من أبوظبي. كان شعوراً لم أعهده من قبل في البداية، ولكن سرعان ما بدأت أشعر بأن هذه الجامعة الجديدة هي منزلي؛ وزاد هذا الشعور يوماً بعد يوم، ولم يكن السبب في ذلك المبنى أو الجامعة فقط إنما أيضاً الناس الذين التقيت بهم كأعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والموظفين، وحتى حراس الأمن الأعزاء. سأشتاق فعلاً لهذا المكان، أو يمكنني القول، لهذا المنزل."
ولمعرفة المزيد عن دفعة خريجي عام 2016، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: nyuad.nyu.edu/class2016