رقاقة إلكترونية غير قابلة للاختراق

‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬خسائر‭ ‬القطاع‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بسبب‭ ‬عمليات‭ ‬القرصنة

تتواجد‭ ‬الدوائر‭ ‬الكهربائية‭ ‬المدمجة،‭ ‬أو‭ ‬المسماة‭ ‬بالرقائق‭ ‬فائقة‭ ‬الصغر،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية،‭ ‬من‭ ‬الحواسيب‭ ‬والهواتف‭ ‬إلى‭ ‬البرادات‭ ‬والطائرات‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرقائق،‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬المعادن‭ ‬والسيليكون،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬حياتنا‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬القرصنة‭. ‬وتعمل‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تصمم‭ ‬الدوائر‭ ‬الكهربائية‭ ‬المدمجة‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬العمل‭ ‬المختلفة‭ ‬للرقائق‭ ‬الإلكترونية؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬الرقائق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلسلة‭ ‬توريد‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬قد‭ ‬تشمل‭ ‬عدة‭ ‬قارات،‭ ‬يجعل‭ ‬مخططات‭ ‬العمل‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬سهلة‭ ‬السرقة‭ ‬والاستغلال‭. ‬

فقبل‭ ‬30‭ ‬عاماً،‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬أعمال‭ ‬التصنيع‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي،‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬تصمم‭ ‬الرقائق‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬وتُصنع‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وتُختبر‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬ويتم‭ ‬تجهيزها‭ ‬للبيع‭ ‬في‭ ‬الصين‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الامتداد‭ ‬الطويل‭ ‬لسلسلة‭ ‬التوريد،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجري‭ ‬نسخ‭ ‬أي‭ ‬رقاقة‭ ‬غير‭ ‬محمية‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التلاعب‭ ‬بها‭. ‬

تتمثل‭ ‬الطريقة‭ ‬الأفضل‭ ‬لاختبار‭ ‬جدوى‭ ‬أنظمة‭ ‬الحماية‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬تفاصيل‭ ‬التصاميم‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬لمعرفة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬قابلة‭ ‬للاختراق‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

أوزجور سنان أوغلوو، مختبر “ديزاين فور إكسيلنس

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬عمل‭ ‬أوزجور‭ ‬سنان‭ ‬أوغلو‭ ‬وفريقه‭ ‬من‭ ‬مختبر‭ ‬زديزاين‭ ‬فور‭ ‬إكسيلنسس‭ ‬التابع‭ ‬لجامعة‭ ‬نيويورك‭ ‬أبوظبي‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬لحماية‭ ‬الدوائر‭ ‬الكهربائية‭ ‬المدمجة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مكونات‭ ‬الأجهزة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬أثراً‭ ‬كبيراً‭ ‬ضمن‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬يتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬سنوية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬نتيجة‭ ‬حوادث‭ ‬القرصنة‭.‬

ولجأ‭  ‬أوزجور‭ ‬سنان‭ ‬أوغلو‭ ‬لاستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬تُسمى‭ ‬بـسالقفل‭ ‬المنطقيس،‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬قفل‭ ‬الرقاقة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬فتحها‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحميل‭ ‬المفتاح‭ ‬الثنائي‭ ‬السري‭ ‬على‭ ‬ذاكرتها‭. ‬ويضمن‭ ‬النظام‭ ‬عدم‭ ‬عمل‭ ‬الرقاقة‭ ‬قبل‭ ‬إلغاء‭ ‬قفلها،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬عملها،‭ ‬فإنها‭ ‬ستعطي‭ ‬مخرجات‭ ‬خاطئة‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬القرصنة‭ ‬ومن‭ ‬استخدام‭ ‬الدوائر‭ ‬الكهربائية‭ ‬المدمجة‭ ‬الخبيثة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬وحالما‭ ‬يتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الرقاقة،‭ ‬سيتم‭ ‬دعوة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأخصائيين‭ ‬من‭ ‬المختبرات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأخرى‭ ‬لمحاولة‭ ‬اختراق‭ ‬نظام‭ ‬الحماية‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬تتميز‭ ‬به‭. ‬وأردف‭ ‬أوزجور‭ ‬سنان‭ ‬أوغلو‭: ‬زتتمثل‭ ‬الطريقة‭ ‬الأفضل‭ ‬لاختبار‭ ‬جدوى‭ ‬أنظمة‭ ‬الحماية‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬تفاصيل‭ ‬التصاميم‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬لمعرفة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬قابلة‭ ‬للاختراق‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يجري‭ ‬اعتماد‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬ضمن‭ ‬الرقائق‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بغرض‭ ‬تعزيز‭ ‬مستويات‭ ‬حماية‭ ‬مكونات‭ ‬الأجهزة‭. ‬