تنظم جامعة نيويورك أبوظبي بالتعاون مع وزارة البيئة ومركز أبحاث الحياة البيئة البحرية، وهيئة البيئة في أبوظبي، وبلدية الفجيرة ورشة عمل تستمر أسبوعاً في أبوظبي تستضيف خلالها 15 خبيراً في مجال الأحياء البحرية لإجراء بحوث استكشافية حول الحياة البحرية في الشعب المرجانية في الخليج العربي وخليج عُمان. وسوف يشارك علماء من الولايات المتحدة، واستراليا، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة في بحث ميداني في مياه الخليج أمام سواحل أبوظبي وأمام سواحل الفجيرة في خليج عُمان، حيث سيقومون بجمع عينات وإجراء معاينات حول البيئة البحرية المحلية. واستكمالاً لهذا الجهد، ستقوم جامعة نيويورك أبوظبي بتنظيم محاضرة يوم الأحد 16 سبتمبر الجاري تحت عنوان "تدهور الحياة البحرية في الشعب المرجانية" والتي سيقدمها مورجان براتشيت استاذ الأبحاث في مركز ARC لدراسات الشعب المرجانية بجامعة جيمس كوك. وسوف تعقد المحاضرة المفتوحة في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً في مقر الجامعة بحضور مجاني ومتاح للجميع، شرط التسجيل قبل الحضور على الموقع الإلكتروني لجامعة نيويورك أبوظبي.
يعد يولي الكثير من الباحثين في مجال الأحياء البحرية على مستوى العالم المزيد من الاهتمام تجاه بيئة مياه الخليج العربي لما يحتويه على نظام بيئي من الشعب المرجانية ذو أهمية علمية كبيرة. فالشعب المرجانية والأحياء البحرية المرتبطة بها تمكنت من الصمود ومقاومة الظروف المناخية الصعبة رغم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تشهده المنطقة خلال فصل الصيف، وهو الأمر الذي تعاني منه الكثير من الشعب المرجانية والأحياء البحرية حول العالم حيث تتعرض إلى ما يطلق عليه علمياً "التبييض" أو الموت. وتجسد دراسة الحياة البحرية في مياه الخليج العربي فرصة أكبر لفهم قدرات الأحياء البحرية في الخليج على مقاومة هذه الظروف البيئية شديدة الصعوبة، وهو الموضوع الذي يرتبط مباشرة بمستقبل التغير المناخي وارتفاع درجات مياه البحار والمحيطات حول العالم.
وحول هذا البحث والميداني وورشة العمل قال جون برت الاستاذ المساعد لعلوم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي :" إن الهدف من هذا البحث هو تعزيز التعاون البحثي خلال الفترة التي تصل فيها درجات الحرارة في منطقة الخليج إلى ذروتها، والتي تعتبر فرصة ثمينة تصبح خلالها مياه الخليج بمثابة مختبر طبيعي مفتوح لدراسة قدرة الأسماك والشعب المرجانية والاحياء البحرية المرتبطة بها على مقاومة تلك الظروف المناخية القاسية."
وأضاف برت: "من الرائع جداً أن نرى المجتمع العلمي على مستوى عالمي وهو يبدي اهتمام عملياً ومتزايداً تجاه البيئة البحرية لمياه الخليج العربي."
وتأتي ورشة العمل والدراسة الميدانية عقب المؤتمر الذي عقد في يناير الماضي والذي نظمته جامعة نيويورك أبوظبي وترأسه الاستاذ بيرت حول الشعب المرجانية في مياه الخليج العربي، والذي استقطب أكثر من 150 خبيراً حضروا لمناقشة أهم القضايا المطروحة في هذا الشأن وزيادة المعرفة البيئية التي تفيد في الاستكشافات المستقبلية، وسوف تعكف الورشة القادمة على دراسة بعض تلك القضايا التي أثيرت خلال المؤتمر والرد على الكثير من الأسئلة التي يريد العلماء إجابة عليها مثل فهم نواحي الحياة العضوية التي تتيح لمثل هذه المخلوقات البحرية تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
وسوف يقوم فريق الخبراء المشارك بجمع عينات من الشعب المرجانية والطحالب والأسماك لإجراء بحوث جزيئية معملية بهدف الرد على ستة أسئلة بحثية تخص مواضيع بعينها مثل معدلات نمو الشعب المرجانية والأسماك، وتأثير درجات الحرارة على نمط الغذاء الذي تتناوله الأسماك، وتأثير درجات الحرارة المرتفعة على مخزون الطاقة لدى الشعب المرجانية.