يعرض _*“معابر وممرات“_ أعمال *صبا كزلباش و*ليندا أديل غودين*، وهما فنانتان تتعاملان مع الحقائق الجيوسياسية القاسية في أعمالهما من خلال أساليب مختلفة بشكل كبير.حيث تجذب رسومات كزلباش الدقيقة والمغرية المشاهد إلى مساحة مشحونة وعدائية مثل المعبر الحدودي بين باكستان والهند، في حين تتعامل أعمال “غودين” الضخمة والمعقدة والزاخرة بالألوان مع موضوعات منها النزاعات المتصاعدة ضمن الصراع بين الحفاظ على الأرض وبين التقدم الاقتصادي.
قامت “ليندا أديل غودين” خلال العقود الثلاثة الماضية بتكوين صور أدائية مفصلة وكبيرة الحجم. فيستكشف عمل “ابن آوى الأزرق تحت الشجرة”_، والتي أنتجته الفنانة أثناء إتمامها زمالة “فولبرايت” في الهند ، شحّة المياه وأنظمة الغذاء والتجمعات النهرية من خلال عدسة الرياح الموسمية. وتعدّ أعمال الفنانة المبنيّة من جهة والمعثور عليها من جهة أخرى متعددة التخصصات، ممثلة حواراً بين الأجيال تسعى الفنانة من خلاله إلى إيجاد حل تربوي وتعاوني للعدالة الاجتماعية والمساواة. وتنوي “غودين” في هذا المعرض الجمع بين أعمال تم إنتاجها خلال فترة إقاماتها لمنحة “فولبرايت” وبين مختارات من مجموعتين سابقتين من أعمالها هما _“سلسة غيبسون ليمون” و “سلسلة طريق النحل السريع”.
أما صبا كزلباش، فتتناول أعمالها مواضيع الحدود والقيود، وتجد رسوماتها التفصيلية صغيرة الحجم مشابهة للمواقع الأثرية/التراثية القديمة الكامنة وسط مواقع سكننا، سواء كانت بوابات حدودية أو أبراجاً للمراقبة أوجسوراً مهجورة، في حين تشيّد رسوماتها الأكبر والأكثر تعقيدًا لمسارات دهليزية متخيلة، فتقوم الفنانة على سبيل المثال بإعادة رتق الأراضي المقسّمة بين باكستان وبنغلاديش سوية لتكوين مشهد خيالي ليس له أبداً أن يكون على الرغم من أنه يبدو وكأنه ممكنًا.
وعن ذلك تقول كزلباش: “أرسم هذه المواقع لغمر نفسي في التحقيق في هذه الحدود المتصورة والمحمية بشدّة، والتي تشكّل موقعاً تجري فيه أعمال الفصل والمراقبة بشكل مستمر.”
ومن خلال ولادتها في لاهور بباكستان ونشأتها في الإمارات العربية المتحدة ودراساتها في جامعات في كل من باكستان والولايات المتحدة، فإن كزلباش في موقع فريد من نوعه لمناقشة الحقائق الاجتماعية والسياسية في جنوب آسيا، حيث تتبنى ممارساتها المكثفة في الرسم نظرة فاحصة حول الخطوط والحدود التي تفصل وتجمع في الوقت ذاته.
“لقد قمت باختيار هاتين الفنانتين المذهلتين للاختلاف بينهما على قدر ما اخترتهما لأوجه التشابه فيهما، حيث تكوّن كزلباش رسومات معقدة من الجرافيت، في حين تنتج “غودين” صوراً ملونة ضخمة الحجم. إلا أن كلاهما يعمل مع موضوعات منها الحقائق الاجتماعية والسياسية القاسية، وهما أيضاً اثنتان من أكثر الفنانات جدية وإثارة للاهتمام ممن حضيت بشرف العمل معهم. “ — فلاوندر لي، القيّم الفني لمعرض “معابر وممرات”
عن الفنانتين
صبا كزلباش
ولدت صبا كزلباش في لاهور بباكستان عام ١٩٧٧ ونشأت في الإمارات. وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة في الرسم من الكلية الوطنية للفنون في باكستان، وشهادة الماجستير في التربية الفنية من كلية “رود آيلاند” للتصميم في الولايات المتحدة الأمريكية. تركز ممارساتها على تطويق الأراضي المقسمة والمتنازع عليها من خلال حلول تفصيلية تركّز على البنية التحتية الحضرية/العمرانية. ويقوم عملها كذلك بالتعليق على المظالم الاجتماعية والسياسية التي تؤثر عليها كامرأة جنوب آسيوية. يتيح لها مشغلها الفني في دبي وسفرها المتكرر إلى الهند وباكستان النظر إلى خطوط المواجهة من كلا الجانبين. ومن محل إقامتها الحالي في دبي، ترسم كزلباش أعمالاً تفصيلية دقيقة تقترح مدنًا مختلة التموضع/تعكس الواقع المرير، وطرقًا وخططاً حضرية/عمرانية تسعى إلى تغيير المقاطعات الناجمة عن السيادات الإقليمية. فتلتقط كزلباش في رحلاتها وتعزل صورًا تتناول الوحدة وتحديدات الحدود استنادًا إلى مراقبتها للأسوار والجدران الحدودية والبوابات ومسارات السكك الحديدية.
تأهلت أعمالها للمرحلة النهائية لجائزة الفنون الآسيوية المستقلة ٢٠١٨، كما تم تكليفها في ذات العام من قبل UAE Unlimited – وبتمويل ودعم من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان في أبو ظبي – لإنشاء تركيب فنّي يتكون من ١٠٠ رسم للمعرض السنوي في صالة “كونكريت” الفنية. كزلباش هي أول فنان يتلقى منحة برنامج “كامبَس آرت دبي” (٢٠١٩) بتمويل ودعم من“آرت دبي” و“فن جميل”. جاءت مشاركتها في معرض جماعي في صالة “أيكون” الفنية مؤخراً عنوانه “حرّاس شاحبون” ، والذي أشرفت على تقييمه سليمة هاشمي، كاستجابة حول مرور ٧٠ عامًا على تقسيم الهند. تم عرض أعمالها في نيويورك ودبي وهونغ كونغ وسان فرانسيسكو ولاهور وكراتشي. قامت بتصميم عدد من ورش العمل الفنية المجتمعية في دبي ولاهور ونيودلهي وبروفيدنس في “رود آيلاند”.
ليندا أديل غودين
يشتمل تدريب “ليندا أديل غودين” الفني على نيلها درجة الماجستير في الفنون الجميلة (١٩٨٤) من جامعة ولاية فلوريدا في “تالاهاسي”، فلوريدا، حيث التحقت بزمالة تدريسية في التصوير الفوتوغرافي مع “روبرت فيكتر”، وفي الرقص مع “نانسي فيكتر”، وفي التركيب/الأداء مع “جيمي روش”؛ إضافة إلى حصولها على درجة ماجستير العلوم في فنون الاتصال (١٩٨١) من كلية “إيثاكا” في “إيثاكا”، نيويورك، وبتركيز على نظريات التواصل بالفيديو والتواصل غير اللفظي؛ ذلك إلى جانب درجة البكالوريوس في الفن (١٩٨٠) من جامعة “روتشستر” في “روتشستر”، نيويورك، حيث درست مع المصور “روجر ميرتن” ولتنال بعدها درجة بين الأقسام في الاقتصاد والفنون الجميلة والأدب الإنجليزي. ركّزت “غودين” بحوثها أثناء دراستها في جامعة “روتشستر” على مجموعة “إدارة أمن المزارع” التابعة لمتحف “جورج إيستمان” الدولي وتحت إشراف “روبرت دوهرتي”. ومن ثم قامت مباشرة بعد أتمامها الدراسات العليا بالاعتماد على نفسها كفنانة استوديو مثّل أعمالها في “نيو أورلينز” صالة “تيلدن فولي” وبعدها صالة “رس نوفا” الفنية. وبالتزامن مع ذلك، درّست “غودين” النحت في كلّية “دلغادو” قبل انتقالها إلى الغرب الأوسط للولايات المتحدة بعد قبولها شغل منصب في كليّة “هيرون” للفنون، حيث تشغل الآن منصب رئيس جامعي وأستاذ في الفنون.
تم عرض أعمال “غودين” في معارض فنية في باريس ونيويورك ولوس أنجلوس، ومثّلتها صالة “لي ماركس” للفنون الجميلة. وتجدر الإشارة إلى هجر الفنانة عالم المعارض التجارية مبكّراً في مسيرتها المهنية لتكريس جهودها لتعليم الفكر النقدي للأجيال القادمة من الفنانين المواطنين. وكمعلمة، ينبع منهجها التربوي من فكرة قدرة التعليم الفني على تطوير الأفراد والثقافات العالمية بشكل كبير من خلال تطوير القيمة والاكتفاء الذاتيين ومفاهيم التمكين والإبداع، ليمتد إرشادها التربوي عبر ثلاثين عامًا حتى الآن. وتشمل المنح الخارجية الرئيسية التي حصلت عليها الفنانة منحة ولاية فلوريدا للفنون الفردية (١٩٨٥)، منحة “نيو فورمز فلوريدا” بالتعاون مع “تشاك بادلاند” (١٩٩٠) الحاصل على جائزة زمالة مؤسسة “هارون سيسكند” (١٩٩٢) ، زمالة الاتحاد الجنوبي للفنون (١٩٩١)، زمالة “إفرويمسون”/ مؤسسة مجتمع “إنديانا” المركزي (٢٠٠٥)، المنحة الفردية لمجلس “إنديانابوليس” (٢٠٠٢، ٢٠٠٧)، ومنحة لجنة “إنديانا” للفنون الإبداعية (٢٠٠٤/٢٠٠٣)، وبرنامج “نيا إنتر آرتس”/مؤسسة “روكرفيلر”، إضافة إلى ترشيحها مرتين لجائزة “تيفاني”. تقيم “غودين” حاليًا في الهند وتعمل على مشروع لمؤسة “نهرو-فولبرايت” عنوانه “ابن آوى الأزرق تحت الشجرة_” الذي يشتمل على وسائط الصوت والفيديو والتصوير الفوتوغرافي.
عن القيّم الفنيّ
فلاوندر لي
“فلاوندر لي” فنان و قيّم فنّي وتربوي يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل أستاذاً مشاركاً لفن الاستوديو في الجامعة الأمريكية بدبي. حصل على شهادة البكلوريوس في الفنون الجميلة من جامعة فلوريدا وشهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ولاية “كاليفورنيا لونج بيتش” وبتخصص في فن الاستوديو والتصوير الفوتوغرافي. تم عرض أعمال “فلاوندر” على نطاق واسع في محافل منها معرض برشلونة المعاصر ١١_؛ _“ترانس فيديو“صور دون حدود في فنلندا؛ و معرض سكّة الفني في دبي. أشرف “فلاوندر” على التقييم الفنّي للعديد من المعارض ومنها في هذه الليلة …، رؤية مزدوجة و “فضائية جوية”. كما قام بتأسيس وإدارة “سبيس كامب مايكرو غاليري” في “إنديانابوليس” قبل هجرته من الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى قيام “فلاوندر” خلال فترة عمله في “سبيس كامب” بالتقييم الفنّي للعديد من المعارض الجماعية والفردية مثل “قابل للتخطيط” و “المنطق البيئي: منظور الفنانين حول التغييرات البيئية”. وإلى جانب نشاطاته في التقييم الفنّي والتحكيم، يقوم “فلاوندر” كذلك بإلقاء محاضرات والكتابة عن أعمال الفنانين الآخرين. وقد كتب لمجلة “القبيلة/ترايب” مقالات كان من مواضيعها *ليديا أورحمن: تحدي الأنظمة*، كما كان عضواً في عام ٢٠١٧ في لجنة _“العدسات المتغيرة: التصوير الفوتوغرافي المعاصر والوسائط الجديدة في العالم العربي” في مؤتمر جمعية كلية الفنون في نيويورك. تتعامل ممارسته في التقييم مع بعض من ذات الموضوعات التي تتمحور حولها ممارسته الفنية ومنها المستقبلية الارتجاعية وموضوعات الفضاء الجوي والتغير الإيكولوجي، إلا أن ممارساته التفييمية أوسع نطاقًا ومادية من مثيلتها الفنية. وكان من محاور التركيز له موضوع الجسم في الأداء والفيديو متعدد القنوات. يعمل “فلاوندر” حاليًا معلمًا إرشادياً/تربوياً لبرنامج الممارسات النقدية ٢٠١٨-٢٠١٩ التابع لتشكيل في دبي.