ويقدّم رافي كولترين، الملحّن وقائد الفرقة الموسيقية وعازف الساكسفون الشهير الحاصل على ترشيح لجائزة جرامي، أداءً مميزاً لمجموعة من أعمال الجاز الغامضة والعميقة والمبتكرة من تأليف والديه، جون وأليس كولترين، مع إضافة لمسته العصرية الفريدة عليها. وترافق كولترين على المسرح فرقته الموسيقية الخاصة المؤلفة من غادي ليفي على البيانو وديزرون دوغلاس على آلة الباس وإيلي هاول على أدوات الإيقاع.
استمع للموسيقى
رافي كولترين
رافي كولترين هو ملحّن وقائد فرقة وعازف ساكسفون شهير حائز على ترشيح لجائزة جرامي، تمتدّ مسيرته الفنية لأكثر من عشرين عاماً تعاون خلالها مع العديد من الموسيقيين وسجّل ألبومات رائعة لنفسه وللفنانين الآخرين.
وأطلق كولترين ستة ألبومات مع فرقته الموسيقية، بعناوين “موفينج بيكتشرز”، و“فروم ذا راوند بوكس”، و“ماد 6”، و“إن فلاكس”، و“بليندينج تايمز”، و“سبيريت فيكشن”. كما أنتج رافي مجموعةً من الألبومات المشتركة، بما فيها “سيرافيك لايت” بالتعاون مع جو لوفانو وديفيد ليبمان، وألبوم “إن موفمنت” مع جاك ديجونيت وماثيو جاريسون، وتسجيل “موزاييك: اسيليبريشن اوف بلو نوت” للاحتفال بالذكرى السبعين على إطلاق علامة بلو نوت للتسجيلات الموسيقية. وتشمل قائمة إبداعاته أيضاً عروض أداء وتسجيلات موسيقية مع إلفين جونز وتيرينس بلانشارد وكيني بارون وستيف كولمان وماكّوي تاينر وجاك ديجونيت ومات جاريسون وجيف تين واتس وجيري آلن وجوان براكيم وفرقة ذا بلو نوت 7 وغيرهم العديد.
ولد كولترين في لونج آيلند، وهو الابن الثاني لجون وأليس كولترين، اللذان سمّياه رافي تيمّناً برافي شانكار، العازف الهندي الشهير على آلة السيتار، ونشأ في لوس أنجلوس بعد انتقال عائلته إليها عقب وفاة والده عام 1967. وتأثر رافي إلى حدٍّ كبير بوالدته أليس، كما شجّعها على العودة إلى مجال الموسيقى والعمل في استديو التسجيلات بعد انقطاعها لفترة طويلة. وشارك رافي بالعزف وإنتاج ألبوم والدته أليس بعنوان “ترانزلينيار لايت”، الذي تم طرحه عام 2004.
ويعيش رافي اليوم في بروكلين بنيويورك، ويمتلك برنامجاً حافلاً بالجولات الموسيقية وأعمال التلحين والتسجيل وأداء العروض الموسيقية، كما يشرف على ترميم منزل جون كولترين في ديكس هيلز بلونج آيلند www.thecoltranehome.org، ويسعى لإعادة إصدار مجموعة من أهم التسجيلات الموسيقية لوالديه.
أليس كولترين
أليس كولترين، المعروفة أيضاً باسم توريا سانجيت أناندا، هي عازفة جاز أمريكية تتقن العزف على آلات البيانو والأرغن والقيثارة، بالإضافة إلى كونها مغنية وملحّنة، وزوجة الفنان جون كولترين. ولدت أليس، التي يحمل لقبها معنى روحي عميق، في ديترويت بولاية ميشيغان عام 1937 وترتيبها في العائلة قبل الأخير بين ستة أطفال لوالديها سولون وآني مكلاود. وبدأ شغف كولترين بالموسيقى منذ نعومة أظفارها، حيث كانت تعزف على آلة الأرغن خلال مراسم القداس في كنيسة ماونت أوليف المعمدانية وهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها.
وبدأت مسيرة أليس المهنية في موسيقى الجاز في بداية الستينيات في مسقط رأسها، حيث أدت عروضها مع فرقتها الثلاثية الخاصة، كما شكّلت ثنائي مع عازف الفيبرافون تيري بولارد. وتعاونت أليس مع مجموعة من النجوم في عروضها، من بينهم كيني كلارك وكيني بوريل وأورنيت كولمان وفارو ساندرز وتشارلي هادن وروي هاينز وجاك ديجونيت وكارلوس سانتانا، واستعانت بفرقة عازف البيانو الرباعية جون كولترين بدلاً من ماكوي تاينر، واستمرت معها حتى وفاة جون في عام 1967.
وأثمر اهتمام كولترين بموسيقى الجوسبل والجاز والموسيقى الكلاسيكية عن ظهور أسلوبها الخاص والمبتكر، وبرزت موهبتها بشكل أوضح عندما اتجهت للعزف المنفرد، حيث كانت تمتلك موهبة استثنائية في العزف على البيانو والأرغن والقيثارة. وبدأت موهبتها الفنية بالنضوج في وقتٍ لاحق لتصل إلى مستوياتٍ جديدة ومختلفة، وامتدت تسجيلاتها العشرين على فترة زمنية طويلة بدءاً من موناستيك تريو (1968) وحتى ترانسلينيار لايت (2004).
تزوجت أليس وجون كولترين في عام 1965، وبدأا سوياً رحلةً ملهمة من الاستكشاف في عالم الموسيقى ليبتكرا نوعاً جديداً من التعبير الموسيقي. وتولّت أليس مسؤولية تربية أطفالها الأربعة بعد وفاة جون، وهم ميشيل وجون جونيور ورافي وأوران.
وبعد سنواتٍ قليلة، في نهاية الستينيات، بدأت أليس أحد أهم فصول حياتها، حيث توجهت للممارسات الروحية من تأمل وصلاة وصيام، وفضّلت الانعزال للبحث عن الحقيقة الروحية. والتقت كولترين عام 1970 بالمعلم الروحي سوامي ساتشيداناندا، وسافرت إلى الهند لتلبية النداء الروحي، حيث سخّرت حياتها لخدمة ذلك النداء وتُعرف بعدها باسم توريا سانجيت أناندا.
وأسست أليس مركز ذا فيدانتيك سنتر عام 1975 وتولت إدارته، وأسست بعدها مجتمعاً روحياً في جبال سانتا مونيكا جنوبي كاليفورنيا، حيث كانت تلقي خطابات وتعزف على الأرغن أغاني روحية خلال قداس الأحد.
وفارقت روح أليس كولترين، المعروفة أيضاً باسم سواميني، جسدها بتاريخ 12 يناير 2007.
جون كولترين
ولد جون في 23 سبتمبر 1926 في مدينة هاملت في كارولاينا الشمالية، وتوفي يوم 17 يوليو 1967 في مستشفى هانتينغتون في جزيرة لونج آيلند في نيويورك. ونشأ جون في مدينة هاي بوينت بولاية كارولاينا الشمالية، وانتقل إلى مدينة فيلادلفيا في بنسلفانيا في يونيو 1943، ليلتحق بعدها بالقوات البحرية في عام 1945، ويعود إلى الحياة المدنية في عام 1946. وعمل كولترين في وظائف متنوعة حتى نهاية الأربعينيات، وانضم إلى فرقة عازف الجاز ديزي غيليسبي عام 1949 كعازف على الساكسفون، وظلّ فيها لحين تفككها في مايو 1950، لينضمّ بعدها إلى مجموعة ديزي الصغيرة حتى عام 1951 ويعود إلى فيلادلفيا للدراسة.
وانضمّ كولترين في مطلع عام 1952 إلى فرقة الملحّن إيرل بوستك، وبعدها بعام إلى مجموعة عازف الساكسفون جوني هودجز الصغيرة (خلال إجازة عازف الساكسفون القصيرة من أوركسترا ديوك إلينغتون) وبقي فيها حتى منتصف عام 1954. ويعود تاريخ أقدم تسجيل موجود لكولترين إلى عام 1946، إلا أن مسيرته المهنية تمتد بين عامي 1955 و1967، نجح خلالها في رسم ملامح جديدة لمشهد الجاز المعاصر وإلهام أجيال من الموسيقيين. وتلقى كولترين في صيف عام 1955، حين كان يعمل بشكلٍ مستقل في فيلادلفيا، مكالمةً من عازف البوق الشهير مايلز ديفيس، الذي كان يعاود نشاطه لتشكيل فرقة خماسية بعد غياب دام لعدة سنوات في مطلع الخمسينيات. وانضم كولترين إلى أول نسخة من فرقة ديفيس بين أكتوبر 1955 وأبريل 1957 (مع فترات غياب متقطعة)، أصدرت خلالها الفرقة تسجيلات شهيرة ساهمت في تسليط الضوء على مهارات كولترين الاستثنائية. واشتهرت النسخة الأولى من الفرقة الخماسية بتسجيلَين طويلَين لصالح شركة التسجيلات بريستيج في عام 1956، وتفككت في منتصف شهر أبريل 1957. وعمل كولترين في أواخر عام 1957 مع عازف البيانو الشهير ثيلونيوس مونك في مقهى فايف سبوت، ليعود بعدها إلى فرقة مايلز في يناير 1958 ويبقى فيها حتى أبريل 1960، حيث شارك خلال هذه الفترة في تسجيلات مهمة مثل مايلستونز وكايند أوف بلو، كما أطلق تسجيلاته الخاصة، أبرزها جاينت ستيبس.
وأسس كولترين فرقته الرباعية الخاصة في أبريل 1960، حيث ضمّت عازف البيانو ماكوي تاينر، الذي التحق بالفرقة في منتصف عام 1960 خلفاً لستيف كوهن، وإلفين جونز، الذي انضم خلال الخريف أثناء جلسات التسجيل الطويلة لصالح شركة التسجيلات أتلانتك، والتي أنتجت أشهر تسجيلات كولترين على الإطلاق، ماي فيفوريت ثينجز. ووقّع كولترين في مطلع عام 1961 عقداً مع تسجيلات إمبولس، ليبدأ العمل على ألبومه الأول أفريكا/براس. وانضمّ إريك دولفي، المتخصص بالعزف على عدة آلات، إلى فرقة كولترين التي تضم تاينر وجونز وعازف جيتار الباص ريجي ووركمان، وشارك في العديد من التسجيلات والعروض، وحجز مكاناً دائماً له بين أفراد الفرقة الشهيرة في شهر سبتمبر. وسجلت الفرقة أهم إصداراتها على مدار أربع ليالٍ في نادي موسيقى الجاز فيلج فانجارد في نيويورك خلال شهر نوفمبر 1961 (أُطلقت جميعها ضمن مجموعة واحدة في عام 1997)، إلى جانب تسجيلات من جولتهم اللاحقة إلى أوروبا وألبومهم الذي سجلوه في نادي بيرد لاند في ربيع عام 1962. وغادر دولفي الفرقة في أبريل 1962، وكانت موسيقى الفرقة خلال ذلك العام أكثر تحفّظاً لأسباب متنوعةٍ، غير أن نفس العام شهد العديد من التسجيلات المهمة، مثل ألبوم إيه بالادس وتسجيل مشترك مع ديوك إلينغتون. وعلى الرغم من شهرة ألبوم كريسنت، الذي أصدرته الفرقة منتصف عام 1964، إلا أنها وصلت إلى ذروة شهرتها بفضل التسجيلات التي أصدرتها بين ديسمبر 1964 (ألبوم إيه لوف سوبريم) ونوفمبر 1965 (ألبوم ميديتيشن)، بالإضافة إلى العديد من التسجيلات الخاصة الاستثنائية وألبوم أسينشن.
وانفصلت فرقة جون كولترين الرباعية في يناير 1966، حيث أدت بعض الخلافات بين أفرادها والناجمة عن توجهات كولترين الجديدة إلى مغادرة تاينر وجونز. واشتهرت التشكيلة الأخيرة لفرقة كولترين، والتي تضم زوجة جون أليس على البيانو وعازف الطبول رشيد علي وعازف جيتار الباص جيمي جاريسون، بتسجيلات حفلاتها في اليابان إلى جانب عدد من التسجيلات من مطلع عام 1967.