أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي بالتعاون مع مهرجان أبوظبي السينمائي عن برنامجها القادم "من نيويورك إلى أبوظبي" والذي سيعرض ثلاثة أفلام سينمائية لنخبة من مخرجي جامعة نيويورك هي الفيلم الوثائقي القصير "من بين الكثير" للمخرجة ليندا ميلز والفيلم الروائي القصير "العلامة المائية" لغايل سيغال والفيلم الروائي القصير "العودة إلى البحر" للمخرج ألكسيس غامبيس. ومن المقرّر أن ينطلق البرنامج يوم الأحد 26 أكتوبر في تمام الساعة السادسة مساءً ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي.
تستكشف ليندا ميلز، نائب مدير الجامعة للبرامج العالمية والحياة الجامعية بجامعة نيويورك في مدينة نيويورك، ومساعد نائب رئيس قسم التسجيل والمالية في جامعة نيويورك أبوظبي، الجوانب الدرامية العميقة لظاهرة العنف المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط والتوتّر الشديد السائد بين الطلاب اليهود والمسلمين في حرم الجامعات. ويتناول الفيلم علاقة غريبة وصادمة تجمع حاخاماً أرثوذكسياً بإمام مسلم وهما رجلا دين في جامعة نيويورك. ومن خلال زياراتاهم المتعددة إلى مجتمعات منكوبة، يعمل الشباب المتدينون من يهود ومسلمين معاً متغلبين على مشاعر التشدد والكراهية التي لطالما قسّمتهم. يقدم هذا الوثائقي القصير حكاية ملهمة ومفعمة برسائل الأمل في مواجهة صراع تاريخي عميق قد يكون من المستحيل تجاوزه.
وحول فيلمها "من بين الكثير"، قالت ميلز: "لقد تأثرت في عملي هذا بإقامتي وعملي في إمارة أبوظبي فقد أردت من خلال هذا العمل أن أكشف عن جمال وعمق هذه الصداقة اللااعتيادية وقدرتها الفريدة على إلهام الآخرين لتجاوز هذا الانقسام الذي قد يبدو محالاً في يومنا هذا. لقد تأثّرت بالطريقة التي تمكن من خلالها رجلا الدين من تجاوز الهوّة والالتقاء حول القواسم الإنسانية المشتركة ما جعلني أتوق لسرد هذه الرواية كي توفر نموذجاً يقتدى به في روح التآخي والقيم الإنسانية. ونظراً لتجربتي وارتباطي العميق بإمارة أبوظبي، كان حلمي أن يُعرض فيلم "من بين الكثير" في مهرجان أبوظبي السنيمائي واليوم أشعر بالفخر الكبير بتحقيق هذا الحلم."
ويروي فيلم "العلامة المائية" للشاعرة والمخرجة غايل سيغال، أستاذ مساعد الفنون بجامعة نيويورك في مدينة نيويورك وعضو هيئة التدريس في جامعة نيويورك أبوظبي، حكاية ثلاثة أشقاء فرنسيين يفرقهم الخلاف على إرث والدهم. إلا أن الإرث الذي يختلف عليه هؤلاء في هذه الحكاية هو نصيبهم من ذكرى هذا الأب فيسعى كل منهم لاكتشاف مسيرة هذا الأب والأثر الذي خلّفه. وخلال رحلتهم إلى صحراء الربع الخالي في الإمارات العربية المتحدة ترتفع حدة التوتر بين الأشقاء إلى حدّ تبادل الشتائم ثم فقدان مفاتيح السيارة إلى أن يضلوا طريقهم في عرض الصحراء.
وفي معرض تعليقها على تجربتها في فيلم "العلامة المائية" قالت سيغال: "عندما سافرت لأول مرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2012، تولّد لديّ إحساس قويّ بأنني سأقوم بتصوير حكاية ما هنا في هذا المكان وإخراج فيلم روائي وبالتحديد قصة مجموعة من الأشقاء. ومن خلال المنحة البحثية التي قدّمتها جامعة نيويورك أبوظبي، أبصر هذا الإحساس الذي ظل يراودني النور. وفي شهر مايو عام 2013، توفيت والدتي البالغة من العمر 92 عاماً، ومن خلال مجموعة الذكريات التي راودتني وأخذتني إلى أرضي وأرض أجدادي بدأت هذه الحكاية تتبلور فكان أبطالها ثلاثة أشقاء يختلفون على إرث الأرض والذاكرة بعد وفاة والدهم. "
أما حكاية فيلم "العودة إلى البحر" لألكسيس غامبيس، أستاذ مساعد زائر في علم الأحياء والسينما والإعلام الحديث في جامعة نيويورك أبوظبي، فتدور حول شاب يخوض رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر من الجبل إلى البحر وذلك خلال تماثله للشفاء، حيث يعزف سيمفونيته الأكثر طموحاً فيأخذنا المخرج إلى أعماق دماغ هذا الشاب في رحلة الاستيقاظ والتعافي لاسترجاع قدرته على الإحساس بالحركة.
وقال غامبيس معلقاً على فيلمه: "لقد استهوتني هذه المواضيع بعد زيارة مركز اللغة في مركز الأبحاث التجريبية بجامعة نيويورك. ثم استرعت اهتمامي الاكتشافات الحديثة التي أثبتت القدرة على رسم خريطة لمناطق معينة في الدماغ تتحكم بالحركة حيث أظهرت الدراسات الأولية أن الأفراد المصابين بالشلل يستعيدون القدرة على تحريك الأشياء عن طريق رسم خرائط الدماغ. هذا وشكلت تجربتي في العيش والتعليم في أبوظبي مصدر إلهام أساسي في هذا العمل."