أعلن مركز الجينات الوراثية والأنظمة الحيوية في جامعة نيويورك أبوظبي عن شروعه في إعداد خارطة جينات وراثية للكشف عن الأصول والصفات الوراثية لأشجار النخيل من خلال دراسة 100 نوع من التمور. وكان فريق البحث بالتعاون مع برنامج تطوير أبحاث تمور النخيل في جامعة الإمارات قد أعد الخارطة المتسلسلة التي تتضمن الصفات الوراثية الأولى لنخيل التمور، ويأمل الفريق في استكمال باقي سلسلة الجينات الوراثية الثلاثين الأخرى في وقت مبكرة من العام المقبل.
وكان استاذ الجينات الوراثية في جامعة نيويورك أبوظبي مايكل بوروجانان قد بادر بإطلاق مشروع خارطة الجينات الوراثية "100 تمرة". ويتمتع الاستاذ بوروجانان بخبرة واسعة في مجال الجينات الوراثية للنباتات، ويبذل جهوداً فاعلة تهدف إلى تطوير قاعدة المعرفة العلمية والثقافية والاقتصادية الخاصة بهذا المحصول الهام بالنسبة للمنطقة.
وقال الاستاذ مايكل بوروجانان: "تعتبر التمور من المحاصيل التي تتمتع بقدر كبير من الأهمية الاقتصادية والتراثية بالنسبة لهذه المنطقة من العالم، لكننا لا نعرف عنها شيئاً، ولهذا سيوفر الكشف عن الجينات الوراثية لأشجار نخيل التمور فهماً أعمق لهذا المحصول الهام بما يعود بالكثير من المنافع على المزارعين."
وتأتي هذا الجهود البحثية بهدف توفير قاعدة بيانات شاملة تقوم برصد متغيرات الجينات الوراثية في مختلف أنواع التمور، وسوف يعمل الباحثون في هذا المشروع على تعريف الجينات المتعلقة بعدد من الخصائص التي تؤثر في المذاق والقدرة الانتاجية، حيث يستفيد من نتائج هذه الأبحاث والمعلومات المهمة المنبثقة عنها كل من المهندسين الزراعيين والمزارعين على حد سواء وذلك لدعم هذا النوع من الزراعات والارتقاء بجودة محصول التمور كماً ونوعاً.
يهدف المشروع أيضاً إلى تعريف أفضل أنواع البذور (الأنثوية) المنتجة للتمور من البذور (الذكورية) التي تعتبر اللقاحات المانحة، حيث أنه في الوقت الراهن لا تتوفر إمكانية الخروج بتعريف يقيني، لأن ذلك الأمر يتطلب مرور ست سنوات أو أكثر من تاريخ الزراعة، ومع ذلك يأمل فريق البحث في أن تساعد خارطة الجينات الوراثية على الخروج بنتائج يمكن التعويل عليها وتخطي هذه الصعوبات للمساعدة على اتخاذ قرارات زراعية أكثر فاعلية.
وتستمر جهود فريق البحث الذي شارك في مهرجان الإمارات الدولي لنخيل التمور الذي عقد في الفترة من 26 نوفمبر إلى 1 ديسمبر في أبوظبي لتحديد مركز أصل زراعة التمور من خلال تتبع مختلف الأنواع عبر العالم.
وفي سياق متصل قال جوناثان فلورز من مركز الجينات الوراثية والأنظمة الحيوية بمعهد جامعة نيويورك أبوظبي: "نحن نتتبع تسلسل الأصناف التي تنتشر مناطق زراعتها الأصلية عبر المنطقة وربما تتعداها إلى أبعد من ذلك، ولهذا فنحن نعتبرها مناطق مرشحة للدراسة، لأنه لا يوجد أحد يعرف تحديداً المكان الأصلي الذي انتشرت منه شجرة النخيل المثمرة، حيث نتعرف عادة على المنطقة الأصلية التي تزخر بأعلى معدل للتنوع الجيني، وذلك لأنه عندما نقل المزارعون والتجار تلك البذور الأولية عبر المنطقة، فقدت كمية من خواصها الجينية وذلك على عكس الثراء الجيني الذي نجده في البذور الأصلية."
وأضاف: "إن قاعدة البينات والمصادر التي نعمل على إعدادها ستثمر عن إيجاد الأساس الذي سنبني عليه عدداً من التطبيقات طويلة الأمد، والتي ستحدث تغييراً جوهرياً في هذه الصناعة."
وبالإضافة إلى مشروع "100 تمرة" يقوم مركز الجينات الوراثية والأنظمة الحيوية بمعهد جامعة نيويورك أبوظبي بإجراء بحث جيني على الطحالب لاكتشاف قدرتها على انتاج الوقود حيوي، ويستفيد المركز من تلك الأبحاث والوراثية، والبروتومية، التي تعتمد على التصوير والتقنيات الحاسوبية المتقدمة لفك طلاسم علوم الأحياء الخاصة بعدد من الدراسات المهتمة ببحوث الخلايا، والكائنات الحية، والسكان والنظام البيئي.