احتفلت جامعة نيويورك أبوظبي اليوم بتخريج الدفعة الثانية من طلابتها حيث تم تسليم الشهادات لـ 141 طالباً من 53 دولة. وقد أقيم الحفل في حرم الجامعة على جزيرة السعديات بأبوظبي بحضور كلاً من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم راس الخيمة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وتحت إشراف كلاً منجون سيكستون رئيس جامعة نيويورك والدكتور ألفريد بلوم نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي.
وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات، كلمةً أمام الخريجين فيما منحته الجامعة جائزة القيادة العالمية، تكريماً لإلتزامه المتميز ودعمه للجامعة والمجتمع، قال فيها: "مهما كانت أهدافكم المقبلة، ومهما كانت المجالات التي ستستثمرون معارفكم فيها، فلا شك أنكم جميعاً وُفقتم في الاستفادة من هذه التجربة التعليمية الاستثنائية في جامعة نيويورك أبوظبي، والإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث مجتمعنا الذي يستقبل أفضل الكفاءات من حول العالم، من الذين تتوفر لديهم الرغبة القوية في المساهمة في تطوير عالمنا على أسس التنافسية المعرفية العالمية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. وها أنتم اليوم أكثر حكمة ومعرفة، ونحن على ثقة أن ما اكتسبتموه من معارف سيصب في صالح المجتمع الدولي. أنتم تدركون جيداً مدى الترابط الذي يعيشه عالمنا اليوم، وقد نجحتم في مساعدة بعضكم البعض لتحقيق المزيد من التقدم."
كما حضر الحفل سعادة باربرا ليف، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الدولة.
وخاطب رئيس الوزراء البريطاني السابق، السيد غوردون براون، خريجي عام 2015 في كلمة خاصة أثنى فيها على أعضاء هيئة التدريس والزملاء وكبار الشخصيات الزائرة، قائلاً: "إن الطلبة الذين أراهم اليوم، هم قادة الغد، من علماء، ومهندسين، وأطباء، وممرضين، وسياسيين، وفلاسفة وأكاديميين. والقيادة هنا لا تعني أن تأخذ فقط، وإنما أن تعطي، وهي أيضاً لا تتعلق بإعطاء الأوامر للناس، وإنما بإقناعهم. وهدفكم كقادة يجب أن يكون إقناع الناس أن هناك قضايا كبرى عليهم مناصرتها معكم."
وأضاف براون: "من واقع خبرتي، فستجدون أن السعادة الحقيقية لا تكمن في متع الحياة، وإنما في مساعدة الآخرين بتواضع. ومن خبرتي أيضاً، أنكم ستجدون الرضا الحقيقي، ليس في الانغماس الذاتي في متع الحياة، وإنما في الحياة الطويلة التي تقضونها في خدمة مجتمعاتكم. ومن خبرتي أيضاً، أن قوتكم لن تتمثل في أن تكونوا أفضل من الآخرين، أو تنتصروا عليهم، وإنما في إخضاع رغباتكم الشخصية لصالح قضية كبرى في الوقت الذي تعيشون فيه."
وبهذه المناسبة، قال رئيس جامعة نيويورك السيد سيكستون: "قبل أربع سنوات، تعهّد هؤلاء الطلاب بالعمل من أجل ريادة نموذج جديد للتعليم والانضمام إلى مؤسسة حديثة العهد لم يتخرج منها أي طالب بعد. لكن النجاحات الباهرة التي توّجت رحلة الخريجين من شبان وشابات اليوم وهذه المجموعة الرائعة من الرواد والمواطنين من مختلف أنحاء العالم تقف دليلاً ساطعاً على جاهزية هذ العالم لتقبل مفهوم تعليمي عالمي جديد مستوحى من النموذج التي تقدمه جامعة نيويورك وجامعة نيويورك أبوظبي. ونيابة عن أعضاء هيئة التدريس وموظفي هذه المؤسسة العظيمة، أتقدم بأحر التهاني القلبية وأطيب التمنيات لجميع خريجينا... نحن حقاً نفخر بكم."
من جهته، قال الدكتور بلوم: "لقد انضم طلاب دفعة 2015 إلى هذه المؤسسة المرموقة في بداية عامها الثاني. وينتظرهم التحدي الكبير المتمثل في تحويل طاقاتهم الإبداعية وطموحاتهم إلى مؤسسة قادرة على تجديد طاقتها باستمرار والحفاظ على قوتها في مجال الابتكار وترجمة تطلعاتها التأسيسية في قرن عالمي مميز. واليوم، يمكنني أن أقول وبكل فخر أن دفعة 2015 قد تجاوزت كل توقعاتنا مهما علا سقفها. وفي فترة وجيزة من الزمن تمكن هؤلاء الطلاب من خلال إخلاصهم ومثابرتهم الأكاديمية وإبداعهم وطاقاتهم الخلاقة من تحقيق التميز وإبراز مواهبهم الفردية والجماعية وكذلك ترسيخ مكانة جامعة نيويورك أبوظبي المتميزة في المشهد التعليمي على مستوى المنطقة والعالم. "
وخلال سنواتهم الدراسية الأربع، نجح طلاب هذا العام بتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم الأكاديمية واللامنهجية على حد سواء. وتشمل أبرز إنجازاتهم الأكاديمية الحصول على منحتي رودس ومنحة برنامج فولبرايت الأميركية ومنحة لويس دريفوس – ويدنفلد الدراسية وبرنامج القيادة ومنحة وليام بيركلي إلى جانب التكريم في مسابقة Global Debate Challenge في جامعة نيويورك وميدالية خدمة رئيس جامعة نيويورك.
وعلى المستوى الجماعي، تم قبول طلاب دفعة 2015 في أكثر من 70 برنامج ماجستير ودكتوراه في تخصصات عديدة تشمل الفيزياء الفلكية والرقص والاقتصاد والهندسة والكيمياء النووية والأدب وعلم النفس والعمل الاجتماعي وعلم أمراض النطق وكليات الطب والقانون بما في ذلك جامعة هارفارد ومدرسة لندن للاقتصاد وجامعة نيويورك وجامعات أكسفورد وبرينستون وستانفورد وييل. وقد حصل العديد من الطلاب المتخرجين على عروض عمل من شركات محلية وعالمية معروفة ومؤسسات حكومية منها: ديوان ولي العهد في أبوظبي وشركة "AECOM" و"جي وولتر طومسون" و"سيتي بانك" و"جونسون آند جونسون" وغيرها.
وقال الطالب الإماراتي هامل القبيسي (21 عاماً) والذي حصل على شهادة في العلوم السياسية، وهو أحد الطالبَيْن الحائزَيْن على منحة رودس لمتابعة دراستهما في جامعة أكسفورد: "لم يكن اختياري لجامعة نيويورك أبوظبي قراراً صعباً لأني آمنت برؤيتها التعليمية وأيقنت فائدة المفهوم المبتكر الذي يجمع الطلاب من جميع أنحاء العالم – حالياً أكثر من 100 جنسية – ليعيشوا في تناغم تام وينهلوا العلوم والمعارف معاً. واليوم، بعد أربع سنوات، أثبتت جامعة نيويورك أبوظبي أننا عندما نأخذ زمام المبادرة لنتعلم من بعضنا البعض ونستمع إلى آراء أقراننا وتطلعاتهم واهتماماتهم وأحلامهم، حتماً سنكسب المعرفة والخبرة ونتجنب اللجوء إلى الصراع والتناحر كوسيلة وحيدة لمعالجة القواسم التي تفرّق الشعوب. "
وقال موهيت ماندال (22 عاماً) الذي تخرج بشهادة في الأبحاث الاجتماعية والسياسة العامة: "على مدى السنوات الأربع الماضية تلقيت تجربة تعليمية متنوعة أثرت معارفي بطرق لا تعد ولا تحصى فقد تعلمت من أصدقائي، ومن خلال الاستماع للآخرين وعبر السفر إلى أماكن جديدة وتجربة أشياء جديدة. وقد استمتعت بهذه التجربة في جامعة نيويورك أبوظبي ولم أشعر أبداً بأن تحصيلي العلمي يقتصر فقط على مجال تخصصي فالكثير من التجارب التي حفرت في ذاكرتي عايشتها خارج الفصول الدراسية."
وقد قدمت جامعة نيويورك أبوظبي جائزتي القيادة العالمية خلال حفل التخرج. وإضافة إلى منحها لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، منحت الجائزة أيضاً للسيد براون، لجهوده في مجال تحسين فرص الأطفال في الحصول على تعليم مناسب في جميع أنحاء العالم.
يذكر أن جامعة نيويورك أبوظبي قد تأسست بناءً على شراكة وفهم متبادل بين جامعة نيويورك وإمارة أبوظبي. وباعتبارها أول جامعة للفنون الحرة الشاملة والعلوم في الشرق الأوسط يتم تشغيلها من الخارج من قبل جامعة بحثية أمريكية كبرى بالشراكة مع جهات حكومية محلية، نجحت جامعة نيويورك أبوظبي في توفير فرصة تعليم مميزة تمكن الطلاب من التفكير بشكل مبدع وخلاق وفهم المشاكل والقضايا الاجتماعية المعقدة وتطوير مهاراتهم القيادية وتحقيق كافة إمكاناتهم وطاقاتهم.