الإبادة هو امتداد لحوار مستمر بين الفنانين هاشل اللمكي ومحمد المزروعي حول “مفاهيم الوجود وتطوّر البشر كفصيلة حيّة”.
يقطع هذا الحوار عبر العديد من أجيال التكوين الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يتخصص محمد المزروعي في إنتاج الفن ونشر الشعر في الإمارات منذ أوائل الثمانينيات عند قدومه للعمل في مركز أبوظبي الثقافي، وقد تم عرض أعماله بشكل مكثّف خلال العقود الأربعة الماضية، كما تم ذكرها مؤخراً في “(targetblank)“تعابير إماراتية”“:https://universes.art/en/nafas/articles/2013/emirati-expressions-realised/ (٢٠١٣) و”(targetblank)“صورة أُمّة”“:https://www.portraitofanation.me/mohamed-al-mazrouei (٢٠١٧). أما هاشل لمكي، فقد أتمّ مؤخراً برنامج “(targetblank)“زمالة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين”“:http://www.shf.ae/en/what-we-do/arts-culture-heritage/emerging-artists-fellowship/ (SEAF) إلى جانب مشاركته في تأسيس “(targetblank)“بيت ١٥”“، وهي مساحة يشرف على إدارتها فنانون مقرها أبوظبي.وقد قام الفنانان بإنتاج لوحات ومنحوتات فردية وبالتعاون مع فنانين آخرين، لينتج عنها تركيب يتكوّن من العديد من الأعمال الفنية التي تصوّر عملية التبادل هذه. وتتضمّن تلك الأعمال منحوتات جديدة للمزروعي، والتي تعد مساحة تركيز جديدة للفنان في أعماله، إضافة إلى مجموعة من الأعمال قام بها اللمكي.
وإلى جانب كون هذا العمل تعاوناً فنياً، فإنه يمثّل كذلك “مراسلة بين أبوظبي والقاهرة” حيث يقيم المزروعي حالياً. “وليس الغرض من هذه المراسلة هو النص المكتوب، بل كل ما يمكن استخدامه من مواد وأفكار ممكنة”.
لقد أصبح هذا العالم عالمنا نتيجة “للمنظور”
_هاشل لمكي ومحمد المزروعي
عن الفنانين
محمد المزروعي
محمد المزروعي كاتب ورسام حاصل على عدّة جوائز. وُلد في طنطا في مصر عام ١٩٦٢ وانتقل إلى إنجلترا بعد إتمام دراسته في الفلسفة، ومنها إلى أبوظبي في الثمانينيات حيث عمل في المؤسسة الثقافية لسنوات عديدة. أثرت تجربته المعيشية في هاتين الثقافتين المختلفتين على عمله كفنان منذ ذلك الحين، كما اختار عدم تلقّي تدريب رسمي في الفنون، وهو ما وصفه في عام ٢٠١٦ بقوله “أنا متجرّد ولذلك فأنا حر”، وذلك في إشارة مرحة إلى الأجسام المصوّرة في أعماله والتي غالباً ما تفتقر إلى الكساء. ومن المعتاد شمول أعمال المزروعي على عناصر من ثقافة وتاريخ شمال إفريقيا والعالم العربي – مشتملة الزخارف المسيحية منها – ممزوجة بمشاعره الخاصة. وبعد ما يقرب من أربعة عقود قضاها في الإمارات العربية المتحدة ، يقيم المزروعي ويعمل حالياً في القاهرة في جمهورية مصر العربية.
هاشل اللمكي
يشير عالم الأنثروبولوجيا “إدوارد ت. هال” إلى أن “العلاقة بين الإنسان والبعد الثقافي هي علاقة يساهم فيها كل من الرجل وبيئته في قولبة بعضهما الآخر”. ولد اللمكي في الإمارات العربية المتحدة، حيث لم يشهد النمو الصناعي والمعماري السريع لمدينة دبي وباقي الإمارات وحسب، بل عاصر كذلك التعقيدات الثقافية الناجمة عن طفرة العمرانية. وهو يستحضر كافة هذه المنظورات في عمله وبتركيز خاص على ممارسات الابتكار والاستدامة الاجتماعية. التحق اللمكي في عام ٢٠٠٧ ببرنامج البكلوريوس في الفنون الجميلة في كليّة “بارسونز” الجديدة للتصميم في مدينة نيويورك، كما أتمّ مؤخراً برنامج “زمالة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين”، ليشارك بعدها في تأسيس “بيت ١٥”، وهي مساحة يشرف على إدارتها فنانون مقرها أبوظبي.