يقدم مصمم الرقص هيرفيه كوبي عرضاً راقصاً يجمع بين الرقص المعاصر الإبداعي مع الحركات الفنية الحضرية، بعد أن لاقت شركته نجاحاً باهراً مع العمل الراقص “فضل النهار على الليل” الذي عُرض في مركز الفنون.
ويحتفي العرض الراقص بالقوة التي يتمتع بها الرقص وقدرته على توحيد وجمع العالم المتقلّب، حيث يُبدع 17 راقصاً وراقصة في تشكيل مجموعة متماسكة في إشارةٍ للمسؤولية والمساءلة المشتركة تجاه بعضهم البعض. ويتألق العمل الراقص بحركات الباليه النابضة بالحياة بأسلوبٍ يمزج بين الدوران الهوائي مع اللياقة البدنية والحركات التقليدية التي يتمتع بها فن الهيب هوب. ويحتفي كوبي بشغفه تجاه الرقص وما يحمله من ماضٍ وحاضر ومستقبل من خلال تجسيد ملامح الجمال والإشراق. ويقول كوبي: “يشير عنوان العرض إلى رمز الشمس في التقاليد الرومانية واحتفالات مهرجان منتصف الشتاء الروماني السنوي، الذي يحتفل بانتهاء الشدائد ويتطلع إلى إشراق مستقبل أفضل. وعرض الشمس التي لا تقهر بالنسبة لي هو بمثابة تجسيد لهذا الاحتفال وما يحمله من أمل وتوق للمستقبل”.
ويتطلع كوبي من خلال العمل للوصول إلى حقيقة مفادها أن الحب هو أداة السلام ويبقى قوّة أكبر من جميع الحروب في العالم. ويضيف كوبي: “أريد أن أسلط الضوء على ملامح الإشراق والتضامن والروابط التي توحدنا في عملٍ ينتصر فيه الحب والرقص”.
ومن جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز “بحركاتٍ دورانية عالية مفعمة بالسعادة، يتألق الراقصون ليغيروا منظورنا التقليدي تجاه الأشياء المذهلة، ويبدعون في العرض بحركاتٍ راقصة تزخر بالانسجام والشاعرية. كما يؤدون عرضاَ مذهلاً متألقين بأيديهم أو رؤوسهم بشكلٍ مقلوب مع حركات دورانية تبدعها أرجلهم، ويقف الفنانون متحدين مع الهواء ويرفعون أجسادهم ليدوروا بها بسرعة على شكل أقواس عالية، ويرمون بعضهم بعضاً في الهواء بحركات حماسية. ويكمن الإنجاز الحقيقي لهذه الفرقة الراقصة في تأدية الحركات البهلوانية بأسلوبٍ سهل مثل المشي وبخطواتٍ منسجمة تجسد الرؤى الشاعرية الحساسة”
السيرة الذاتية
هيرفيه كوبي
نشأ الراقص هيرفيه كوبي الذي ينحدر من أصول جزائرية في فرنسا، حيث درس علم الأحياء والرقص في جامعة آكس أون بروفانس قبل أن يتخرج طبيباً صيدلانياً في عام 2002. وقرر كوبي التركيز على الرقص وتخرج من كلية روسيلا هاي تاور للرقص في كان، ليحصد خبرة مهنية كبيرة كراقص محترف قبل تقديم مشروعه الأول “لو جوليم”، وقد تعاون مع غيوم جابرييل في جميع أعماله ومع فيصل هملات مؤخراً. عمل كوبي منذ عام 2010 مع مجموعة مؤلفة من 12 إلى 14 راقصاً شاباً من شمال أفريقيا لتقديم عدد من العروض الراقصة مثل “فضل النهار على الليل”، الذي عُرض في مركز الفنون ضمن عرضين في عام 2023، و“الليالي البربرية أو الفجر الأول على العالم” و“الأولاد لا يبكون” (أكتوبر 2018) و“الأوديسة” (يناير 2020).ً وعمل كوبي مؤخراً مصمم رقصات مساعد لدى مدرسة الرقص بول ناسيونال سوبيريور دي دانس في فرنسا، وحاز وسام الفنون والآداب الفرنسية في يوليو 2015. وتقيم فرقته في بلدة كاليه شمال فرنسا، ويقدم العديد من العروض في منطقتي كان وآكيتين الجديدة.