من خلال عرض استثنائي يوائم بين الإضاءة والصوت والتصميم والحركة.
يعود تاريخ أول عرض لهذا العمل في منطقة الشرق الأوسط إلى فبراير 2016 خلال الموسم الأول لفعاليات مركز الفنون، وعندها تم تصوير العمل ضمن مركز ذا بليس في لندن.
أمّا قصة همس 2.0 المحمّلة بإيحاءات عاطفية مرهفة للفنانة نيكي ويلز، فتعكس العلاقة الجدلية بين العالم العقلاني الذي نعيش فيه والمشهد الغني لخيالنا الذاتي. كما تصوّر لنا صراعات أوديدرا مع مشكلة عسر القراءة وكيفية تعامل الوسط المحيط مع مشكلته، حيث يدرس هذا العرض، من خلال التصميم البصري والإضاءة والصوت والحركة، الكيفية التي يمكن من خلالها الكشف عن المفاهيم الخاطئة حول عسر القراءة.
تم تشخيص مشكلة أوديدرا في سن مبكرة، إذ وجد صعوبة بالغة في تلقي التعليم المدرسي بالطرق التقليدية، لكنه شعر بأن قيوده الإبداعية مرتبطة حصرياً بصعوبة التعلم وليس بقدراته الكامنة، فعندما شكّلت اللغة المكتوبة عنصراً غريباً بالنسبة له، وجد في الرقص أسلوباً مفضلاً في التعبير. وفي عمله هذا، ينطلق الفنان من صراعه مع صعوبة التعلم في مرحلة الطفولة كبداية محورية لإجراء تحقيق هادف وعميق حول الحقائق المشوهة والمبالغ فيها. تم تصميم عرض همس 2.0 بالتعاون بين أوديدرا ومصمم الرقصات الأسترالي لويس ميجور، ومركز آرس إليكترونيكا فيوتشيرلاب في مدينة لينز بالنمسا.
يسعى أوديدرا إلى ابتكار أعمال بديعة بصرياً ومرهفة حسياً، ضمن قالب مليءٍ بالدراما والحركة. كما أصبح من أبرز مصممي الرقصات المرغوبين في أوروبا، وذلك من خلال أعماله المستوحاة من الرقص الكلاسيكي لجنوب آسيا ومفردات الرقص المعاصر، وعبر اتفاقيات التعاون التي أبرمها لإطلاق مشاريعه الشخصية الغنية.
السيرة الذاتية
أكاش أوديدرا هو راقص بريطاني معاصر حاصل على العديد من الجوائز المرموقة. تعلّم رقص الكاثاك الهندي الكلاسيكي تحت إشراف نيليما ديفي في مدينة لستر، وتلقّى أصول رقصة باراتاناتيام مع شيتراليكا بولار في برمنغهام ثم في الهند مع آشا جوجليكار وتشايا كانتافيه. وفي عام 2009، صمّم أوديدرا رقصةً منفردةً للمؤدية كوموديني لاكيا بعنوان ماتي ري ضمن مهرجان سفابنغاتا على خشبة مسرح سادلرز ويلز برعاية أكرم خان، والذي تابع إرشاد أوديدرا لفترة من الزمن. مما أتاح له تطوير حركات معاصرة في فنون الرقص. وبعدها نجح الشاب الطموح في تأسيس فرقة أكاش أوديدرا عام 2011 وأطلق أول مشاريعه بالتعاون مع نخبة مصممي الرقص المشهورين، أمثال سيدي العربي الشرقاوي وراسل ماليفانت ومرشده الشخصي أكرم خان، حيث أشرفوا على تطوير العديد من أعمال الفرقة، وقام كل منهم بتصميم رقصة منفردة له. وتكلّل هذا التعاون عبر عرض مسائي شامل بعنوان النهوض، والذي حقق نجاحاً باهراً أتاحت له الانطلاق في جولة واسعة حول العالم.
وتتنوع أعمال أوديدرا الأخيرة من الأمسيات الكلاسيكية وصولاً إلى العروض المعاصرة والأوبرا، نذكر منها جندي الله الصغير من إنتاج مسرح فرايبورج عام 2013. كما تعاون في نفس العام مع مسرح أبولو في نيويورك لإنتاج عمل بعنوان _ابدأ بداية صحيحة_، في أمسية تحتفل بحياة وإبداعات جيمس براون. بينما نال عمله الفني “إكستسي” إشادةً واسعةً في أمريكا الشمالية مكّنته من نيل جائزة بيسي.