يقدم أليكس كوبا وراؤول ميدون، المغنيان ومؤلفا الأغاني وعازفا الجيتار الشهيران، ورشة عمل تفاعلية حول تأليف الأغاني والمشاركة في التأليف.
وتشجّع الورشة المشاركين على تطوير أسلوبهم الخاص في تأليف الأغاني بالاعتماد على تقنيات خاصة للتلحين وكتابة الكلمات وابتكار قصص مميزة. الورشة مفتوحة للمشاركين من جميع المستويات.
أليكس كوبا
تمتاز ألحان أليكس كوبا بعذوبتها ومقاطع البوب سول الفريدة ونغمات الجيتار المتكررة التي تكسر النمطية المسيطرة على مشهد الموسيقى اللاتينية بشكلٍ عام. ولد كوبا، واسمه الأصلي أليكسيس بونتيس، في أرتيميسا في كوبا، وبدأ شغفه الموسيقي في سنٍ مبكرة، حيث انضم إلى فرقة والده فالنتين بونتيس، المدرّس وعازف الجيتار الشهير، المؤلفة من 24 عازف جيتار. انتقل كوبا بعدها لتعلّم العزف على الجيتار الكهربائي والكنترباص والقيام بجولات موسيقية وتسجيل الأغاني المحلية والعالمية. وفي عام 1999، انتقل أليكس إلى فيكتوريا في كولومبيا البريطانية، حيث سجل ألبوماً بعنوان مورومبا كوبانا مع شقيقه التوأم أدونيس، تحت اسم فرقة ذا بونتيس براذرس.
وبعد ذلك، واصل أليكس تسجيل ألبومه الفردي الأول هومو دو توباكو الذي فاز بجائزة أفضل ألبوم موسيقى عالمية لعام 2006. وفي عام 2007، أطلق أليكس ألبوم أغوا ديل بوزو، الذي فاز عنه بجائزة جونو لأفضل ألبوم موسيقى عالمية لعام 2008، مما شجعه على إطلاق ألبومه الثالث الذي يحمل اسمه، أليكس كوبا، في عام 2009. ويضم الألبوم أول أغنية له باللغة الإنجليزية بعنوان “إف يو جيف مي لوف”، وحصد شهرةً واسعة على الصعيد العالمي. وشهد عام 2010 حصول أليكس على جائزة أفضل فنان جديد في حفل توزيع جوائز الجرامي اللاتينية لعام 2010، حيث تم ترشيحه أيضاً للفوز بأفضل ألبوم بوب صوتي للمغنين الذكور. وتبع ذلك ترشيحه للفوز بأفضل ألبوم بوب لاتيني في حفل توزيع جوائز جرامي السنوي الثالث والخمسين.
وفي عام 2011، حصل كوبا على جائزة بي إم آي اللاتينية عن تأليف الأغنية الإسبانية الشهيرة مانوس آلايري للفنانة نيللي فورتادو. وأصدر أليكس، في عام 2012، ألبومه الرابع بعنوان رويدو إن إل سيستيما، الذي فاز عنه بجائزة سوكان هاجود هاردي للمرة الثانية، بفضل مساهماته المتميزة في إثراء موسيقى الجاز والموسيقى العالمية.
وحصل أليكس على جائزة جرامي اللاتينية للمرة الثانية كمؤلف أغاني، بالمشاركة مع يويل هنريكيز، عن فئة أفضل أغنية استوائية لأغنية ميلي كويزادا المنفردة بعنوان “توما مي فيدا”. وفي عام 2013، حصد كوبا جائزة جرامي اللاتينية عن الفيديو المصور لأغنية “إيريس تو” من ألبوم رويدو إن إل سيستيما، الفيديو الذي تم تصويره بالكامل في مسقط رأسه في سميثرز.
وأطلق أليكس ألبومه الخامس بعنوان هيلر والذي تم تسجيله بين استوديوهات نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وفيكتوريا في كندا، مستخدماً نغمات الإيقاع الحية ومستبدلاً الجيتارات والتأثيرات الصوتية بالأبواق. وتضمن الألبوم خمس أغانٍ ثنائية بالتعاون مع فنانين وكاتبي أغاني، أربعة منهم من أصلٍ كندي، بمن فيهم رون سيكسسميث وديفيد مايلز وأليخاندرا ريبيرا وكوبا أومز، بالإضافة إلى أنيا مارينا من نيويورك، مما أعطى الألبوم طابعاً من الحيوية ولمسة من التفاؤل والواقعية، تعكس نظرة الفنان الإيجابية والمفعمة بالأمل في أوقات الحزن والكآبة. وفاز الألبوم بجائزة جرامي اللاتينية لأفضل مغنٍ ومؤلف أغاني، وتم ترشيحه لجائزة جرامي لأفضل ألبوم بوب لاتيني في عام 2016.
وفي عام 2017، أنهى أليكس التحضيرات لألبومه السادس، لو يونيكو كونستانتي، الذي بدأه في إسبانيا مروراً بمونتريال لتسجيل أغنية منفردة مع جان ماسيكوت، ثم تعاون مع قسم الإيقاعات الحية الذي عمل معه في ألبوم هيلر، وقام بتسجيل ودمج 12 أغنية في بيكر استوديو تعكس إمكانات أليكس الحقيقية في تأليف الأغاني، مع التركيز على آلات الجيتار بأوتار النايلون والكونترباص. وتأثّر أليكس وأسلوبه في التلحين بحركة فيلن في كوبا، التي ظهرت في الأربعينيات والتي تدمج بين موسيقى الجاز والتروفا مع المحتوى الغنائي العاطفي. وتم ترشيح الألبوم للفوز بجائزة جرامي اللاتينية لأفضل مغنٍ ومؤلف أغاني، كما تم ترشيحه لجائزة جرامي لأفضل موسيقى بوب لاتينية.
وفي عام 2019، أصدر أليكس كوبا أول مجموعة من الأغاني التي أنتجها بنفسه والتي تضم 5 تعاونات مع مغنين ومؤلفي أغاني من أمريكا اللاتينية، تم تسجيلها في استوديو جيبسونز في كولومبيا البريطانية، بالتعاون مع جون “بيتل” بيلي، ودمجها في استوديو درايف شيد الخاص به في أونتاريو. وحصل الألبوم على ترشيح لجائزة جرامي اللاتينية وقدّم له فرصة الأداء في حفل توزيع الجوائز المتلفز في ميامي في نوفمبر 2020.
أجبرت الأزمة الصحية أليكس في عام 2021 على تسجيل أغانيه في المنزل، مما كشف عن مهارته في هندسة الصوت إلى جانب مواهبه كمغني ومؤلف ومنتج أغاني. وتميز ميندو، ألبوم أليكس الثامن من الأغاني الحيوية، بما تخلله إنتاجه من إقامة علاقات تعاون مع أشهر الفنانين العالميين، بمن فيهم ليلا داونز، الحائزة على جائزة جرامي، بأغنية “موندو نوفو” وفنان الفلامنكو الشهير أنطونيو كارمونا، إلى جانب فرقة أبواق مؤلفة من 13 عازف من موطنه الأصلي كوبا. ويسلط الألبوم الضوء على مشروعٍ عالمي آخر أطلقته بريانا مكارثي، الفنانة الترينيدادية، التي لفتت انتباه كوبا عندما لاحظ عملها على غلاف أحد الكتب وأعجبه تفسيرها الفريد للشتات الأفريقي. وتمحور تطور كوبا الموسيقي لسنوات حول البحث عن البساطة في جوهر الموسيقى الكوبية، بما في ذلك تفكيك التركيبات الموسيقية المعقدة ودمجها مع الموسيقى من أمريكا الشمالية، واعتماد البساطة في تلحين موسيقى البوب، والاستفادة من التقاليد الشعبية الكوبية كمصدرٍ للإلهام. ويتميز أليكس بحبه الدائم للاستكشاف وابتكار أعمال جديدة وعصرية.
راؤول ميدون
يضم سجل راؤول ميدون 10 ألبومات منفردة، وحصل الفنان على ترشيح لجائزة جرامي ولقب “المغامر الانتقائي” من مجلة بيبول، وتعاون مع عددٍ من النجوم مثل هيربي هانكوك وستيفي وندر وبيل ويذرس، إلى جانب المشاركة في بعض التسجيلات مع كلٍ من كوين لطيفة وسنوب دوغ وفي تأليف الموسيقى التصويرية لفيلم شي هيت مي للمخرج سبايك لي. وُلد راؤول في نيو مكسيكو، وتلقى تعليمه في برنامج موسيقى الجاز في جامعة ميامي، ويعيش الآن في ماريلاند بعد سنوات من إقامته في مدينة نيويورك. ويحظى ميدون بشهرة كبيرة في جميع أنحاء العالم، ويمتلك شعبيةٍ واسعة تمتد من سان فرانسيسكو إلى الهند ومن أمستردام إلى طوكيو. وكتب عنه أحد النقّاد في مجلة الجارديان البريطانية: “يتمتع ميدون بصوتٍ جميل ومضبوط يتيح له التعبير عن أي شعورٍ من الحنان والرقة إلى الانفعال العاطفي … كما أنه موهوب جداً في العزف. وتطغى موسيقى الفلامنكو على أسلوبه بشكلٍ عام، إلى جانب قدرته على أداء مختلف الأنواع المرافقة لعزفه على الجيتار الصوتي”.
ويتميز ميدون بحضورٍ مذهل، ويمكن مشاهدة مقاطع من ظهوره المميز في برنامج ذا ليت شو مع ديفيد ليترمان عام 2006. واستطاع ميدون من خلال أداء “ستيت أوف مايند”، الأغنية الرئيسية من أول ألبومٍ له، إظهار المزيج الفريد الذي يمتلكه من صوتٍ رقيق وعزفٍ رائع على الجيتار الإيقاعي. ويعكس عزفه حالةً موسيقية فريدة ينسجم فيها الإيقاع مع اللحن وأصوات الآلات المختلفة بطريقةٍ استثنائية وكأنها من إبداع كيانٍ منفرد. كما قام ميدون باستعراض تقنيته الارتجالية الفريدة باستخدام البوق الفموي، والتي تشتمل على عزف البوق المنفرد بشفتيه، مما أكسبه موجةً من التصفيق الحار من الجمهور في منتصف الأغنية. ووصفت مجلة هافينجتون بوست أداءه بالقول: “يعزف بحريةٍ وانسيابية ومتعة مطلقة وكأن يديه تبتسمان”.
وفي عام 2017، جاءت أغنيته باد أس آند بلايند بإلهام من حياته الشخصية ونالت إعجاب بيل ويذرس. وشهد ألبوم الأغنية تعاون ميدون مع أبرز عازفي الجاز، مثل عازف البوق نيكولاس بايتون وعازف البيانو جيرالد كلايتون، وحصل عنه على ترشيح جرامي لأفضل أداء صوتي لموسيقى الجاز. ووصفت إذاعة ناشيونال بابليك راديو هذا الألبوم بأنه “استمرارية لتسجيلاته المميزة التي تتخطى حدود الإبداع بنغماتها الهادئة وألحانها المؤثرة”. وحقق أداؤه المباشر في عام 2016 لأغنية “جيانت ستيبس” من موسيقى الجاز الكلاسيكية لجون كولترين أكثر من مليون مشاهدة على فيسبوك، وحاز على إعجاب العازف المتمكن آل دي ميولا، حيث استعرض خلال العرض مهاراته الاستثنائية في العزف على آلة الجيتار. وأصدر ميدون أسطوانة CD وقرص DVD بعنوان إنفيزبل تشين – حفلة مباشرة من نيويورك، والذي يوثق حفلته الموسيقية الرائعة في جوز باب في المسرح العام عام 2012.
وكرس ميدون حياته للتغلب على الصعاب وتحطيم الصور النمطية، وتعلم دروسه الخاصة خلال مسيرته الطويلة لتخطي ما قيل له في الصغر عن عدم قدرته على تحقيق أي شيء كونه أعمى. ويقول حول ذلك: “لطالما شعرت، بسبب انطفاء نور عيني، بأنني في موقع غير مناسب لتأليف الأغاني التي عادةً ما تحتاج إلى تخيل الصور المرئية، إذ يربط الناس الكلمات بالصور التي يشاهدونها، ولم يسبق لي أن شاهدتُ أي صورة، ولكني أدركتُ مبكراً أن الإنسان يكتب حول تجاربه، وأنا قادرٌ على الاستمتاع بحواسي الأخرى كاللمس والسمع، مما يمنحني تجارباً ومشاعراً مشتركة مع الجماهير”.