مالذي يعنيه البقاء بالنسبة إلينا في المستقبل القريب؟ يضع الكثيرون أملهم في تقنيات أفضل وخوارزميات أكثر ذكاءً. ويستكشف الفنانون في البقاء مدى انتشار المراقبة الحضرية وما ينتج عنها من تكيّف بشري، وأسرار عوامل الإدراك التي يجب حلها قبل أن تتمكن الآلات من رؤية العالم كما نفعل، والمراقبة الخوارزمية لنهاية العالم عبر البيانات اللانهائية التي توّلدها وسائل التواصل الاجتماعي. وتوفّر التقنيات الحديثة لنا أيضًا وسيلة لتعديل أو تحسين أنفسنا، فكيف قد تتيح لنا تقنية تحرير الجينات (CRISPR) تعديل شخصياتنا؟ وفي هذه الأثناء، يستمر العالم الطبيعي، ويبقى النظام البيئي المحاصر للأنثروبوسين، وتتحمل أبسط الكائنات المتطلبات المعقدة للبقاء على قيد الحياة.
أعمال الفنانين
النهاية قريبة للفنان فرانك مليك
تبقى نهاية العالم موجودة باستمرار في وعينا الجماعي، خاصة مع آخر الأخبار التي تشير إلى ذلك وغير ذلك من الأفلام الهوليوودية التي تدعونا إلى الاستعداد لإعادة البناء بعد قدوم نهاية العالم وبقاء عدد منّا على قيد الحياة. ويبني النهاية قريبة على ذلك الخوف الذي نتشاركه، إذ في كل مرة يقوم شخص ما بتغريد سلسلة “النهاية قريبة”، يحصل العمل الفني على الموقع الحالي للمستخدم ويحدد حال السماء فوقه.
سهم كيوبيد للفنانة إيميلي سكيف
يتكوّن العمل من تركيب من الصور المتحركة الساعية لاستكشاف طقوس الغزل الملتوية للرخويات البحرية، حيث تولّد مصادر الضوء المتعددة طبقات من العيّنات الفوتوغرافيّة لجلود الرخويات وبيئتها، والتي يتم الكشف عنها من خلال سلسلة من ثقوب التلصص على عالمهم الصغير.
يوديمونيا للفنانة إيميليا تيكا
“السعادة إذاً هي شيء كامل ومكتفٍ ذاتياً، وهي نهاية اتجاه أفعالنا.”
- أرسطو
تتيح تقنية تحرير الجينات (CRISPR / cas9) اليوم لتطبيقات سريعة ودقيقة العمل على تغيير جينات جميع الكيانات الحية. وفي سيناريو التصميم التنبؤي للعوامل المثيرة عاطفياً، والتي تم تحقيقها كفيلم قصير وجهاز خيالي لتعديل الجينات، يضفي السيناريو طابعًا ثابتًا على الدافع الوهمي نحو السعادة باعتباره الهدف النهائي للوجود الإنساني في عصر البيولوجيا التخليقية. ومن ناحية نظرية، يركز العمل على الفلسفة اليونانية لـ“يودومينيا” باعتبارها واحدة من أكثر المفاهيم الأساسية “للحياة الجيدة” كأسلوب لتطوير الذات. فيبحث ثلاثة أفراد من عائلة مفككة عن مساعدة تقدّمها تكنولوجيا جديدة غامضة في سعيهم لإيجاد السعادة. وترسم القصة الشعرية المظلمة صورة لمستقبل قريب محتمل تصبح فيه الروح البشرية مسألة هندسة وراثية.
ذكرى المستقبل للفنانة مارلين فان دير ويرف
كيف لنا أن نفهم شيئًا لم نختبره أبدًا؟ يُعَدّ تركيب “ذاكرة المستقبل” بمثابة بحث سينمائي حول كيفية تكوين الواقع من خلال منظورنا. إذ أن ما ندركه هو من تكوين أذهاننا العامرة بالمواجهات السابقة والذكرى والتوقعات.
حيث لا يمكن للمدينة أن ترى للفنان ليام يونغ
حيث لا يمكن للمدينة أن ترى هو أول فيلم روائي سردي في العالم تم تصويره بالكامل باستخدام ماسحات الليزر. تدور أحداث الفيلم في منطقة ديترويت الاقتصادية (DEZ) التي تملكها وتسيطر عليها الصين، ويتم تصويره باستخدام ذات تقنيات المسح المستخدمة في المركبات ذاتية القيادة، ويتم تسجيل مدينة المستقبل القريب من خلال عيون الروبوتات التي تديرها. وفي ليلة واحدة، يتجول مجموعة من عمال المصانع الشبان في “ديترويت” في سيارة أجرة دون سائق، باحثين عن مكان يعرفون بوجوده على الرغم من عدم تعرّف سيارتهم عليه. وهؤلاء الشبّان هم جزء من مجتمع سري يعمل في خطوط الإنتاج نهارًا، ويموّه أفراده أنفسهم ليلاً بارتداء أقنعة قَبَلية وتمويهات ضدّ مراقبة الآلات لإعادة تمثيل تخيلاتهم الساعية للهرب إلى الأماكن الخفية للمدينة. ويخترق الشبّان المدينة من خلال شبكة من المباني الخفيّة والمناظر المدمرة، والهياكل المهجورة والحالات الدخيلة وحالات الخلل والعفاريت، باحثين عن الحيوانات البرية وراء الآلة. إذ غالباً ما وجدنا الغريب والخيالي في المساحات التي لا تستطيع المدينة رؤيتها.
ميزوكوسم (ونك، تكساس) للفنانة مارينا زوركو
ميزوكوسم (ونك، تكساس) جزء من سلسلة مستمرة من المناظر المتحركة التي تتطور وتتغير بمرور الزمن استجابة لمدخلات البيانات التي تعتمد على البرامج. ويأخذ العنوان اسمه من مجال العلوم البيئية في إشارة إلى النظم البيئية التجريبية المحاكية، والتي تتيح التلاعب بالبيئة الفيزيائية والتي يتم استخدامها للأبحاث البيولوجية والمجتمعية والبيئية. وتقع في ونك، تكساس، حفرة أرضية كبيرة – “Wink Sink 2” في أرض هي ضمن ممتلكات شركة نفط خاصة في تلك البلدة الصغيرة – حيث تغلي وتتدفق وتتطاير منها الأشياء من أكياس بلاستيكية وزيوت وغيوم داكنة تخرج من دوامة في قلب الحفرة الأرضية وكأنها رقصة شبحية. وتحرق مصافي النفط الغازات في أعمدة تظهر في الخلفية مع مرور عَرَضي لقطار أو لسلسلة من عربات نقل الأخشاب. وقد اتّسعت تلك الفتحة الأرضية بشكل مطرد منذ ظهورها في عام ٢٠٠٢؛ ويبدو الحدث هنا وكأنه حدث جيولوجي طبيعي لا ينقصه سوى التوقّف أحياناً لنزهة أو استراحة. وعند الصباح، يسكن المشهد مجموعة متنوعة من الحياة من طيور وكلاب برية وحشرات وظباء وعمال معالجة المواد الخطرة، وتبعًا للموسم، تنضم كذلك بعض الفراشات والأفاعي واللقالق المهاجرة.
يرتبط هذا المعرض مع إماجين ساينس أبوظبي