أعلنت جامعة نيويورك في أبوظبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون،   عن فوز العمل الفني الخاص بالطالبة إيرين ميخوف "أبجد" بجائزة كريستو وجان كلود في دورتها الثانية،، ويشتمل العمل الفني على خمس منحوتات خشبية كبيرة، يرمز كل منها إلى صوت لغوي أو وحدة صوت مختلفة ويصوّر تاريخ تطور طريقة كتابته من رسم تخطيطي إلى طريقة استخدامه في اللغتين الإنجليزية والعربية.من جهتها قالت سعادة هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: "تسهم جائزة كريستو وجان كلود في تسليط الضوء على أهمية رعاية وتمكين الشباب وصقل واحتضان المواهب الناشئة في الإمارات السبع، لما يمكن أن يقدمه الفنانين الشباب المبدعون لقطاع الفنون التشكيلية الذي يشهد نمواً وازدهاراً ملحوظاً في الدولة".

وأضافت: "تمكّنت الفائزة بجائزة هذا العام من تقديم تصوّر فنيّ فريد ومؤثر استرعى فضولنا جميعاً ووحّدنا في رحلة اسكتشاف جذور التراث اللغوي المشتركة فيما بيننا، كما نجحت وأظهرت ذكاءً بارعاً في التخطيط وإدارة المشروع الأمر الذي يدلّ على استخدامها لمجموعة مهارات فريدة عكست موهبتها الفذة في فن التشكيل، وفي العام الذي يسلّط  فيه مهرجان أبوظبي الضوء على دور الشباب في التنمية الثقافية والنهضة الفنية في الدولة، ويحتفل بدور الابتكار والإبداع في الارتقاء بوعي المجتمع، يسعدني أن العرض الأول لهذا العمل الفني الفريد سيكون جزءاً من برنامج المهرجان."

وختمت بالقول: "إن لجائزة كريستو وجان كلود الدور الكبير في توعية طلبة الفنون والفنانين الشباب بآليات إنجاز العمل الفني من كونه فكرة فنية إلى مرحلة اكتماله كعمل فني يجسد إبداع الشباب وإلهامهم ورؤيتهم".

وفي السياق نفسه، قال رينديرت فالكنبيرغ، نائب عميد التوعية الفكرية والثقافية في جامعة نيويورك أبوظبي: "توفر جائزة كريستو وجان كلود منصة فريدة للشباب الإماراتي لتحدّي ذاتهم وتطوير مفهوم فني إبداعي مؤثّر والتفكير أيضاً في كيفية تحويل هذه الأفكار الخلاقة إلى أعمال فنية مبدعة في وقت وميزانية محدودة. حيث تتطلب المشاركة في هذه الجائزة التفكير من خلال اعتبارات عملية للغاية من الحجم والمادة المستخدمة إلى العمل والإنتاج وفي النهاية طريقة العرض النهائي للعمل الفني. نأمل أن تستمر هذه التجربة في تحفيز وتطوير المواهب الفنية الإبداعية واحتضان الفنانين الشّباب في دولة الإمارات العربية المتحدة."

وقد استلهمت ميخوف هذا العمل الفني المتألق من خلال رؤيتها الخاصة وبحوثها في مجال اللغة، فعند دراستها للّغويات والبحث في تاريخ الأحرف الهجائية، تفاجأت باكتشافها أن الحروف الهجائية العربية والرومانية، والتي غالباً ما يعتقد أنهما على طرفي نقيض، يرجعان إلى أصول مشتركة في الأبجدية الفينيقية، وقد تمكنت من تسخير تجربتها الشخصية كونها أميركية الجنسية تتابع دراستها في دولة الإمارات العربية المتحدة للتعبير عن الطرق التي يمكن لعلوم اللغة من خلالها أن تفرقنا أو توحدنا.

وفي تعليقها على مشروع أبجد، قالت ميخوف واصفة منجزها الفني: "إن إعادة تصوير الحروف بهذه الطريقة إنّما هي ابتكار لحروف جديدة تمثل صوتاً لغوياً واحداً يروي تاريخيْن مختلفيْن تماماً."

وأضافت: "من خلال مشروع أبجد قدّمت إجابة لتساؤلاتي قبل أن أنتقل للعيش هنا وتساؤلات من ينظرون إلى لغة ما أو ثقافة ما باعتبارها أجنبية أو غريبة أو صعبة الإدراك وأولئك الذين يعيشون في أماكن تتحدث لغتين مختلفتين ويريدون معرفة ماهية عوالم اللغات"، وأضافت: "أردت أن أحفّز المشاهد ليخوض رحلة استكشاف بعيدة من خلال هذه المنحوتات ويتحدّى نفسه بإعادة النظر في فرضياته المسبقة حول تشعّبات عوالم اللغة."

يذكر أنه تم إطلاق جائزة كريستو وجان كلود تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان بتنظيم من جامعة نيويورك أبو ظبي بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وهي متاحة للطلاب المقيمين في دولة الإمارات وكذلك الخرّيجين الجدد لتشجيع المواهب والاحتفاء بالفنون الإبداعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تم اختيار المشروع الفائز من بين 27 عملاً مشاركاً لما اتّسم به من أصالة في الطرح وتعدّدية وتنوع في نطاق البحث، وسوف يتم الكشف عن العمل في 16 مارس 2014 في إطار جولة في مواقع متعددة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة.