يقدّم عازف العود والكمان الشهير سيمون شاهين عدداً من الأعمال الموسيقية المميزة التي تعود إلى العصر الذهبي للسينما العربية. ويحظى الجمهور بفرصةٍ للتعرف على مجموعةٍ من أبرز شخصيات السينما العربية ومناقشة أسباب تفوّق صناعة الأفلام على قطاع الإنتاج الموسيقي في العالم العربي.
سيمون شاهين
تعود أصول سيمون شاهين إلى فلسطين، حيث ولد في قرية ترشيحا في الجليل في عام 1955، وشهدت طفولته أولى بدايات شغفه بالموسيقى. كان والده حكمت شاهين أستاذاً للموسيقى وعازفاً ماهراً على آلة العود. ويقول شاهين: “علمني والدي العزف على العود، مما ترك تأثيراً بالغاً في حياتي الموسيقية”. وبدأ العزف على آلة العود في عمر الخامسة وبعد عام واحد تعلم العزف على الكمان في المعهد الموسيقي للموسيقى الكلاسيكية الغربية في القدس. ويصف شاهين تجربته الأولى قائلاً: “عندما أمسكت هذه الآلات الموسيقية وبدأت العزف، شعرت بأنها جزءٌ من ذراعي”
تعين شاهين مدرساً للموسيقى العربية والعزف وتعليم أصول الموسيقى بعد تخرجه من أكاديمية الموسيقى في القدس في عام 1978. وانتقل بعد عامين إلى مدينة نيويورك لإكمال دراسته العليا في العزف في كلية الموسيقى بمانهاتن، ثم التحق بجامعة كولومبيا لدراسة العزف وتعليم الموسيقى.
وأسس شاهين في عام 1982 فرقة موسيقى الشرق الأدنى في نيويورك والتي شكلت مجموعة تبدع الموسيقى العربية التقليدية وفق أرقى المستويات. وأطلق شاهين ورش عمل موسيقية كما ألقى المحاضرات في المعاهد والكليات والجامعات لتعليم الموسيقى العربي للجيل الناشئ الموسيقى العربية في الفترة ذاتها. يقضي شاهين نصف يومه بالعمل في المعاهد والكليات مثل معهد جوليارد للفنون وجامعة كولومبيا وجامعة برنستون وبراون هارفارد يايل وجامعة كاليفورنيا في سان دييجو وجامعة ميشيجان في آن أربور وغيرها، حيث يعتبر من رواد الموسيقى العربية وأبرز الرموز الداعمة لها.
وقد أقام سيمون حفلاته الموسيقية أرقى المسارح العالمية مثل قاعة كارنيجي ومركز كينيدي ودار الأوبرا المصرية، مسرح المدينة في بيروت وقصر الفنون في بلجيكا. وقد عزف شاهين مع كوينسي جونز في أغنيته “نحن المستقبل” خلال إحدى الحفلات الخيرية في روما بحضور نصف مليون شخص في مايو عام 2004.
تلقى شاهين من موقعه كمؤلف موسيقي منحاً من الصندوق الوطني للفنون ومجلس ولاية نيويورك للفنون وبرنامج لقاء مع الموسيقي وصندوق موسيقى ولاية نيويورك ومؤسسة جيروم وبرنامج كونتيننتال هارموني ومعهد يلو سبرينجز. وتضم قائمة عروضه المسرحية مجنون ليلى (والتي استضافها مركز كيندي في واشنطن العاصمة والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في نيويورك) والكتاب والغريب (من كتاب كليلة ودمنة) ومدينة المستقبل والدمار المتزامن مع الممثلة فينيسا ريدجراف.
كما ألّف الموسيقى التصويرية للفيلم الوثائقي مختارات مصرية في المتحف البريطاني، والذي تم عرضه في متاحف الولايات المتحدة، ويتولى شاهين منذ عام 1994 إنتاج “مهرجان الفن” وهو مهرجان سنوي يحتفي بالفنون العربية، وتنطلق فعالياته في نيويورك لتسليط الضوء على أبرز الفنانين العرب ورؤية الثقافة العربية بأبعادها وقيمها وسماتها المميزة. كما أطلق شاهين المنتدى السنوي للموسيقى العربية في عام 1997
لاستكمال التعريف بالموسيقى والثقافة العربية. وتُقام فعاليات المنتدى الذي يقدم برنامجاً مكثفاً لدراسات الموسيقى العربية في صيف كل عام ضمن كلية ماونت هوليوك لمدة أسبوع، ليحتضن مشاركين من الولايات المتحدة وخارجها.
ووجه شاهين خلال السنوات الست الماضية طاقاته نحو فرقة قنطرة. وتجسد الفرقة رؤية شاهين الخاصة والتي تتمثل في مزج الموسيقى العربية مع الجاز والموسيقى الكلاسيكية الغربية وموسيقى أمريكا اللاتينية في توليفة مذهلة تتخطى الحدود الثقافية والجغرافية.